تشير التطورات في البادية السورية، إلى أنّ الجيش السوري استنزف قواته ضد تنظيم “داعش” وباتت الأمور تخرج عن سيطرته بالرغم من الدعم الجوي الروسي.

استقدمت القوات النظامية، أمس السبت، تعزيزات عسكرية وصفت بأنها الأكبر منذ أشهر، إلى بلدة دبسي عفنان بريف الرقة الغربي.

وقالت وسائل إعلامية محلية، إنّ التعزيزات تضمنت 16 عربة عسكرية، و150 عنصراً من قوات “الفرقة الرابعة” و”الحرس الجمهوري” ضمن 6 حافلات، برفقة 8 عربات عسكرية مدرعة وعربتي “بي إم بي” مجنزرة.

وتجمعت تعزيزات الجيش السوري عند صوامع البلدة ضمن ساحة الانتظار، دون معرفة الغاية منها، في ظل معلومات حول شن عملية عسكرية ضد تنظيم “داعش” في منطقة البادية جنوب غرب الرقة.

ماذا يفعل تنظيم داعش والجيش السوري في البادية؟

مضى قرابة 8 أشهر على العمليات العسكرية التي يشنها الجيش السوري وحلفائها، بدعم جوي من الطيران الروسي في البادية السورية، في محاولة للقضاء على خلايا تنظيم “داعش” المنتشرة في تلك المناطق، لكن تلك الهجمات لم تُثمر عن نتائج تذكر حتى اللحظة.

الخبير العسكري، العقيد “ولبد أبو السل”، قال لـ(الحل نت)، إنّه: «منذ إعلان القضاء على خلافته قبل حوالي عامين وخسارته كل مناطق سيطرته، انكفأ التنظيم إلى البادية الممتدة بين محافظتي حمص ودير الزور عند الحدود مع العراق حيث يتحصن مقاتلوه في مناطق جبلية».

ومن جهته وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، منذ مارس 2019 مقتل أكثر من 1509 عنصر من الجيش السوري والمسلحين الموالين له، فضلاً عن أكثر من 930 عنصر من التنظيم جراء الهجمات والمعارك في البادية.

بالإضافة لـ 153 من المليشيات التابعة لإيران من جنسيات غير سورية، قتلوا جميعاً خلال هجمات وتفجيرات وكمائن لتنظيم “داعش” في غرب الفرات وبادية دير الزور والرقة وحمص والسويداء وحماة وحلب.

اقرأ أيضاً: «داعش» يُصعّد ضد القوات السورية في البادية.. هل تستغل روسيا تلك الهجمات سياسياً؟

معارك بلا نتائج

ويوضح “أبو السل”، أنّ الهجمات العسكرية للقوات المعادية للتنظيم لم تتغير على الصعيدين العملياتي والاستراتيجي.

وأضاف، «فقد اقتصرت على عمليات توغل لقوات برية بأسلحة خفيفة ومتوسطة، بغطاء جوي من طائرات حربية روسية تُمهد بعمليات قصف جوي، وطائرات مروحية مرافقة للجيش السوري المتقدمة برياً تحسباً لهجمات تنظيم داعش الدفاعية».

ووفقاً للخبير العسكري، فإنّ غياب النتائج الملموسة للعمليات العسكرية يعود لعدة أسباب، منها ما يتعلق بعقلية القوات المهاجمة وأخرى تتعلق بتعامل التنظيم مع تلك الهجمات.

حيث يُصر الجيش السوري وحلفائه على خوض حرب جزئية في البادية السورية ضد تنظيم “داعش”، الهدف منها فقط تأمين طرق أمداده العابرة للبادية خاصة طريق دمشق _ ديرالزور وطريق الرصافة _ أثريا.

ويشير “أبو السل”، إلى أنّ تركيز القوات الحكومية على خوض حرب جزئية في المناطق المحيطة بطرق الأمداد، يترك للتنظيم آلاف الكيلومترات في المساحات الجغرافية البعيدة عن تلك الطرق، للانكفاء إليها لتفادي المواجهة مع القوات النظامية وحلفائها، خاصة مع وجود سلاح الجو الذي قد يفتك بمقاتليه في البوادي المفتوحة.

قد يهمك: روسيا في مستنقع البادية: من أين تأتي قوة داعش في معقله الأخير على الأراضي السورية؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.