مرحلة جديدة من التصعيد العسكري تشهدها محافظة إدلب، بعد الزيارة التي قام بها الرئيس السوري، ‘‘بشار الأسد’’ إلى موسكو، يوم الثلاثاء للقاء نظيره الروسي ‘‘فلاديمير بوتين’’.

القصف الذي عاود عنفه يوم أمس الأربعاء، بعد ازدياد عدد الغارات الروسية على إدلب منذ مطلع سبتمبر/أيلول الجاري إلى 129 غارة حتى الآن، تناوبت فيه يوم أمس 4 مقاتلات روسية على قصف محيط قريتي الحمامة والزرزور قرب مدينة دركوش الحدودية ريف إدلب الغربي، حيث أفادت مصادر محلية لـ(الحل نت) بمشاهدة طائرة حربية روسية تُحلق بالقرب من الحدود التركية، وهي تنفذ غاراتها في منطقة تبعد عن الحدود أقل من 10 كيلو متر.

ويدل التصعيد المتجدد على إدلب بأن موجة عنيفة من القصف على مناطق محافظة إدلب قد تشهده الأيام المقبلة، لاسيما وأن المؤشرات تُبيّن علاقة لقاء بوتين بالأسد على استمرار التصعيد في مسعى مشترك للسيطرة على ريف إدلب الجنوبي بالكامل وجزء من الغربي خلال الفترة المقبلة، وفق تقديرات متابعين للملف العسكري في الشمال الغربي من سوريا.

المحلل العسكري، العقيد عبد الرحمن السعيد، قال في حديث لـ(الحل نت) بأن التصعيد العسكري الأخير يأتي في وقت تشهد فيه العلاقات التركية-الروسية أسوأ أحوالها، بعد سنوات من التوافق بين الطرفين على منع التصادم بينهما.

وتابع «يبدو الملف العسكري في إدلب أنه بات معقداً، لاسيما بعد تدخل الأتراك في الأزمة الأوكرانية، في نيسان الماضي. اعتبر أنها رسالة روسية إلى تركيا تهدد فيها موسكو الأتراك بإمكانية الاجتياح البري الواسع للمنطقة إذا لم تلتزم بتفاهماتهم المشتركة في إدلب».

هذا وتتعزز مخاوف من عملية عسكرية واسعة يحضر لها قوات النظام السوري وروسيا تستهدف السيطرة على منطقة جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي.

وتحدثت صحيفة ‘‘الوطن’’ المحلية عن «استكمال الجيش العربي السوري استعداداته لشنّ عملية عسكرية محتملة في ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الغربي لطرد المسلحين المدعومين من النظام التركي، في حال اتخاذ قيادته العسكرية قرار الحرب لاستعادة المنطقة المحتلة، وذلك توازياً مع لقاءات بين مبعوث الرئيس الأميركي ومسؤول الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي بريت ماكغورك، ونائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فريشنين، والمبعوث الرئاسي ألكسندر لافرنتييف».

وبحسب الصحيفة، فإن العملية إن نُفِّذت ستكون بدعم جوي روسي، وتستهدف دفع مسلحي المعارضة إلى شمال الطريق الدولية ‘‘إم 4’’ الواصلة بين محافظة حلب والساحل السوري «تمهيداً لافتتاحه أمام حركة المرور والترانزيت بموجب تفاهمات روسية أميركية سيضع خطوطها العريضة اللقاء المقرر بين مبعوثي الرئيسين فلاديمير بوتين وجو بايدن في جنيف».

من جهتها، ذكرت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان»، في تقرير لها، اليوم الخميس، أنّ القوات الروسية والقوات الحكومية السورية «ارتكبت انتهاكات تشكل جرائم حرب خلال هجمات غير مشروعة على منطقة جبل الزاوية وما حولها»، مشيرة إلى مقتل قرابة 61 مدنياً، 33 منهم على يد القوات الروسية، بينهم 20 طفلاً، واستهداف 13 منشأة حيوية منذ يونيو/حزيران حتى سبتمبر/أيلول 2021.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.