(الحل) دمشق – بدأ طلاب كليات جامعة دمشق عامهم الدراسي الجديد ليتدفق آلاف الطلاب والطالبات بشكل يومي إلى منطقتي المزة والبرامكة حيث تتمركز معظم الكليات.

وتحتاج البنية التحتية لهذه الكليات للصيانة، إذ لم تجر عليها عمليات صيانة حقيقية منذ العام 2011 بحجة «الأزمة التي تمرّ على البلاد، والأولويات اليوم هي للأمن والأمان».

وجالت مراسلة الحل في مبنى كلية الآداب، وتحديداً قسم اللغة الانكليزية، والذي يضمّ آلاف الطلبة المسجلين بشكل سنوي، وهو واحد من أكبر أقسام جامعة دمشق، وخلال الحديث مع الطلبة المستجدين، كانت أولى ملاحظاتهم عدم وجود مراوح للتهوية، أو وجود بعضها لكنه خارج الخدمة، لكن الأمر لم يكن مفاجئاً بالنسبة للطلاب القُدامى الذين اعتادوا على هذه الحالة، وأخبروا زملاءهم المستجدين أنه حتى خلال فصل الشتاء، فالتدفئة المركزية لا تعمل بسبب نقص المحروقات، والمدافئ الكهربائية غير صالحة الاستخدام بسبب استطاعتها إذ لا يمكن لشبكة كهرباء الجامعة أن تتحملها.

في إحدى قاعات الأدب الانكليزي يتجمع أكثر من 300 طالب وطالبة قُبيل حضور المدرّس، وقد امتلأت القاعة بالروائح الكريهة جراء نقص التهوية، وفضل البعض التغيب عن المحاضرات الأولى حتى يعتدل الطقس في الأيام المقبلة.

وتقول إحدى الطالبات لموقع الحل «لم أعتد ذلك، فقد كنت في مدرسة خاصة، وكانت هناك مكيفات في فصل الصيف، ومدافئ مركزية في فصل الشتاء، وتوقعت أن الجامعة هي الحلم الذي نشاهده في المسلسلات والأفلام، لكنها لا تبدو كذلك أبداً».

وتتذيل جامعة دمشق مراتب الجامعات العربية والعالمية، إذ تجاوز تصنيفها الثلاثة آلاف وهي أفضل جامعة سورية.

وتفتقر الجامعة لأدنى معايير تقديم المحاضرات والدروس، إذ لا توجد أجهزة إسقاط ضوئي في معظم القاعات، كما أنها غير مجهزة بمختبرات عملية، ويقتصر دورها على جمع الطلاب في قاعة أمام لوح أبيض، ويكتب الأساتذة الملاحظات عليه.

وتتغنى السلطات في سوريا بمجانية التعليم في كل مراحله، إلا أنه في واقع الحال هو تعليم لا فائد منه، إذ يتوجه الكثير من حملة الشهادة الثانوية نحو الجامعات الخاصة من أجل تحصيل أفضل في العلوم واللغات والتطبيق العملي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.