تطورات عسكرية جديدة تشهدها المنطقة الغربية من الشمال السوري، ما يثير الكثير من التساؤلات، حول ما يقف وراء إنشاء «حكومة الإنقاذ» لكلية عسكرية في المناطق التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام، في الوقت الذي تعلن فيه فصائل تتبع «الجيش الوطني» المعارض المدعوم من أنقرة عن تشكيلات عسكرية جديدة تندمج من خلالها ضمن إطار مسميات جديدة. 

ما يدلل على قرب الإعلان عن اندماج مرتقب وفق التسريبات التي وصلت إلى (الحل نت) بين تحرير الشام مع الجيش الوطني، في وقت يعتبر فيه مراقبون أن احتمالية حدوث صدامات عسكرية بين الطرفين، هو أمر قابل للتحقق في قادم الأيام.

إنشاء الكليّة العسكريّة

وأعلنت ما تسمى بـ«حكومة الإنقاذ» التابعة لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) في مناطق شمال غربي سوريا، إحداث «الكليّة العسكريّة»، والتي تعنى بالشؤون العسكريّة، وتتبع مباشرة إلى الحكومة المذكورة.

وبحسب القرار الذي نشرته «الإنقاذ» فإن الكليّة يشرف عليها مدير يتم تعيينه بقرار من رئيسها، ولها موازنة ماليّة مستقلة تدخل ضمن موازنة رئاسة الحكومة.

إقرأ أيضاً: الولايات المتحدة.. موقف جديد حول تطورات الأوضاع في سوريا

أهداف الكليّة

وبحسب ما أعلنت عن «الإنقاذ» فإن أهداف الكليّة المحدثة، تتلخص بـ«الإشراف على تدريب الطلاب المنتسبين لها لتخريجهم ضباطًا عاملين مؤهلين للخدمة في صفوف التشكيلات العسكرية المقاتلة في الشمال السوري ضد النظام وحلفائه».

كما تعمل الكلية على تأمين التعيينات العسكرية، من عتاد وسلاح ولباس وكل تحتاجه العملية التدريبية فيها.

الفيلق الثالث

من جانبه أعلن «الجيش الوطني» شمالي سوريا، عن تشكيل «الفيلق الثالث» لدمج ستة من أكبر الفصائل في المنطقة وهي: «“الجبهة الشامية” و“جيش الإسلام” و“فيلق المجد” و“لواء السلام” و“فرقة الملك شاه” و“الفرقة 51″».

مضمون تلك التشكيلات

ويرى المقدم “محمد عبيد” أن التشكيلات الجديدة التي تحدثها الفصائل، تأتي في إطار مأسسة التشكيلات العسكريّة.

ولا يعتقد “عبيد” أن التشكيلات ترمي إلى شن أحد الأطراف هجوماً على الآخر، أو تمهيداً لعمليّة اندماج مرتقبة بين هيئة تحرير الشام و«الجيش الوطني».

ويضيف خلال حديث لـ«الحل نت»: «لااعتقد ان هناك ظروف سياسية او ايديولوجية تسمح بأن يكون هناك اندماج ما بين هيئة تحرير الشام وفصائل الجيش الوطني، ولا اعتقد ان هناك احتمال للتصادم فيما بينهم، فالضامن للاستقرار في منطقة سيطرة الطرفين هو نفسه واي تغيير على تموضع قوى السيطرة مرتبط بتفاهمات الدولة الضامنة للمنطقة مع المنظومة الدولية».

وفيما يتعلق بتأسيس هيئة تحرير الشام، يرى الباحث في شؤون الجماعات الجهاديّة “عبّاس شريفة” أنّ: «تأسيس الهيئة لهذه الكليّة، يأتي في إطار تنافس لتحقيق من المأسسة وبناء نماذج من التراتيب الإداريّة في الهيئة».

وبرأي “شريفة” فإن الهيئة تخشى أن يتم فرض مشاريع الاندماج ويتم توزيع المناصب في التشكيلات الجديدة على الضباط المؤهلين، وهم معظمهم يعملون ضمن تشكيلات «الجيش الوطني» وليس في صفوفها.

ويقول برسالة لـ«الحل نت»: «تحرير الشام تعاني بسبب عدم وجود رتب عسكرية لديها، هي تخشى من أن يكون تسلم المناصب بيد ضباط متخصصون، وتعمل على ذلك من خلال إحداث الكليّة».

ويأتي الإعلان عن هذه التشكيلات، في ظل تصعيد عسكري بدأته القوّات السوريّة، منذ أسابيع على مناطق شمال غربي سوريا.

وفي وقت أيضاً تهدد فيه القوّات التركيّة بشن عمليّة عسكريّة في الشمال السوري، للسيطرة على مزيد من المساحات على حدودها في الجانب السوري.

ويشهد الملف السوري حاليّاً مرحلة «حاسمة»، تزامناً مع انعقاد الجولة السادسة من اجتماعات اللجنة الدستوريّة، وإصرار روسيا على أن تكون هذه الجولة ليست كسابقاتها.

إقرأ أيضاً: «الحل العسكري قادم».. محلل عسكري يكشف لـ«الحل نت» الخطة التركيّة الروسيّة لضرب إدلب

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.