فتحت الاستثمارات السعودية في العراق جبهة جديدة من الصراعات السياسية في البلاد، فمنذ الإعلان السعودي الأول عن الاستثمار في الصحراء، التي تمتد من بادية “السماوة”، مرورا بالنجف وكربلاء، وصولا إلى محافظة #الأنبار، أعلن حلفاء #إيران في العراق، من ميلشيات وأحزاب سياسية، رفضهم لهذه الخطوة، ووصفوها بـ«الاستعمار الجديد، الذي سيُلحق الضرر بالمخزون العراقي من المياه الجوفية».
شكوك وتهديدات تلاحق الاستثمار السعودي
واعتبر “ائتلاف دولة القانون” منح الاستثمار للمملكة العربية السعودية في الأراضي العراقية «باباً للاستعمار»، داعياً الجهات الرسمية لإيقافه.
وقال الائتلاف في بيان له إن «قرار الاستثمار فيه كثير من الشكوك والتساؤلات، عن أهداف إصداره في هذا الوقت، سيما وأن هذا المشروع طُرح اكثر من مرة في زمن الحكومات السابقة، ورُفض لاعتبارات استراتيجية مائية وأمنية»، وشدد على ضرورة «إيقاف رخصة المشروع، الذي يمنح #السعودية مئة وخمسين ألف دونم في بادية العراق».
من جهته حذّر “قيس الخزعلي”، الأمين العام لميلشيا “عصائب أهل الحق”، مما وصفها بـ«محاولات سعودية للاستيلاء على مساحات من محافظات العراق، بحجة الاستثمار».
ورفض “الخزعلي” «محاولات النظام السعودي للاستيلاء على مساحات كبيرة من الأراضي العراقية، لما في هذا المشروع من تهديدات أمنية خطيرة للغاية». ويتابع أن «هذا المشروع تزامن مع مشروع التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، عدو العراق الأبدي، الذي يدعمه النظام السعودي في الواقع»، حسب تعبيره.
ابتزاز المستثمرين
واصدرت جماعة “أصحاب الكهف”، الموالية لإيران، بياناً دعت فيه جميع العراقيين إلى «الإبلاغ عن أية معلومات عن مستثمرين من دول عدة، بينها أميركا وبريطانيا والسعودية والإمارات، مقابل مكافآت مالية تصل إلى خمسين ألف دولار»، الأمر الذي عدّه مراقبون «إضراراً بالغاً بالبيئة الاستثمارية للعراق».
إلى ذلك يرى “محمد عبد القادر”، المتتبع للشأن الأمني والسياسي، أن «رفض الاستثمار السعودي في العراق يقع في خانة الابتزاز، الذي تمارسه الميلشيات، طوال الفترة الماضية، مع جميع المستثمرين».
ويضيف “عبد القادر”، في حديثه لموقع «الحل نت»، أن «الميليشيات ترفض الاستثمار السعودي في العراق بدفع من إيران، من أجل الحصول على الأموال، كما تفعل مع أي مستثمر آخر».
محاولة للتخلص من السيطرة الإيرانية
وعلّقت وزارة الخارجية السعودية على المواقف الرافضة للاستثمار السعودي العراق، متهمة من وصفتهم بـ”عملاء ايران” برفض الاستثمارات «خدمةً للمصالح الإيرانية».
ويوضح ”سالم اليامي”، المستشار بالخارجية السعودية، أن «العراق شهد في السنوات الأخيرة مشكلة كبيرة في الكهرباء، التي تبيعها إيران بأسعار مرتفعة جداً، وفي المقابل تقدم المملكة ودول الخليج هذه الخدمة بوصفها نوعاً من التعاون»، مبيناً أن «هناك أطرافاً لا تريد للعلاقات العربية العراقية أن تتطور، وأن تنحصر علاقات #بغداد مع #طهران فقط». ويرى “اليامي” أن «العراق يحاول الآن التخلّص من هذه السيطرة الإيرانية».
من جهته يؤكد الصحفي السعودي “محمد البيشي” أن «الاستثمارات السعودية ستمضي على قدم وساق في العراق، خصوصاً وأن العلاقات بين البلدين، خلال هذه الفترة، ممتازة جداً».
ويضيف “البيشي”، في حديثه لموقع «الحل نت»، أن «أخر اجتماع جرى، تحت اطار مجلس التنسيق السعودي- العراقي، بين “خالد النجم”، وزير التخطيط العراقي، و”خالد الفالح”، وزير الاستثمار السعودي، حقق تقدماً كبيراً بمواصلة تسهيل الاستثمار والتجارة البينيّة بين البلدين».
ويتابع بالقول إن «هناك مشاريع تخصّ الكهرباء، ومشاريع خاصة بصندوق التنمية السعودي، وإمكانية مساهمته بتمويل المشاريع التنموية في العراق»، مشيراً إلى أن «البلدين يسعيان لإنجاز نحو ستة آلاف مشروع استثماري في العراق».
ترحيب عراقي بالاستثمار
ورحّب “عبد الخالق العزاوي”، عضو #مجلس_النواب_العراقي، بـ«أي مبادرة استثمارية، من شأنها العمل على تطوير الواقع الخدمي والاقتصادي في العراق، شريطة أن تكون وفق ضوابط حكومية محددة». حسب تعبيره.
ويضيف “العزاوي”، في حديثه لموقع «الحل نت»، أن «الاستثمار العربي أو الأجنبي، في أي منطقة عراقية، خطوة جيدة في الوقت الحالي، خصوصاً وأن البلاد تعاني من أزمة اقتصادية كبيرة، وفيها كم كبير من العاطلين عن العمل، فضلاً عن تفاقم مستويات الفقر».
ويؤكد أن «الحساسية من هوية الشركات المستثمرة أمر خاطئ، لأنها تضر بمستقبل الاستثمار بالعراق».
من جهته يكشف “عادل الياسري”، مدير عام استثمار محافظة المثنى، معلومات مقتضبة عن عرض الاستثمار السعودي في بادية المحافظة، مبيناً أن مهمة هيئة الاستثمار «تنحصر بمعالجة الجانب الاقتصادي فقط لأي مشروع»، في إشارة إلى عدم مشاركتها بالسجال السياسي حوله.
ويؤكد “الياسري”، في حديثه لموقع «الحل نت»، أن «محافظة المثنى لا يوجد فيها غير البادية للاستثمار، وإقامة المشاريع التي تزيد الإنتاج الزراعي». ويتابع أن «شركات سعودية معروفة، منها “سابك” و”سالك”، رشحت أنفسها للبدء بالمشاريع».
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.