بدأت ملامح إقصاء عدة أسماء معروفة كانت تسيطر على مفاصل هامة في #الاقتصاد السوري، تبدو واضحة في النصف الثاني من 2019 عبر قرارات متلاحقة استمرت حتى 2020 تضمنت الحجز على أموال شخصيات معروفة، أو من خلال تغييب متعمد غير مبرر لأسماء طفت على السطح خلال السنوات الأخيرة.

تزامنت بعض قرارات الحجز الاحتياطي، واعتقال بعض رجال الأعمال والتجار المقربين من السلطات السورية، وتغييب آخرين بشكل ملفت، مع قرار الحجز الاحتياطي على أموال “#رامي_مخلوف” حيث أكد خبراء اقتصاد أن اسم مخلوف يتشعب عنه عشرات الأسماء، لم يعرف منهم سوى البعض.

محمد حمشو كان المقصود الأول من حملة “مكافحة الفساد”!

في أيلول 2019، أعلن رئيس الوزراء السابق “#عماد_خميس” عن إطلاق حملة أسماها “مكافحة #الفساد” حيث قال، «ستتفاجئون خلال الأسابيع المقبلة بمحاسبة أسماء كبيرة بتهم الفساد».

وبعد أيام فقط صدرت قائمة تداولها نشطاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تضمنت الحجز الاحتياطي على أموال وزير التربية السابق “هزوان الوز” ومعه أكثر من 80 شخصية أخرى من تجار ورجال أعمال، بتهم صفقة مشبوهة، ليتبين بعد أشهر أن المقصود بهذه الحركة كلها هو “محمد حمشو”.

ومع نهاية 2019 فرضت “الهيئة العامة للرقابة والتفتيش” دفع 90.4 مليار #ليرة سورية على خلفية اتهامه بالتلاعب في عقود مشتريات مع وزارة #التربية.

لم تتوقف قضية حمشو الذي غاب عن المشهد نهائياً عام 2020، عندما ذكر حتى حجزت وزارة #المالية في تشرين الأول 2020 معمل حديد يملكه لضمان تسديد مبلغ 92 مليار ليرة لخزينة الدولة، وهو مبلغ يقارب مبلغ قضية التربية.

وجاء ذلك بعد أشهر من الضغط على حمشو للانسحاب من انتخابات “مجلس الشعب” عبر “هلال هلال” الأمين القطري لحزب البعث، بحسب مصادر أكدت أن حزب البعث أراد إقصاء حمشو ومخلوف وغيرهم من المشهد.

وحمشو، رئيس مجلس إدارة  “مجموعة حمشو الدولية”، و”مجلس رجال الأعمال السوري الصيني”، ورئيس “مجلس المعادن والصهر”، وأمين سر “غرفة تجارة دمشق”، وأمين سر عام “اتحاد غرف التجارة السورية” منذ 2014.

كما يدير عدة مؤسسات استثمارية ويمتلك أسهماً فيها منها “شركة الشهباء للاستثمار والسياحة” و”شركة الشهباء للاتصالات” و”شركة شام للعناية الطبية” و”شركة سيف الشام للآليات و”شركة دوادكس” و”شركة دوا” و”شركة حمشو للاستثمارات “.

يُضاف إلى ذلك إدارته لـ “شركة دوادكس”، و”شركة تطوير” و”شركة سيف الشام” و”شركة جوبيتر للاستثمارات”، وهو أيضاً عضو مجلس إدارة ” شركة شام للطباعة”.

السواح وعزوز من مسؤولين إلى متهمين!

في أيلول 2019، اعتقل رجل الأعمال ورئيس اتحاد المصدرين “#محمد_السواح”، بتهم لها علاقة بفساد مالي وكسب غير مشروع بحسب موقع (صاحبة الجلالة)، بينما لم يعلن رسمياً عن اعتقاله أو سبب اعتقاله، وذلك بعد استقالته من منصبه في أيار، ليصدر مرسوم من “#بشار_الأسد” بعد شهر من الاستقالة بحل الاتحاد.

مقربون من السواح، أكدوا لموقع (الحل نت) أن الاعتقال جاء بتهم فتح حساب للاتحاد في لبنان واستخدامه لغسيل أموال التجار، والإعلان عن أرقام غير حقيقية للصادرات السورية بعد نشاط كبير لعشرات المعارض التي قام تنظيمها، وآخرون أكدوا أنه اتهم بالتلاعب بسعر #الصرف في السوق.

السواح تولى رئاسة اتحاد المصدرين السوريين عام 2013، خلفاً لـ “هاني عزوز” رجل الأعمال الحلبي، المقرب من “رامي مخلوف” الذي تأسس الاتحاد لأجله، والسواح مقرب من “رامي مخلوف” أيضاً.

وبعد عام تقريباً من اعتقال السواح، وتحديداً في أيلول 2020، صدر قرار بالحجز الاحتياطي على الأموال المنقولة وغير المنقولة لرجل الأعمال والصناعي “هاني عزوز”، علماً أنه خارج سوريا.

وعزوز أحد المساهمين في تأسيس شركة “شام القابضة” التي تعود أغلب ملكيتها لرامي مخلوف، والتي تم الحجز عليها أيضاً، وهو مالك شركة “سيريا ميكا” لصناعة وتجارة الأخشاب. كما شغل بين عامي 2002 -2013 منصب عضو مجلس إدارة غرفة صناعة #حلب، ورئيس اتحاد المصدرين السوريين، ورئيس مجلس رجال الأعمال السوري – الروسي، وهي العلاقة التي ربما جعلت قرارات الحجز على أملاكه تأتي بعد تأمين نفسه خارج البلاد.

في عام 2013، غادر عزوز مع عائلته كاملةً إلى لبنان بعد تراجع الجيش السوري، في حلب، بينما أكدت مصادر أنه غادر بسبب رفض السلطات مساعدته في حماية معملين كبيرين يمتلكهما تعرضا للنهب والتدمير عام 2012.

وقال مدير منصة (كلنا شركاء) أيمن عبد النور، أن «القرار الذي طال عزوز والذي غالباً تقف خلفه أسماء الأسد، مفاده أنه لا أحد يمكن أن يكون فوق الإجراءات التي تفرضها أسماء بحق رجال الأعمال من أجل جمع الأموال لخزينة النظام الفارغة».

وأضاف أن «العلاقة الوطيدة التي تجمع عزوز مع رامي مخلوف لعبت دوراً في توجه النظام للإجهاز على رجل الأعمال الحلبي الذي لم تشفع له علاقته الخاصة ببشار الأسد».

روسيا تقصي شاليش!

“رياض شاليش” ضابط المخابرات، وقريب الأسد (ابن عمته)، يصنف أيضاً ضمن قائمة رجال الأعمال الذين ذاع صيتهم طويلاً في سوريا، فهو اسم معروف في عالم المناقصات ذات العيار الثقيل وخاصة في المقاولات، فأغلب مشاريع البنية التحتية الضخمة كانت تمنح له عبر عروض كبرى تطرحها الحكومة.

في 2015، نشرت “صحيفة الديار” المملوكة لشارل أيوب المقرب من السلطات السورية، خبراً قالت فيه إن «شاليش تربطه شراكات تجارية مع آل فتوش في زحلة بأحجام المليارات، كونه شريك شقيق وزير السياحة اللبناني الأسبق نقولا فتوش».

وتابعت الصحيفة إن «حساب واحد لشاليش في أحد المصارف اللبنانية يصل إلى 800 مليون #دولار كوديعة مصرفية، وهي واحدة من عدة ودائع قد يشترك فيها مع آل فتوش … وقد مضى 20 سنة على حصر إستيراد الحديد إلى سوريا بواسطة اللواء شاليش وعائلة الوزير فتوش وشقيقه مما أعطاهم ثروة خيالية على حساب المواطن السوري الفقير وهنالك إختلاسات كثيرة من ضمن هذه الشراكة وهي سرية ويمكن كشفها عند الوقت المناسب».

موقع (العربية نت)، نشر في تموز 2019، تقريرياً قال فيه إنه تم تضييق الخناق أيضاً على #زهير_شاليش الملقب بـ”ذو الهمة”، من حيث عدد المرافقين ومواكب السيارات، وسط ترجيحات بفتح تحقيق بملفات فساد من الممكن أن يكون شاليش متورط بها، ليغيب عن المشهد تماماً بعدها.

وفي تموز 2020 غرّد “#فراس_طلاس”، نجل وزير الدفاع الأسبق “مصطفى طلاس”، متسائلاً عن مصير شاليش، قائلاً إن «الروس اكتشفوا أنّ أحد مصادر قصف قاعدة حميميم بالطيران المسير هي مقالع ذو الهمة شاليش في جبال #القرداحة».

وأضاف «حينها طلبه الروس فأوعز له بشار بالاختفاء، وتم الحديث عن مبالغ مالية ضخمة عرضت لإغلاق القصة كلها»، متسائلاً «هل قام بشار بتسليمه للروس أم رضي الروس بالمبلغ، أم أوعز بشار لأحدهم بقتله”.

القطان يخفت بريقه بعد الاستيلاء على أموال رامي مخلوف

بعد اقصاء الكثير من الأسماء الرنانة، خفّ بريق بعض الأسماء التي ظهرت حديثاً بطفرة غريبة على الساحة #الاقتصادية، مثل #وسيم_القطان معدوم الأصل الاقتصادي، الذي انكفأ على نفسه بعد قضية “رامي مخلوف”، لتؤكد أوساط مقربة من السلطات أنه إحدى واجهات مخلوف التي توصلت إلى تسوية بدلاً من الحجز على أملاكها.

لم تكن لـ “وسيم القطان” استثمارات تذكر خلال 2020 لكنه بقي في المشهد قليلاً، وأعاد #الترويج لنفسه بالتبرع بـ40 مليون ليرة فقط لا غير لمتضرري حرائق الساحل، إضافة إلى لتبرعه بآليات خاصة بمحافظة ريف دمشق، وخلق بعض الشوشرة حول اسمه بانتقاله من انتخابات غرفة تجارة ريف دمشق إلى غرفة دمشق، بينما يعتبر عام 2020 الأقل حظاً بالنسبة إليه.

بدايته كانت بشكل لافت عندما رتبت الأجواء لنقل العديد من #الاستثمارات المتسارعة للدمشقي “وسيم قطان” الذي لم يكن معروفاً نهائياً قبل عام 2017 ولا يملك أي تاريخ تجاري سابق، وبدأت الاستثمارات المرتبة من استثمار #قاسيون مول ثم مول “ماسا بلازا” في حي المالكي بدمشق.

ثم مجمع يلبغا الذي لم يحرك به ساكناً حتى اليوم،  ليصبح لاحقاً رئيساً لغرفة تجارة ريف دمشق بعد أن قام وزير التجارة الداخلية السابق عبد الله الغربي صاحب صفقة مول قاسيون بحل غرفة تجارة ريف دمشق، بحجة وجود مخالفات جسيمة، وعين إثر ذلك وسيم القطان رئيساً للغرفة.

الظهور الأول لـ “وسيم القطان” كان باستمثار مول قاسيون بمبلغ مليار و200 مليون ليرة سورية بعد تأسيس شركة خاصة بيومين عام 2017، وظهر اسمه في الفترة نفسها كمستثمر بفندق الجلاء الرياضي الواقع في أوتوستراد #المزة، وذلك بعد يوم واحد من تأسيس شركة مروج الياسمين بتاريخ 12/3/ 2018.

وفي 20 آب 2018 قامت محافظة دمشق التي تملك 51% من مول “ماسة بلازا” بمنطقة المالكي بدمشق بإغلاق المول وتسليمه لوسيم القطان بعد أن قدم مبلغ مليار و290 مليون ليرة سورية على الرغم من أن الشركة المستثمرة للمول مع محافظة دمشق بـ 49%  “حكيم إخوان” لم تنه عقدها مع المحافظة، بل بقي من الفترة نحو 13 عاماً.

هو حالياً شريك مؤسس ومدير عام “شركة مروج الياسمين المحدودة المسؤولية” منذ 2018، ومالك كلاً من “شركة لاروسا للمفروشات”، و”أفران هوت بيكري”، و”مجموعة مروج الشام للاستثمار والسياحة”، و”فندق الجلاء”، وعضو مجلس إدارة “غرفة تجارة دمشق” منذ تشرين الأول 2020، ومدير لـ”شركة أدم للتجارة والاستثمار” ومدير لـ”شركة نقطة تقاطع”، ومدير وشريك مؤسس في “شركة المنزل المثالي للاستثمار” ، ومدير وشريك مؤسس في “شركة افينيو للتجارة والمقاولات”.

وهو أيضاً، مدير وشريك مؤسس في “شركة تي دبليو أ” ومدير وشريك مؤسس في “شركة دبليو ك”، ومدير في “شركة أسطورة الشرق”.

سامر فوز الصامت لغاية في نفسه!

يعتبر “سامر فوز” الأقوى والأكثر وزناً بين الأسماء السابقة التي تسيدت المشهد حتى مطلع 2020 وعاد نجمها ليخفت نتيجة سياسة التعتيم، التي بات يفضلها وفقاً لمقربين منه خاصة بعد فرض #العقوبات عليه، حيث بات يبعد أسمه عن أي استثمار مباشر ويزج أسماء جديدة تعمل لديه.

هو الوحيد من بين من ذكروا، ينحدر من عائلة عملت بالتجارة لكن ليست ذات صيت بهذا المجال ولم تتغلل بالتاريخ السوري كعائلة ثرية، فظهور والده “زهير فوز” يعود إلى عهد #حافظ_الأسد في نهاية الثمانينيات ومطلع التسعينيات، وكان عبر تأسيس “شركة الفوز” للتطوير العقاري ثم توسع نشاطها بعد ذلك ليطال قطاعات مختلفة مثل #السياحة والصناعة والنقل والشراكات الاستثمارية.

“#سامر_فوز” المتهم بحادثة اغتيال في تركيا لرجل الأعمال الأوكراني ذي الأصول المصرية “رمزي متى” بعد خلاف بينهما على استيراد صفقة حبوب من أوكرانيا بقيمة 14 مليون دولار، استطاع الخروج من سجون تركيا بشكل غامض أيضاً، ليعود إلى سوريا ويمارس التجارة.

وبحلول مطلع عام 2017 كان فوز قد نقل جزءاً كبيراً من نشاطه #التجاري إلى دمشق، معلناً دمج شركاته المختلفة تحت اسم “مجموعة أمان القابضة”.

اللافت في قصة “سامر فوز” هو عدم وجود اسم له في سجلات رجال الأعمال داخل سوريا سابقاً قبل أن يعود إليها قادماً من تركيا، ولمع اسمه وتسيد المشهد خلال 4 – 5 سنوات فقط تقريباً، ملتهماً بشكل متسارع الكثير من الاستثمارات الضخمة وحصص رجال أعمال كبار عاندوا النظام وتركوا البلاد .

استحوذ فوز خلال 4 سنوات صعوده على حصص وازنة في عدة مصارف خاصة عبر صفقات ضخمة في البورصة كان يعلن عنها بداية ثم بدأ التكتم عليها لاحقاً، وهي في بنوك: البركة، وسورية الدوليّ الإسلاميّ، وأيضاً، لمع اسمه في قطاع استيراد وتجميع السيارات بعد أن سيطر على مملكة “عماد غريواتي” و”عماد حميشو” عند شرائه ممتلكاتهم بالمزاد العلني، ثم شرائه حصة الوليد بن طلال في فورسيزنز دمشق عام 2018.

سامر فوز خارج الحدود

بحسب تقرير لموقع (الجزيرة) الإلكتروني، تمكّن فوز من إدارة علاقاته التجارية مع إيران بإتقان، مستورداً منها المنتجات الغذائية المختلفة لسوريا، قبل أن يقرر توسيع علاقاته بها لتطال مجال العقارات، وقام بشراء عدد كبير من #العقارات في مناطق إستراتيجية مختلفة.

واستطاع فوز بناء صلات وثيقة مع ضباط المخابرات العسكرية ليدير لاحقاً ميليشيات مسلحة تحت تصرفه باسم “درع الأمن العسكري”، ثم ذهب نحو موسكو، ليؤسس من هناك شركة خارج الحدود لاستيراد البضائع المختلفة، ثم لإيطاليا والإمارات ولبنان عبر مشاريع استثمارية خارج الحدود خفف من خلالها وطأة الحصار على سوريا.

حالياً، فوز هو رئيس مجلس الإدارة في مجموعة أمان القابضة، وشركة صروح الإعمار التي هي حصيلة دمجٍ بين مجموعة أمان القابضة ومجموعة حميشو الاقتصادية، وهو مالك شركة إيمار الشام للإنتاج الفني ومطعم نادي الشرق، وشريك في شركة م.ي.ن.أ للسكر الكريستال 2017.

كما أن فوز شريك مؤسس في شركة الحياة السهلة بنسبة 40% تعمل في مجال تصنيع الأجهزة الكهربائيّة، وشركة نجم الاستثمار بنسبة 50%، وشركة أمان للإسمنت بنسبة 10%، ويملك شركة طيران فلاي أمان، ويرأس مجلس إدارة شركة أساس للحديد.

ولديه شركة “إعمار موتورز” لاستيراد الآليات والسيارات وقطع التبديل المختلفة، وتوكيل سيارات هونداي، وتوكيل حصري لسيارات كيا، وهو مؤسس في جريدة (الوطن) وتلفزيون (سما) ويملك تلفزيون (لنا)، وشركة الفوز التجارية المتخصصة بالصوامع والتخزين.

وخارجياً تمتد الأذرع الاستثمارية للفوز إلى الإمارات العربية المتحدة، إذ أسس فيها شركتي الفوز القابضة المتخصصة باستيراد وتصدير المواد الغذائية والإعلام، وشركة ASM المتخصصة في الاستثمارات بالقطاع الخدمي.

وفي لبنان وروسيا لديه شركات أوف شور للاستيراد، وفي تركيا شركة الفوز التجاريّة لتصنيع المياه المعدنية، وسلسلة فنادق خمس نجوم، وشركة أمان القابضة المتخصصة بالمجمعات السكنيّة الفخمة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.