من هي الفصائل السورية المشاركة في الهجوم التركي على شرق الفرات؟

من هي الفصائل السورية المشاركة في الهجوم التركي على شرق الفرات؟

نشرت وكالة فويس أوف أميركا (VOA) تقريراً تناولت فيه الفصائل السورية المسلحة التي تشارك في الهجوم الذي تشنه تركيا مؤخراً على شمال سوريا. فالجيش التركي يعتمد في هجومه الذي بدأ بالأمس ضد المقاتلين الأكراد، الذين تدعمهم الولايات المتحدة الأمريكية في شمال شرق سوريا، على العديد من فصائل المعارضة المسلحة التي تلقت تدريباتها من الجيش التركي. وبحسب مسؤولين أتراك، فإن الهدف من الهجوم الذي أطلق عليه اسم “عملية نبع السلام” هو القضاء على المقاتلين الأكراد في وحدات حماية الشعب (YPG)وإبعادهم عن المناطق القريبة من حدودهم مع سوريا.

وبحسب التقرير، فإن المجموعة الرئيسية التي تشارك في الهجوم الذي تقوده تركيا في شمال شرق سوريا هو “الجيش الوطني السوري (SNA)”, وهو فصيل معارض مسلح تدعمه تركيا وينشط في أجزاء من شمال سوريا.

التحضيرات المسبقة
وفي حديث لـ حمود يوسف، المتحدث باسم “الجيش الوطني السوري”، لوسائل إعلام موالية للمعارضة، أوضح الأخير أن المقاتلين من المعارضة المسلحة متمركزين منذ أيام بالقرب من البلدات السورية التي ينوي الجيش التركي السيطرة عليها في هجومه المستمر.
من جانبه قال سليم إدريس، قائد في “الجيش الوطني السوري”، في مؤتمر صحفي في تركيا إن “مجموعته تقف بقوة وعزيمة ودعم مع الإخوة الأتراك في تركيا في عمليتهم العسكرية في سوريا”.

وبينما تقود القوات الخاصة التركية الهجوم، فإن ما يقارب من 14 ألف مقاتل سوري من المعارضة يدعمون العملية التي من المتوقع أن تستهدف المقاتلين الأكراد في ثلاثة مواقع على الأقل، بحسب خبراء. “تم نشر بعض من المقاتلين على الجانب التركي من الحدود، وبدأ آخرون بالدخول فعلياً إلى أجزاء من شمال شرق سوريا”، يقول المحلل العسكري أحمد رحال من اسطنبول، وهو عميد ركن سابق في الجيش السوري، في حديث للوكالة. وأضاف بأنه سوف يكون لجماعات المعارضة المسلحة، مثل “فرقة السلطان مراد وفرقة الحمزات وأحرار الشرقية” وفصائل عدّة أصغر منها، دوراً رئيسياً في السيطرة على البلدات التي تخضع في الوقت الحالي لسيطرت قوات سوريا الديمقراطية (SDF) ، وهو تحالف عسكري يضم المقاتلين العرب والأكراد والسريان.

ويبين التقرير بأن فرقة “السلطان مراد” تأسست في العام 2013. وبحسب خبراء فإن الفرقة تتلقى الدعم اللوجستي والعسكري والمادي بشكل مباشر من الجيش التركي، وأن الغالبية العظمى ضمن مقاتليها هم من التركمان. وكان مقرّهم الأول في مدينة حلب السورية قبل أن تستعيد قوات النظام السوري السيطرة على المدينة في العام 2016.
أما فرقة “الحمزات”، فقد تم تأسيسها في تركيا في نيسان من العام 2016، وهي من أوائل المجموعات المقاتلة السورية المدعومة من تركيا التي دخلت بلدة جرابلس السورية إلى جانب الجيش التركي في العام 2017. أما أحرار الشرقية والتي ينتمي أغلب مقاتليها إلى محافظة دير الزور الشرقية في سوريا، فقد تأسست هذه المجموعة في العام 2016. كما كان بعضاً من مقاتليها أعضاء سابقين في مجموعة أحرار الشام، المجموعة الثائرة الإسلامية القوية.

من جهة أخرى، أخبر رحال الوكالة بأن تركيا تخطط لاستخدام المقاتلين السوريين لحماية البلدات التي سوف يتم استعادة السيطرة عليها من المقاتلين الأكراد في المنطقة الحدودية التي تمتد لـ 160 كيلو متراً. ويأتي هذا الهجوم بعد أيام من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب القوات الأمريكية من المناطق القريبة من الحدود المشتركة بين سوريا وتركيا. حيث أن للولايات المتحدة ما يقارب ألف جندي في شمال شرق سوريا والذين كان لهم دور فعال في المعركة ضد تنظيم داعش الإرهابي.

أعداد قوات سوريا الديمقراطية غير واضحة
وبينما لا يزال من غير الواضح عدد مقاتلين قوات سوريا الديمقراطية الذين تم نشرهم لمحاربة القوات التركية وحلفائهم من المقاتلين السوريين، فإن مسؤولا في قوات سوريا الديمقراطية أفاد للوكالة بأن لديهم 85 ألف مقاتل على الأقل من الذين تم تدريبهم وتجهيزهم من قبل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية لدحر تنظيم داعش. في حين لم تشر قوات سوريا الديمقراطية إلى ما إذا كانت كل قواتها سوف تشارك في الدفاع عن المنطقة ضد الهجوم التركي أم لا. وتضم قوات سوريا الديمقراطية المتعددة الأعراق في صفوفها مجموعات عدّة من ضمنهم وحدات حماية الشعب (YPG) و (YPJ)”قوات نسائية فقط” والمجلس العسكري السرياني “وهو مجموعة مسيحية مسلحة” وجيش ثوار دير الزور وعدّة مجالس عسكرية محلية والمسؤولة عن المدن والبلدات في كافة الأنحاء الشمالية الشرقية في سوريا.

حيث تنظر تركيا إلى وحدات حماية الشعب، القوة القتالية الرئيسية ضمن قوات سوريا الديمقراطية، على أنها “جماعة إرهابية لها ارتباط مع حزب العمال الكردستاني (PKK) في تركيا” والذي تعتبره كل من تركيا وأوربا والولايات المتحدة الأمريكية “جماعة إرهابية”. ومع ذلك، فإن الولايات المتحدة تميز بين المجموعتين الكرديتين، فتدعم وحدات حماية الشعب في معركتها ضد مقاتلي تنظيم داعش.

وبالرغم من الاتفاق الأمريكي التركي في شهر آب الماضي لإنشاء منطقة عازلة بين القوات التركية ومقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا، إلا أن تركيا كانت تهدد منذ أشهر باجتياح المنطقة الشمالية الشرقية في سوريا.

وبحسب محللين، فإن غالبية المقاتلين السوريين المشاركين في الاجتياح التركي يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي لحشد مؤيديهم وتبرير تحالفهم مع الجيش التركي. “معظمهم من المجموعات المتطرفة التي شاركت في المعارك ضد قوات سوريا الديمقراطية في الماضي”، قال صدر الدين كينو، باحث سوري يتابع المجموعات المعارضة المسلحة في سوريا عن كثب. وأضاف كينو للوكالة بأن الهدف الرئيسي لهذه القوات المسلحة هو التأكد من أن القوات التي تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية (مثل قوات سوريا الديمقراطية) لن يكون لها دوراً في مستقبل سوريا.

وبحسب أجهزة الإعلام التركية والسورية، فإن الجيش الوطني السوري تأسس هذا الشهر بعد اندماج بين مجموعات عدة من المعارضة المسلحة السورية المدعومة من قبل تركيا. حيث يقول كينو: “لقد أسست تركيا الجيش الوطني السوري لتقديمه كقوة منضبطة بعد الانتهاكات الكبيرة التي ارتكبتها في مناطق مثل عفرين”. ففي آذار من العام 2018، سيطر الجيش التركي وحلفائه من الفصائل المعارضة السورية المسلحة على بلدة عفرين ذات الغالبية الكردية في شمال غرب سوريا. وقد أسفر الهجوم الذي استمر لشهرين إلى طرد مقاتلي وحدات حماية الشعب من عفرين وتشريد أهلها.

قلق شديد
كثيراً ما أعلنت المنظمات التابعة للأمم المتحدة وجماعات حقوق الإنسان عن ارتكاب الفصائل المسلحة انتهاكات ممنهجة ضد المدنيين من الأكراد في عفرين. وتتخوف مجموعات حقوق الإنسان من أن العملية التركية الجديدة يمكن أن تتسبب أيضاً بزعزعة استقرار منطقة دُمّرت مسبقاً بفعل سنوات الحرب الأهلية الثمانية. حيث يقول فيليب ناصيف، مدير منظمة العفو الدولية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بقلق: “من المرجح أن يتسبب الهجوم التركي على شمال شرق سوريا، البلد الذي مزقته الحرب والأزمة الإنسانية، بأضرار مدنية كبيرة وتشريد مئات الآلاف من المدنيين”. كما أبلغ الوكالة بأن “أزمة اللاجئين الجديدة سوف تزيد وتفاقم الأزمة الحالية والتي أدت بالفعل إلى فرار ما يزيد عن خمسة ملايين سوري من بلدهم، وأنها سوف تكون مأساة ذات أبعاد ملحمية”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.