اعتبر تقرير لمركز أبحاث أن أبرز أسباب امتناع اللاجئين السوريين عن العودة إلى بلادهم، هي «الخشية مما قد ترتكبه أجهزة النظام السوري الأمنية» إضافة إلى الأوضاع الاقتصاديّة التي تعيشها البلاد.

وقال مركز «جسور للدراسات» في تقرير له إنّ هنالك خمسة معوقات أمام عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم «بينها المخاوف الأمنيّة والخدمة الإلزاميّة في القوّات النظاميّة».

وأضاف المركز أنّ: «المخاوف مما قد ترتكبه أجهزة النظام السوري الأمنية، تشكل سبباً رئيساً من أسباب امتناع اللاجئين عن العودة، لا سيما أن هذه الأجهزة الأمنية اعتقلت عدداً من العائدين إلى سوريا، حيث اختفى بعضهم في السجون فيما قُتل بعضهم الآخر».

وعن السبب الثاني أشار التقرير إلى أن محاولات الحكومة السوريّة إقناع اللاجئين بالعودة عبر وسائل الإعلام والبيانات ما هي إلا «استجابة للضغوط الروسيّة» بينما لا ترحب القوّات الحكوميّة بهذه العودة، بالنظر إلى تصرفات الحكومة في إدارة البلاد.

ورأى التقرير أن السبب الثالث الذي يمنع عودة اللاجئين، هو «غياب المأوى، حيث دمّر القصف الجوّي وبالبراميل المتفجرة حوالي ثلاثة ملايين منزل، ووصلت نسبة التدمير في دير الزور مثلاً إلى 41%، وحلب وحمص في كل منهما 30%، ودرعا 15%، في حين أجرى النظام تعديلات قانونية تساعده على تغيير ملكية العقارات».

وأشار التقرير إلى أن السبب الرابع يتعلق بالظروف الاقتصاديّة والمعيشيّة التي تعيشها البلاد، في حين أن «الخدمة الإلزاميّة» تشكل السبب الخامس، حيث أن الأخيرة تعتبر «عبئاً تاريخياً على الذكور في سوريا حتى ما قبل 2011، حين كان الشباب يحاولون التملص منها بأساليب مختلفة».

وأكد التقرير أن العودة الآمنة للاجئين تتطلب وقف الأعمال القتالية ومنح «عفو حقيقي» للعائدين، إضافة إلى إلغاء قوانين «الإرهاب»، وتفكيك المجموعات المسلحة التابعة للحكومة، وتوفير ظروف معيشيّة مناسبة.

وتحاول الحكومة السوريّة منذ سنوات عبر وسائل الإعلام إقناع اللاجئين بالعودة، كذلك نظّمت العام الماضي مؤتمر «عودة اللاجئين السوريّين» في العاصمة دمشق برعاية روسيّة.

وفي الوقت الذي تدعو فيه الحكومة السوريين للعودة إلى «الوطن»، لا تزال الأزمات الاقتصاديّة والأمنيّة تعصف بالبلاد، لا سيما في المناطق الخاضعة لسيطرتها، حيث تنتشر طوابير الخبز والبنزين، ويعاني السوريّون في الداخل من أوضاع بالغة الصعوبة للحصول على أبسط الخدمات الأساسيّة ولسان حالهم يقول: «عن أي عودة تتحدثون، نحن نريد الخروج».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.