محمد الحلبوسي: كل الطرق تؤدي لرئاسة البرلمان العراقي ثانية؟

محمد الحلبوسي: كل الطرق تؤدي لرئاسة البرلمان العراقي ثانية؟

واقعيا، لا ينفي رئيس البرلمان العراقي المنحل، محمد الحلبوسي، رغبته في الحصول على ولاية ثانية لرئاسة مجلس النواب، فهل ينجح؟

فاز حزب تقدم الذي يرأسه وأسسه الحلبوسي بنفسه قبل الانتخابات العراقية المبكرة ببصعة أشهر في المرتبة الثانية في الانتخابات.

ليس هذا فحسب، بل فاز في المرتبة الأولى في الانتخابات على مستوي المكون السني في المناطق الغربية في العراق.

يقرب ذلك الفوز اللافت بفارق 20 مقعدا عن أقرب منافسيه من المكون السني، محمد الحلبوسي من الولاية الثانية لرئاسة البرلمان، وفق المحلل السياسي، علي البيدر.

محمد الحلبوسي والمقبولية الشعبية

البيدر يقول لـ “الحل نت” إن: «الحلبوسي هو الأكثر مقبولية وشعبية لدى الشارع السني، مقارنة بمنافسه، خميس الخنجر».

فاز الخنجر الذي يتزعم حزب عزم، بـ 15 مقعدا في الانتخابات التي جرت في 10 أكتوبر المنصرم، وهي نتيجة لم يكن يتوقعها.

مدنية الحلبوسي، وتقربه من الشباب الأنباري، والمشاريع العمرانية التي أقامها بمحافظته في الأنبار، تؤهله أكثر لكرسي البرلمان، حسب البيدر.

قبالة مدنية الحلبوسي، فإن حزب الخنجر، يعرف بقربه من تركيا وقطر، وبتقارب مبادئه من الإخوان المسلمين، وهو ما عبر الشارع الأنباري والسني عن انزعاجه منه، غير ما مرة.

للقراءة أو الاستماع: اليكتي والبارتي ورئاسة جمهورية العراق.. إزاحة أم ثبات؟

واتضح ذلك من خلال الانتخابات الأخيرة، والفارق بين الحزبين في عدد المقاعد التي حصدها حزب محمد الحلبوسي مقارنة بحزب الخنجر.

موقف الأحزاب السياسية من الحلبوسي

لكن الواقع السياسي العراقي بعد 2003، غالبا لا يعتمد على نتائج الانتخابات ومن يفوز بها، بقدر ما يعتمد على التوافقات.

وهنا يقول أستاذ الإعلام السياسي، #علاء_مصطفى، إنه لا وجود لأي اعتراضات لدى معظم الأحزاب السياسية تجاه الحلبوسي.

ويوضح مصطفى في حديثه مع “الحل نت” أن، زعيم تقدم لم ينخرط في تحالف طولي لتشكيل حكومة أغلبية سياسية، وهو ما عزز من حظوظه بولاية ثانية.

بمعنى أن الحلبوسي، جنّب نفسه الدخول في خندق شيعي ضد خندق شيعي آخر، واختار الوقوف في الوسط، كي لا يخسر طموحه نحو رئاسة البرلمان، وفق مصطفى.

وينقسم المكون الشيعي إلى نصفين، الأول بزعامة مقتدى الصدر الفائز أولا في الانتخابات، والثاني تقوده الأحزاب المقربة من إيران.

فطنة ضد “الفيتو”

يحاول الصدر تشكيل حكومة من دون التحالف مع الأحزاب المقربة من إيران، ويسعى للتحالف مع القوى السنية والكردية لأجل ذلك.

بينما تسعى الأحزاب الموالية لإيران إلى الاشتراك في الحكومة المقبلة مع الصدر أو من دونه، وبالتالي هي الأخرى بحاجة إلى التحالف مع الأحزاب السنية والكردية.

للقراءة أو الاستماع: رئيس الحكومة العراقية المقبلة.. أبرز الأسماء المطروحة والأوفر حظاً

لكن فطنة الحلبوسي، جعلته ينتظر القوى الشيعية تتصافى فيما بينها، كي لا يخسر أحدها، ولا يأتيه “فيتو” منها يمنعه من كرسي البرلمان، يوضح مصطفى.

كذلك، «فإن الخنجر اقتنع بالواقع، وتصالح مع الحلبوسي في أنقرة؛ كي لا يصبح بلا أي حصة وزارية في الحكومة المقبلة، ويخرج خالي الوفاض. لذا فإن كل المعطيات تقول إن الولاية الثانية من نصيب الحلبوسي»، بحسب مصطفى.

ومن المؤمل أن تصادق الهيئة القضائية على النتائج النهائية للانتخابات العراقية، الأسبوع المقبل، ليتم بعدها الدعوة إلى عقد أول جلسة للبرلمان الجديد، من أجل اختيار رئيس للبرلمان.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.