إرهاب للمدنيين واغتيالات لقادة “قسد” وشيوخ العشائر: هل انتهت حقاً معركة شرق الفرات ضد تنظيم داعش؟

إرهاب للمدنيين واغتيالات لقادة “قسد” وشيوخ العشائر: هل انتهت حقاً معركة شرق الفرات ضد تنظيم داعش؟

أنهت #قوات_سوريا_الديمقراطية “قسد”، بدعم من #التحالف_الدولي، سيطرة تنظيم #داعش شمال شرق سوريا، بعد هزيمته في معركة #الباغوز في ريف #دير_الزور. وبعد سقوط “دولة” داعش، انتشرت خلايا التنظيم في المناطق التي كانت تحت سيطرته، وخصوصاً في دير الزور والرقة. لتنفذ يومياً عمليات اغتيال، تطال مقاتلين في قوات سوريا الديمقراطية، وشيوخ عشائر، وموظفين مدنيين في #الإدارة_الذاتية، ما سبّب حالة عدم استقرار في المنطقة.

وأطلقت “قسد” حملة عسكرية، باسم “ردع الإرهاب”، بعد هزيمة داعش في الباغوز، اعتقلت خلالها مئة وواحداً وأربعين عنصراَ من خلايا التنظيم، بحسب البيانات التي أصدرتها بعد انتهاء الحملة، التي جرت بالتنسق مع قوات التحالف، وتضمنت، في بعض الأحيان، عمليات إنزال جوي، لإلقاء القبض على مسؤولين مهمين في التنظيم.

 

داعش في البادية والأنفاق

«عناصر داعش يتنقلون بين سوريا والعراق عبر انفاق سرية، حفروها عندما كانوا يسيطرون على المنطقة، وخاصة في ناحية “اليعربية”، ومناطق من محافظة دير الزور»، بحسب ما أفاد مصدر أمني خاص لموقع «الحل نت»، رفض الكشف عن هويته.

وأشار المصدر إلى أن «هذه الأنفاق تسهّل مهمة داعش في تنفيذ العمليات ضد قوات سوريا الديمقراطية، والجيش العراقي أيضاً، ويتم من خلالها نقل المواد اللوجستية».

وإضافة إلى الانفاق يتحدث المصدر عن عوامل أخرى، تساهم في ازدياد قوة داعش في المنطقة، وأهمها «نشاطها الكبير في البادية السورية، وخاصة في المناطق التي تسيطر عليها #القوات_النظامية، كما تنشط خلايا داعش في مناطق مثل #الشحيل و”ذيبان” و”البصيرة” في دير الزور».

“أحمد الأحمد”، اسم مستعار لمدني من منطقة الشحيل بريف دير الزور، يعبّر عن «تخوّفه، وتخوّف أغلب أهالي المنطقة، من خلايا داعش».

وقال “الأحمد”، في حديثه لموقع «الحل نت»، إن «خلايا داعش تقوم بكثير من الأعمال الإجرامية في منطقتنا، والمناطق المحيطة بنا»، وأضاف: «ندعو قوات سوريا الديمقراطية للقيام بمزيد من الإجراءات، للحد من تحرّك خلايا داعش، فبعد انتصار “قسد” وسيطرتها على المنطقة، تم التهاون نوعاً ما في التعامل مع تلك الخلايا، ما دفعها للعودة لارتكاب الجرائم»، حسب تعبيره.

 

حرب “قسد” المفتوحة

“أبو عمر الإدلبي”، القيادي في المجلس الأعلى لقوات سوريا الديمقراطية، أشار إلى أن «خلايا داعش تنتشر في محافظتي دير الزور والرقة، وخصوصاً في الأرياف والقرى»، وأضاف: «أعداد عناصر الخلايا تزيد أو تنقص بحسب عمليات الرصد والمتابعة ثم المكافحة، التي تقوم بها قواتنا، بدعم من التحالف الدولي».

وأكد “الإدلبي”، في حديثه لموقع «الحل نت»، أن: «التغافل، ولو لفترة بسيطة، عن نشاطات تنظيم داعش، ينعكس طرداً على ازدياد وانتشار هذا التنظيم، ليس فقط في مناطقنا، بل في العالم كله».

وحول اتهام “قسد”، من قبل بعض أهالي المنطقة، بالتهاون في مكافحة التنظيم يقول “الإدلبي”: «علينا هنا أن نذكر أن الدول الأوربية، رغم كفاءة أجهزتها الأمنية والاستخباراتية، تعاني من تغلغل عناصر داعش داخل مجتمعاتها، فما بالك بمدينة #الرقة مثلاً، التي كانت عاصمة التنظيم، أو محافظة دير الزور، التي خاض بها آخر معاركه الكبرى».

ودعا القيادي في “قسد” المجتمع الدولي لـ«قراءة المشهد بدقة واهتمام أكبر، لأن أي تهاون في مكافحة داعش، على كافة المستويات العسكرية والأمنية والاستخباراتية، ستكون له انعكاسات عالمية».

وعن الأخبار المتداولة حول انسحاب القوات الأميركية من شرق سوريا أكد “الإدلبي”: «هناك كثير من الأخبار والتحليلات المغلوطة، وغير المبنية على أسس حقيقية، حول بقاء أو انسحاب القوات الأميركية المتواجدة في سوريا. ما يتم حالياً هو عمليات تخفيض بسيط للقوات العسكرية الأميركية في أفغانستان والعراق، بعد إنتهاء المعارك العسكرية. إلا أن العمليات الأمنية والاستخباراتية مستمرة، وكثير من الوسائل الإعلامية، التابعة للحكومة السورية والمعارضة، تحاول بث الإشاعات والأكاذيب حول هذا الموضوع»، حسب تعبيره.

واختتم “الإدلبي” حديثه بالقول: «تعاوننا مع التحالف الدولي متواصل بشكل ممتاز، منذ عهد الرئيس الأميريكي الأسبق باراك أوباما. ويقدم لنا التحالف الدعم اللازم في محاربة خلايا داعش».

 

موقف العشائر

ولمعرفة دور عشائر شرق الفرات في مواجهة خلايا داعش، تواصل موقع «الحل نت» مع “محمد عارف الحمدون”، الناطق الرسمي باسم قبيلة “الشرابين” في سوريا والعراق، والذي أكد أن قبيلته «تقف إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية في محاربة خلايا داعش، لأنها تزعزع أمن المنطقة».

وأضاف “الحمدون”: «العشائر أحد دعائم الأمن الإقليمي، وأبناؤها، في الجزيرة السورية، رفضوا أن يصبحوا مطيّة لأي طرف. لدينا تاريخ في محاربة الإرهاب، بالتعاون مع العشائر الكردية والسريانية في المنطقة، لأن داعش تشكل خطراً على كافة مكونات المجتمع».

وتابع بالقول: «يستهدف عناصر داعش لهذا السبب شيوخ العشائر، وهناك حالات اغتيال كثيرة حصلت في دير الزور، إلا أن هذا لن يرهبنا، وسنبقى طرفاً أساسياً في المعركة ضد الإرهاب».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.