بعد مرور أكثر من أسبوعين على توقف مرور سيارات الغاز إلى مدينة جرمانا، عاد توزيع الغاز صباح اليوم الأربعاء إلى عدة أحياء، وسط تجمهر وازدحام كبيرين في الساحات المخصصة للتوزيع.

واستيقظ سكان المدينة باكراً، وبدأت طوابير الانتظار تمتد، بعد أن تسرّبت إشاعات بمجيء السيارات المحملة باسطوانات الغاز حوالي الساعة الثامنة، وبلغ طول أقصر طابور حوالي 100 متر.

وينسحب حال مدينة جرمانا على كل أحياء العاصمة التي تعاني من نقص حاد في توزيع المشتقات النفطية بشكل عام، ومادة الغاز بشكل خاص، حيث بلغت كلفة تبديل جرة الغاز 3000 ليرة سورية في السوق الرسمي، أما في السوق السوداء فوصل سعرها إلى 10000 ليرة، مع ندرة وجودها.

ويعتمدُ كثير من السوريين على الغاز كوسيلة أساسية للتدفئة، مع انعدام أو ندرة وجود المازوت، وغلاء ثمنه في السوق السوداء، فيما لا يمكن الاعتماد على الكهرباء مع الانقطاعات والتقنين الكهربائي الطويل، الذي يصل متوسطه إلى 12 ساعة انقطاع في اليوم.

وتأتي أزمة الغاز لتثقل ظهر السوريين بالتزامن مع كل الأزمات الاقتصادية التي يُعاني منها المواطن، لا سيما مع قفزات الأسعار التي تحصل بشكل طردي، بالتزامن مع انهيار قيمة الليرة السورية وارتفاع سعر صرف الدولار.

وبلغ انتشار الفقر في البلاد مستوى غير مسبوق، إذ تضاعفت الأسعار بنسبة 100% خلال العامين الماضيين، وبنسبة 35% خلال الشهر الأخير فقط، وشملت الارتفاعات كل السلع الأساسية، من مواد استهلاكية وتموينية وأدوية وحليب الأطفال.

فيما توازي طوابير الوقوف على سيارات الغاز، تلك الطوابير التي بدأت تتشكل على محطات الوقود والمحروقات، مع انتشار أنباء عن أزمة بنزين قادمة!

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.