تواصل #طِهران إقناع الشعب الإيراني أن التدخل العسكري في سوريا، وإمدادها بالنفط، لم يمر دون مقابل، فقبل أيام أعلن وزير #النفط الإيراني السابق، “رستم قاسمي”، أن ‎إيران حصلت على ما تريد من سوريا. 

وأشار “قاسمي”، في تصريح تناقلته وسائل إعلام إيرانية، إلى أنّ سوريا لديها مناجم فوسفات جيدة، وتم الاتفاق مع #الحكوم_السورية على أن يتم تزويد #إيران بمليار طنّ من الفوسفات السوري.

وعن إعلان “قاسمي”، أوضح الخبير في الشأن الاقتصادي، “محمد عبد الفتاح”، لـ(الحل نت)، «أنّ طِهران تحاول الاستحواذ على الفوسفات السوري، لاسترجاع ما صرفته في حربها إلى جانب القوات النظامية».

وقال “عبد الفتاح”، إنّ «إمكانية تطبيق ما تريده إيران سيرتطم بروسيا التي منحتها لحكومة السورية حقول #الغاز و #النفط ومناجم #الفوسفات».

وأشار الباحث الاقتصادي، إلى أنّ «الفوسفات مهم لإيران؛ لأنه يدخل في صناعة الأسمدة، وأثناء هذه الصناعة يتم استخراج اليورانيوم منه، الذي تحتاجه إيران من أجل مشروعها النووي».

وأضاف “عبد الفتاح”، أنّ استخدام الفوسفات في الصناعات المدنية، مهم لإيران لأنه يعدّ ثروة اقتصادية. 

ويرى الخبير الاقتصادي، أنّ إعلان إيران حصولها على مليار طنّ، أمر مبالغ فيه، ولكن عدم حاجة روسيا لمادة الفوسفات، قد يمهد لإيران الحصول على شيء منه، مقابل تنازلات سياسية في صالح روسيا.

وتابع “عبد الفتاح”، أن سيطرة روسيا على الفوسفات، ليس لحاجتها إليه، إنما له عَلاقة بأمن إسرائيل وعدم السماح لإيران بالاستفادة من فوسفات سوريا لتطوير أعمالها النووية.

وحاولت إيران السيطرة على مناجم الفوسفات عن طريق ميلشياتها المنتشرة في سوريا، إلا أن روسيا نجحت بطردها بالقوة، وأجبرت #وزارة_النفط على توقيع عقود مع شركات روسية من أجل حصر استخراج الفوسفات بها.

وفي سبتمبر/أيلول 2019، ذكرت صحيفة (فايننشال تايمز) الاقتصادية البريطانية، في تقرير لها بعنوان “موسكو تحصل على غنائم #الحرب من سوريا الأسد”، أن شركة يديرها صديق الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين)، وضعت يدها على أهم مناجم #الفوسفات في سوريا.

وذكرت الصحيفة البريطانية، أنّ شركات الفوسفات تبيع الفوسفات السوري كمنتج لبناني للتحايل على الشركات العالمية، مع أن لبنان لا يعدّ بلداً منتجاً للفوسفات.

وتُظهر البيانات الصادرة عن الاتحاد الأوروبي، أنّ كميات من الفوسفات بقيمة 2 مليون #يورو وصلت إلى #هولندا من لبنان عام 2018.

كما تكشف سجلات #الجمارك اللبنانية والسورية، التي اطلعت عليها الصحيفة، أن حوالي 6.000 طن من الفوسفات صدرت إلى الخارج عبر ميناء طرابلس اللبناني في شهري أيار، وحزيران.

وأبرمت روسيا خلال الأعوام الأخيرة، اتفاقات مع #الحكومة_السورية في مجالات عدة، وأبرزها استئجار شركة روسية ميناء طرطوس، فضلاً عن إقامة قاعدة جوية عسكرية روسية في ريف اللاذقية، إضافة إلى القاعدة البحرية الروسية في طرطوس.

وتنتشر حقول الفوسفات، في ثلاث مناطق رئيسية وهي “الجبسة وخنيفيس والشرقية”، ووصل إنتاج الفوسفات في سوريا، في عام 2018، حَسَبَ مدير عام الشركة العامة للفوسفات والمناجم (غسان خليل)، إلى 200 ألف طن شهرياً، أي بحدود 2.4 مليون طن سنوياً، وَسَط سعي لزيادة الإنتاج إلى 5 ملايين طن سنوياً.

وفي عام 2010، وصل إنتاج سوريا من صخور الفوسفات إلى 2.8 مليون طن، لكنه تراجع خلال الحرب، وتوقّف خلال سيطرة تنظيم “داعش” عليه، كما تكمن أهمية الفوسفات بكونه يدخل في صناعة اليورانيوم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.