نتائج الانتخابات العراقية: هل خسارة القوى الموالية لإيران فرصة للتغيير في البلاد؟

نتائج الانتخابات العراقية: هل خسارة القوى الموالية لإيران فرصة للتغيير في البلاد؟

أثارت نتائج الانتخابات العراقية صدمة كبيرة بين القوى السياسية الموالية لإيران. فما أنْ أعلنت المفوضيةُ العليا للانتخابات في العراق عن النتائج حتى بدأت الأحزاب والميلشيات الولائية بالاعتراض. وإطلاق التهديدات. والتشكيك بنزاهة الانتخابات. واعتبارها مؤامرة لإضعاف فصائل الحشد الشعبي في العراق.

الميليشيات اتهمت، عبر بيانات وتصريحات صحافية مختلفة، رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي. وممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في بغداد “جنين بلا سخارات”. والولايات المتحدة والدول الخليجية، بتزوير الانتخابات. لإبعاد الأحزاب الممثلة للحشد عن البرلمان.

ووفقاً لنتائج الانتخابات العراقية فقد تعرَّض “تحالف الفتح”، الذي يضم ميلشيا “بدر” و”عصائب أهل الحق”، وغيرها من الميلشيات، لخسارةٍ كبيرة. فلم يحصل سوى على سبعة عشر مقعداً برلمانياً. بخلاف الانتخابات الماضية، التي تجاوز فيها عدد مقاعده الخمسين مقعداً. في حين سجّل “تحالف قوى الدولة الوطنية”، بزعامة رئيس “تيار الحكمة” ورجل الدين الشيعي “عمار الحكيم” التراجع الأكبر في الانتخابات. إذ لم يحصل سوى على أربعة مقاعد.

مراقبون للشأن السياسي اعتبروا نتائج الانتخابات العراقية الأخيرة فرصةً. من ممكن أنْ تستثمرها الحكومة العراقية المقبلة لصالحها. في نزع سلاح الميلشيات وبسط هيبة الدولة.

 

«نتائج الانتخابات العراقية ستُضعف الميلشيات عسكرياً»

السياسي العراقي “مثال الألوسي” يرى أن «نتائج الانتخابات العراقية أظهرت خسارة الأحزاب الممثلة للميلشيات. وهذه خطوة مهمة. يمكن أن تستند عليها الحكومة العراقية المقبلة».

لافتاً، في حديثه لموقع «الحل نت»، أنّ «هذه الأحزاب في الدورة البرلمانية الماضية كانت المدافع عن الميلشيات. وهي من شرعنت وجودها عبر محاولة تمرير عدد من القوانين في البرلمان العراقي».

وأضاف أنّ «ضعف الكتل الممثلة للميلشيات، وعدم توليها زمام المسؤولية الحكومية، سيؤدي بالنهاية إلى إضعاف القوى الموالية لإيران عسكرياً. خاصة أنها لم تعد تمتلك ظهيراً سياسياً. يحمي تجاوزاتها على الأرض قانونياً. ما يجعل نتائج الانتخابات العراقية شديدة الأهمية لمستقبل البلاد».

وكان البرلمان العراقي قد صوّت في دورته الماضية على “قانون الحشد”، الذي لاقى اعتراضات سياسية واسعة. باعتباره يفتح الباب واسعاً لهيمنة الميلشيات الولائية. فيما كان “تحالف الفتح” يسيطر على مفاصل مهمة في الدولة العراقية. ما أتاح للفصائل المسلّحة الحصول على الدعم العسكري والمالي.

 

كيف ستخرج إيران من صدمتها بعد الانتخابات؟

الكاتب والباحث السياسي “علي البيدر” يؤكد أنّ «إيران تعرضت لصدمة كبيرة بعد صدور نتائج الانتخابات العراقية الأخيرة. بسبب خسارة الأحزاب الموالية لها».

ويعلل، في حديثه لموقع «الحل نت»، نتائج الانتخابات العراقية بوصفها «ردة فعل من الشعب العراقي. وخاصةً في مدن الوسط والجنوب. على ممارسات الأحزاب والقوى الموالية لإيران. وما أحدثته من دمار وخراب. فضلاً عن انخراطها بعمليات فساد كبرى».

أما عن ردة الفعل المتوقعة من إيران، فيستبعد “البيدر” قيامها بعمل عنيف مباشر. مؤكداً أنّ «إيران مازالت في مرحلة استيعاب الصدمة. وستقوم بدراسة الواقع في العراق مجدداً. وبالتالي فقد تغيّر استراتيجيتها. وتقوم بدعم أطراف سياسية جديدة. تتمتع بمقبولية في الشارع العراقي».

وبيّنت نتائج الانتخابات العراقية حصول الأحزاب المنبثقة عن انتفاضة تشرين على حوالي ثلاثين مقعداً نيابياً. فيما حصل المستقلون على أربعين مقعداً.

 

«نتائج الانتخابات فرصة لرئيس الحكومة المقبل»

“ثائر البياتي”، مسؤول العشائر العربية في محافظة صلاح الدين، يعتبر أن هنالك فرصة لمواجهة نفوذ الميلشيات الولائية بعد صدور نتائج الانتخابات العراقية. لأن «خسارة تحالف الفتح، وباقي الأطراف الممثلة للحشد الشعبي، ستجعل بقية القوى العراقية في موقف قانوني أفضل. للتصدي لممارسات الميلشيات».

مضيفاً في حديثه لموقع «الحل نت»: « فيما مضى كان رؤساء الحكومات العراقية  لا يستطيعون مواجهة أفعال تلك الميليشيات. لأنَّ الأحزاب الموالية لإيران كانت تضغط عليهم في البرلمان العراقي. ولديها القوة على الأرض. لذلك كان الجميع يخشى من معارضة الحشد الشعبي. واليوم تغيّر الكثير بعد صدور نتائج الانتخابات العراقية».

وأوضح أنَّه «بعد خسارة الميلشيات الكبيرة في الانتخابات سيستطيع رئيس الحكومة الجديد. سواء كان الكاظمي أو غيره، التصدي لها. شرط امتلاكه للجرأة والشجاعة في اتخاذ القرارات».

وخلال الأشهر الماضية أقدمتْ الميليشيات على القيام باستعراضات عسكرية بالقرب من المنطقة الخضراء الحكومية بقلب العاصمة بغداد. ولم تستطع الحكومة العراقية برئاسة مصطفى الكاظمي التصدي لتلك الاستعراضات.

ويواصل أنصار التحالفات الممثلة للميلشيات تظاهراتهم واحتجاجهم على نتائج الانتخابات العراقية بشكل يومي. مهددين بالقيام بخطوات تصعيدية. في حال لم توافق مفوضية الانتخابات على إعادة العد والفرز اليدوي لنتائج التصويت. ما ينذر بدخول البلاد في أزمة سياسية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.