بباصات عليها صور أردوغان وعبارة “شكراً” ترحيل عائلات سورية من اسطنبول

بباصات عليها صور أردوغان وعبارة “شكراً” ترحيل عائلات سورية من اسطنبول

(الحل) – شهدت الأسابيع القليلة الماضية تغييرات جذرية ومفاجئة اتبعتها السلطات التركية بحق اللاجئين السوريين على أراضيها، وخاصة في مدينة #اسطنبول. آخر تبعاتها كان بدعة “العودة الطوعية” لعائلات سورية تركت لتواجه مصيرها فلجأت للخيار الوحيد المتاح وهو العودة إلى سوريا.

التمهيد لبدعة “العودة الطوعية”
بدأت جملة القرارت التركية خلال الشهر الفائت بحملة تفيد بتنظيم أوضاع المخالفين السوريين على الأراضي التركية، فكل من لايملك بطاقة الحماية المؤقتة (الكملك) سيتم ترحيله إلى سوريا، أما من يملك كملك من ولاية معينة ويقيم في ولاية أخرى فستتم إعادته للإقامة حيث استصدر البطاقة.

بالفعل بدأت حملات الاعتقال العشوائية في شوارع المدن التركية ومنها اسطنبول التي شهدت توقيف شبان سوريين، منهم من يمتلك الكملك، والزج بهم في باصات مقيدي الأيدي في مشهد لايختلف كثيرا عن طريقة اعتقال الشبان السوريين على أيدي عناصر الأمن السوري في سوريا أيام الاحتجاجات، وسيق منهم من سيق إلى إدلب وزج بالبعض منهم في السجون بينما اضطر الآلاف للاختباء في بيوتهم خوفاً من الترحيل.

جاءت هذه الحملات عقب تجييش إعلامي حكومي استخدمه بعض السياسيين أثناء الانتخابات البلدية الأخيرة طامحين بجذب ناخبين أتراك إلى صفهم عبر الضرب باللاجئين وقطع الوعود بإعادتهم إلى بلادهم، مثال على ذلك المرشح (حينها) لرئاسة بلدية إسطنبول بن علي يلدريم، الذي قال «السوريين الذين منحوا الحماية المؤقتة، صاروا يشكلون تدريجياً مشكلة اجتماعية وأمنية، بل وخطراً على نساء إسطنبول وأطفالها»!

شكرا أردوغان
استهدفت حملات التوقيف والترحيل بغالبيتها الرجال والشبان السوريين، حيث انتشر عناصر الشرطة التركية في الأحياء والأزقة متربصين باللاجئين الذكور ويبدو أن هذا لم يكن إلا مقدمة لمرحلة لاحقة بدأت ملامحها بالتكشف الأمس واليوم.
حيث طرأ على المشهد التركي عنصر جديد شبيه بالباصات الخضر السورية، التي باتت علامة التهجير القسري في سوريا، إلا أنها باصات بيضاء تحمل صور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وكتب على مقدمتها “شكرا” باللغة العربية. مهمة هذه الباصات هي نقل العائلات السورية التي تعرض أحد أفرادها (الذكور) للترحيل ومنع من العودة لتركيا فلم يبقى أي خيار لباقي أفراد العائلة من النساء والأطفال إلا اللحاق بمن تم ترحيله وهذا ما أسمته تركيا “العودة الطوعية”.
لايفوتنا ذكر مقتل السوري “هشام مصطفى”، قبل ايام، وهو لاجئ سوري كان يقيم في اسطنبول، تعرض للترحيل إلى سوريا لكنه حاول الودة مرة أخرى بعد 25 يوماً لأن زوجته وأطفاله مقيمون في تركيا فما كان من الجندرما التركية إلا إطلاق النار عليه على الحدود. فيما لاقت شابة سورية من ديرالزور حتفها بنفس الطريقة صباح اليوم خلال محاولتها دخول تركيا.

المتضامنون كثر لكن السلطة أقوى
أعرب ناشطون أتراك عن رفضهم لما يتعرض له السوريون في تركيا، ونفذوا اعتصامات ومؤتمرات صحفية بعنوان نريد أن نعيش معاً، إلا أنها لم تلق صدى لدى السلطات التركية التي لازالت تلعب دور الداعم للاجئين، حتى لحظة أثناء ترحيلهم عنوة والزج بهم لمناطق لاتعد في عداد الآمنة بعد، ماتزال الحكومة التركية تصدر نفسها كحاضنة للاجئين.
ولم يكن للسوريين إلا السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي بحسرة وألم على “مسرحية العودة الطوعية”، فكتب الناشط الإعلامي “محمد السلوم” على صفحته في موقع فيس بوك:
“مقادير العودة الطوعية السعيدة:
1- اقبض على الرجال في الشوارع ثم رحلهم إلى الطرف الآخر من الحدود، واقتل من يحاول العودة.
2- اترك العائلات في المدينة الغريبة وحدهم دون معيل.
3- احضر باصات وزينها بصورة القائد، واعرض على العائلات النقل مجاناً للانضمام إلى الرجال في الطرف الآخر.
4- اطلب من الأطفال التلويح والابتسام ثم التقط صورة سعيدة.

وعود جديدة
تزامناً مع عمليات التهجير المذكورة، أفادت نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا (ليلى شاهين أوسطا)، اليوم، بأن الحكومة بصدد دراسة تمديد مهلة السوريين المخالفين في اسطنبول إلى 3 أشهر.
وقالت المسؤولة “لن نسمح بتغيير نظام حياة السوريين الذين أسسوا أعمالهم في إسطنبول ويعملون بشكل قانوني فيها”، مشيرة إلى أنه “يوجد في تركيا الكثير من المستثمرين السوريين، إذ يوجد نحو 10 آلاف شركة مسجلة في تركيا، يعمل فيها ما يقارب 110 آلاف عامل لن نسمح بتخريب عمل هؤلاء”، وفق قولها.

رجا سليم

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.