بعد عامٍ من عملية #نبع_السلام، التي تسبّبت بمقتل العشرات وتشريد مئات الآلاف من المدنيين، يتخوّف السكان المتواجدون في مناطق سيطرة #قوات_سوريا_الديمقراطية من عمليةٍ عسكرية تركية جديدة.

فتركيا تقصف منذ أسابيع مناطق في شمال شرقي سوريا، بينما يقاتل وكلائها من المعارضة السورية المسلحة ضد (قسد) في المناطق الخاضعة لهذه الأخيرة في كل من #عين_عيسى #منبج وريف حلب.

من جانبها، طمأنت #إلهام_أحمد رئيس اللجنة التنفيذية في #مجلس_سوريا_الديمقراطية، الجناح السياسي لقوات سوريا الديمقراطية، السكان المحليين بأنه «لن يكون هناك عملية تركية جديدة في  المنطقة».

تطمينات القيادية الكردية، جاءت خلال لقاءٍ صحفي نُشِر في العاشر من شهر تشرين الأول المنصرم، بعد عام من عملية “نبع السلام” ضد قوات سوريا الديمقراطية.

“نوبار زافين” حد سكان مدينة #تل_أبيض في شمال شرق سوريا ويعيش اليوم في #أرمينيا، أعرب عن خشيته هو وعائلته من احتلال تركي جديد لشمال سوريا.

“نوبار” كان انتقل مع عائلته للعيش في مدينة الحسكة، بعد أن استولت فرقة عسكرية من قوات المعارضة السورية المسلحة على ممتلكاته عام 2019. ومن ثم غادر الحسكة متجهاً إلى أرمينيا، إلا أن والداه وأختاه كانوا غير قادرين على السفر ولا يزالون عالقين في مدينة الحسكة.

حيث يقول: «لم تتوقف المدفعية التركية بتاتاً عن قصف القرى المأهولة بالسكان في كل من منبج وعين عيسى طوال شهر تشرين الأول الماضي. وهذا يشير إلى أن تركيا سوف تنفذ تهديداتها وسوف تحتل الشريط الحدودي السوري بأكمله كما فعلت خلال العام الماضي».

وكانت “أحمد” قد أشارت، خلال مقابلتها، إلى أن قرار الإدارة الأميركية بتمديد حالة الطوارئ الوطنية الخاصة المرتبطة بسوريا لمدة عام «سيحدّ من أي غزوٍ تركي جديد لشمال سوريا»، مضيفةً أن دعم الولايات المتحدة لمشروعات التنمية شرق الفرات «سيتضمن هذه الحماية».

وجاء في بيان صادر عن #البيت_الأبيض في الثامن من شهر تشرين الأول الماضي، بأن «الوضع في سوريا وفيما يتعلق بها، ولا سيما الإجراءات التي تتخذها الحكومة التركية لشن هجوم عسكري على شمال شرقي سوريا، يُقوّض الحملة لهزيمة تنظيم داعش في العراق وسوريا».

«كما أنه يعرض المدنيين للخطر، ويهدد بتقويض السلام والأمن والاستقرار في المنطقة، حيث لا يزال التنظيم يُشكّل تهديداً غير عادي وغير طبيعي للأمن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة. لهذا السبب، فإن حالة الطوارئ الوطنية المعلنة في 14 تشرين الأول عام 2019، يجب أن تبقى سارية المفعول بعد 14 تشرين الأول 2020»، وفق البيان.

في غضون ذلك، تفيد مصادر إعلامية محلية، بتصعيد القصف التركي على قريتي الخالدية والحوشان بريف تل أبيض الغربي ومحيط عين عيسى، فضلاً عن استمرار استهداف مناطق في #جبل_قرقوزاك بريف حلب الشرقي وقرى أخرى في منطقة الشهباء بريف حلب. وفي الأول من الشهر الجاري، قصفت تركيا قرية (بير ختيك) بريف تل أبيض الغربي.

ويخشى “مصطفى خليل” الذي يعمل مصوراً صحفياً في عدة قنوات إعلامية عربية في منطقة #الشهباء، من عملية عسكرية تركية تستهدف مناطق جديدة في شمال سوريا. حيث يعتقد أن «تل رفعت ومنبج وعين عيسى من أولويات تركيا اليوم».

مشيراً إلى تعرض هذه المناطق «لقصف متكرر من قبل القوات التركية، مما أدى إلى مقتل العشرات من المدنيين. فسكان هذه المناطق يخشون من احتلال جديد ومزيد من انتهاكات حقوق الإنسان، كما حدث في عفرين خلال عملية “غصن الزيتون”، أو في المناطق الأخرى التي احتلتها تركيا خلال عملية “نبع السلام».

ويضيف: «ازدادت مخاوف السكان بعد انسحاب الجيش التركي من عدة نقاط عسكرية لها في سوريا، وأهمها كان في مورك، أكبر مركز مراقبة عسكري للجيش التركي في ريف حماة، حيث قام هذا الأخير بتفكيك معداته هناك في 18 تشرين الأول الماضي. وقد فسرّها الناس على أنها صفقة تركية روسية تسمح روسيا بموجبها لتركيا باحتلال تل رفعت ومنبج وعين عيسى مقابل انسحاب تركي من مورك وعدة نقاط عسكرية أخرى، مما يمهد الطريق أمام القوات الحكومية  لدخول تلك المناطق والسيطرة عليها».

وقد هدد الرئيس التركي #رجب_طيب_أردوغان مراراً وتكراراً بشن هجوم عسكري على مناطق قوات سوريا الديمقراطية.

وبحسب “سرخبون خبات” ضابط في قوات سوريا الديمقراطية، فإن «الظروف الاقتصادية الكارثية في تركيا وانهيار عملتها بسبب المشاكل السياسية الناجمة عن سياسات أردوغان ضد الدول الإقليمية، هي ما يدفعه إلى تحويل أنظار شعبه عن الفوضى التركية الداخلية إلى المعارك والحروب خارج تركيا وجعلهم يعتقدون أنه سيعيد بناء أمجاد الدولة العثمانية. وهو الأمر الذي جعله على خلاف مع العديد من الدول العربية والأجنبية».

ويختتم “خبات” حديثه بالقول: «إن أردوغان يهدد مناطقنا بشكل مستمر، كما يفعل مع دول أخرى، بينما تعاني بلاده أزمة اقتصادية خانقة في ظل تفشي جائحة كورونا وتعرض مدينة إزمير التركية لزلزال مدمر أدى إلى مقتل وإصابة الكثير من المدنيين، اضافةً الى عشرات المباني التي انهارت. كل هذا سيدفع الشعب التركي الجائع أصلاً الى النزول الى الشوارع والمطالبة بإزاحة أردوغان».

 

المصدر: (Al-Monitor)


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.