شهدت مناطق شمال شرقي سوريا، خلال اليومين الماضيين، تنظيم فعاليات شعبية وأخرى سياسية إحياءً للذكرى السابعة عشرة لانتفاضة القامشلي، التي اندلعت عقب مباراة لكرة القدم قتلت خلالها السلطات الحكومية نحو 32 مدنياً واصيب نحو 200 آخرين كما اعتقلت الآلاف.

ومع ساعات صباح الجمعة تدفق العشرات من أهالي القامشلي مع وفود فعاليات سياسية إلى مقبرتي قدوربك والهلالية حيث ترقد جثامين الضحايا، فيما شهد ملعب المدينة مباراة كرنفالية جمعت فريقي الجزيرة ودير الزور لكرة القدم حضره الآلاف من سكان المدينة.

وقالت “خلات شيخموس” الرئيسة المشتركة لهيئة الشباب والرياضة في الإدارة الذاتية، إنّ «المباراة تجري ضمن فعالية كرنفالية سنوية تجمع بين فريقي إقليم لجزيرة وإقليم دير الزور لاستذكار الضحايا، وللتأكيد على قيم العيش المشترك والأخوّة التي تجمع بين المكونات السورية، التي حاول النظام البعثي إثارة الفتنة بينها قبل 17 عاماً»، حسب قولها.

وردد الآلاف من الجماهير التي توافدت إلى أرض الملعب، وعلى بعد نحو مئة متر من المربع الأمني حيث ترتفع أعلام الحكومة السورية، صيحات التشجيع لفريقي الجزيرة ودير الزور، فيما تواجد العشرات من شهود العيان و بعض الجرحى الذين كانوا قد اصيبوا خلال أحداث 2004.

وبحسب بيجان إبراهيم عضو إدارة نادي الجهاد سابقا وأحد المصابين آنذاك، فإن «مجموعة من القوّات السوريّة دخلت بين جماهير نادي الفتوة القادم من دير الزور، وهم من تولوا الهجوم على جماهير نادي الجهاد بعد أن جلسوا في قسم من المدرج الرئيسي ورفضوا الجلوس في المدرج المخصص للضيوف».

وأضاف إبراهيم في تصريح (للحل نت) أن «المجموعة المحسوبة على النظام دخلت مسلحة إلى أرضية الملعب دون أن يتم تفتشيها من جانب قوات حفظ النظام، ومن ثم جرت الحادثة حتى قبل أن تبدأ المباراة».

وكان مدنيون أشعلوا الخميس، الشموع في الساحات العامة وعلى شرفات المنازل وأمام الأبواب في أحياء القامشلي وغالبية المدن في شمال شرقي سوريا، بينما نظمت فعاليات ثقافية عدداً من الوقفات الرمزية إحياء للمناسبة.

وتذهب غالبية الأطراف السياسية الكردية في سوريا إلى اتهام الحكومة السورية بـ «تعمد قتل المدنيين في الحادثة، وافتعال الشجار بشكل ممنهج من قبل بعض المحسوبين على الأجهزة الأمنية، بغية تحويلها إلى شرخ بين مكونات منطقة الجزيرة السورية».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.