تثير تصريحات مسؤولين أميركيين حول تخفيف حدة عقوبات قانون قيصر على حكومة دمشق خلال الأيام المقبلة، تساؤلاً بارزاً حول إمكانية استمرار هذا التوجه لدى واشنطن في قادم الأيام، ومدى إمكانية تأثير ذلك بشكل إيجابي على جهود تحجيم النفوذ الإيراني ومحاصرته في سوريا.

وبحسب تقرير لصحيفة الشرق الأوسط، فقد أكد مسؤولان أميركيان أن الولايات المتحدة تدرس الموافقة على بعض الإعفاءات التي تضمنها قانون قيصر، ولا سيما ما يتعلق بخط الغاز العربي الذي سيزود لبنان بالغاز عبر الأردن وسوريا.

ونقلت الصحيفة عن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ السيناتور “بوب مننديز” قوله: إنه منفتح على «الموافقة على بعض الإعفاءات لعقوبات قانون قيصر، الذي أقره الكونغرس في سبيل مرور الغاز والكهرباء إلى لبنان عبر سوريا».

وأكدت “باربرا ليف” المرشحة لمنصب مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، أن وزارة الخارجية تتشاور حالياً مع وزارة الخزانة للمضي قدماً بخطة تزويد لبنان بالغاز من مصر.

وأضافت: «بحسب ما فهمت فإن البنك الدولي يدعم خطة نقل الغاز أيضا، ولهذا فإن وزارة الخارجية حالياً تدرس بحذر أطر القوانين الأميركية وسياسة العقوبات».

وأشارت الصحيفة، استناداً إلى أوساط أميركية إلى أن بريت ماكغورك المسؤول الأميركي عن ملف الشرق الأوسط هو من أعطى الضوء الأخضر للاجتماع الرباعي لوزراء الطاقة المصري والأردني واللبناني ووزير النفط السوري، في ظل توجه أميركي لإعادة النظر ببعض العقوبات التي يفرضها قانون قيصر.

المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأميركية، رامز دباس، قال خلال حديثه لـ(الحل نت) إن واشنطن «يبدو أنها تريد تحجيم النفوذ الإيراني، من خلال منح وجود عربي أكبر في دمشق من أجل التنسيق والتعاون معها، بمقابل تفعيل ضغوط أوسع على التواجد الإيراني».

وتابع: «أعتقد أن واشنطن تريد تقديم إغراءات لكل من موسكو ودمشق بدلاً من سياسة تغليظ العقوبات، ومنح دمشق فرصة للتعاطي بجدية مرة أخرى مع الحلول السياسية لسوريا، بمقابل تخفيف التواجد الإيراني وصولاً إلى إخراجه وإبعاد خطره على المستويات الاقتصادية والسياسية والأمنية والعسكرية في سوريا».

ويمنع قانون قيصر أي تعاملات تجارية أو مالية مع دمشق، إلا أن وزيرة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية “هالة زواتي” كشفت خلال وقت سابق لقناة “الحرة ” أن مباحثات كانت قد جرت مع الولايات المتحدة لتجنب عقوبات قانون قيصر.

معلنة أن «هذا الموضوع كان أحد المواضيع المهمة التي بحثها الملك الأردني عبدالله الثاني، خلال زيارته الأخيرة للولايات المتحدة في شهر تموز/يوليو الماضي».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.