لا حل في لبنان: الحريري يكشف التفاصيل والبطريرك الراعي يجدد الدعوة لمؤتمر دولي

لا حل في لبنان:  الحريري يكشف التفاصيل والبطريرك الراعي يجدد الدعوة لمؤتمر دولي

متابعات/ وكالات

كما أشارت التوقعات السابقة، أتت كلمة رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري، بمناسبة الذكرى السادسة عشرة لاغتيال والده رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري.
إذ أعاد التشديد على التشكيلة الحكومية المكونة من 18 وزيراً، وعلى عدم إعطاء الثلث المعطل (6+1) لأي طرف سياسي، وذلك من أجل ضمان سير عمل الحكومة وقدرتها على القيام بالمهام المطلوبة منها، وعلى رأسها تنفيذ الإصلاحات السياسية والاقتصادية، ووضع خطة لإعادة إعمار العاصمة #بيروت.

كذلك أوردَ الحريري في كلمته تفاصيل عن اللقاءات التي جمعته بالرئيس اللبناني ميشال عون منذ تكليفه تشكيل الحكومة في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وردّ في الشرح الذي قدّمه على الاتهامات التي وجهت له بعدم استجابته لمطالب عون قائلاً :” ذهبت وقابلت فخامة الرئيس 16 مرّة منذ أن تم تكليفي، وفي المرة الثانية، أعطاني فخامة الرئيس لائحة بالألوان، لكل الأسماء التي يجدها مناسبة برأيه للتوزير، وأقول ذلك لأن هناك من اخترع أني صوّرتها بهاتفي، ولم يعطني إياها، كلا هو يعرف، ومساعده الذي ناداه فخامة الرئيس وقال له خذ هذه اللائحة واطبع له نسخة بالألوان لدولة الرئيس يعرف، فخامة الرئيس شخصياً سلمني هذه اللائحة باليد.”

إلى ذلك أكّدَ الحريري مواصلة جهوده التشاورية مع الأطراف الداخلية من أجل إخراج التشكيلة الحكومية إلى الضوء، وشدّدَ على استمرارية جولاته الإقليمية والدولية بهدف حشد الدعم للبنان وللتشكيلية الحكومية التي يسعى إلى تأليفها، كما طالب بإنهاء الاغتيالات السياسية التي يشهدها لبنان والتي كان آخر ضحاياها الناشط السياسي والناشر لقمان سليم، وطالب الحريري بتسليم سليم عيّاش المدان الأساسي من قبل المحكمة الدولية بجريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.

من جهته ردّ المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية اللبنانية ببيان مقتضب على كلمة الحريري واعتبر أنها تضمنت:” مغالطات كثيرة وأقوال غير صحيحة … لسنا في وراد الرد عليها.” وبالتوازي مع البيان المقتضب لرئاسة الجمهورية، كان من الملفت الحملة التي شنّها نوّاب وقياديون وناشطون في التيار الوطني الحر ضد الحريري وكلمته، ما كشف مستوى الحرج الذي يشعر به التيار أمام الرأي العام اللبناني، وعدم قدرتهم على الرد في وجه الوقائع التي أوردها في كلمته.

بدوره هاجم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الرئيس ميشال عون، واعتبر أنه ” عبثي ويريد الانتحار” وكان ملفتاً تصعيد الهجوم في تصريحات جنبلاط ، إذ قال مشيراً إلى جبران باسيل صهر الرئيس عون:” فلينتحر وحده هو والغرف السوداء والصهر الكريم.”

في نفس السياق، جدّدَ البطريرك الماروني بشارة الراعي، في عظته التي ألقاها، أمس الأحد، دعوته إلى عقد مؤتمر دولي للمساهمة في حل الأزمة اللبنانية، واعتبر أن مثل هذا المؤتمر لا يمسّ السيادة اللبنانية المفتقدة بالأساس، كما جدّدَ الراعي انتقاده للرئيس اللبناني ميشال عون، داعياً إياه إلى المرونة أكثر في مواقفه، كذلك اعتبر الراعي أن الوضع اللبناني :” تجاوز العبث” وشدّدَ على أهمية الحوار :” من دون خلفيات وتحفظات غير مكشوفة.” كما شدّدَ على إعطاء الأولوية إلى الحلول السياسية والحضارية والدبلوماسية، ورفض الحلول العسكرية.

من الجدير بالذكر، أن #لبنان يعيش أزمة سياسية واقتصادية واجتماعية، تعتبر الأسوأ في تاريخه، منذ انتهاء الحرب الأهلية عام 1990، ما دفع آلاف اللبنانيين إلى التظاهر في الشوارع منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2019 ضد رموز السلطة السياسية، وللمطالبة بالإصلاحات والحد من الفساد المستشري، إلا أن حدة التظاهرات تراجعت مع تفشي فيروس #كورونا، واتخاذ السلطات لقرارات الإغلاق العامة، والتي زادت تعقيد الأوضاع الاقتصادية، وفاقمت من نسب الفقر والبطالة، يضاف إلى ما سبق الكارثة التي حلّت بالعاصمة اللبنانية بيروت بعد انفجار ضخم ضرب #مرفأ_بيروت في 4 آب/ أغسطس الماضي، وأدى إلى مقتل ما لا يقل عن 200 شخص، وتشريد آلاف السكان الذين فقدوا منازلهم بشكل كلّي أو جزئي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.