اليكتي والبارتي ورئاسة جمهورية العراق.. إزاحة أم ثبات؟

اليكتي والبارتي ورئاسة جمهورية العراق.. إزاحة أم ثبات؟

مشاكل داخلية عديدة عاشها اليكتي في السنة الأخيرة، انعكست عليه في #الانتخابات_المبكرة العراقية، قد تهوي به إلى القاع، عكس البارتي.

قبالة هبوط اليكتي، يعيش البارتي أزهى أيامه، فلم يفقد جمهوره بل ازداد في الانتخابات الأخيرة، التي قد تأخذه إلى القمة.

اليكتي هو حزب #الاتحاد_الوطني الكردستاني، الذي تقوده عائلة مؤسس الحزب، الرئيس العراقي السابق #جلال_طالباني.

البارتي، هو #الحزب_الديمقراطي الكردستاني، الذي يقوده رئيس #إقليم_كردستان العراق السابق، #مسعود_بارزاني.

في عراق ما بعد 2003، أمست الرئاسات الثلاث، الحكومة، البرلمان، الجمهورية، مقسمة وفق المكونات، فرئاسة الحكومة من نصيب الشيعة، والبرلمان للسنة، ورئاسة الجمهورية للأكراد.

اليكتي والبارتي في الانتخابات.. هبوط وصعود

الثابث أن منصب رئاسة الجمهورية، كان وحتى الآن من نصيب اليكتي، ولم يتمكن البارتي من نيل المنصب طيلة سنوات ما بعد نظام #حزب_البعث.

اليوم، بات منصب رئاسة الجمهورية ليس من المؤكد من نصيب اليكتي، وذلك يعود لنتائج الانتخابات الأخيرة التي جرت في 10 أكتوبر المنصرم، ومخرجاتها.

سقط اليكتي في الانتخابات، وحاز على 17 مقعدا، مقابل ثبات وصعود لدى البارتي الذي حصل على 33 مقعدا، وهذا الفارق بين الحزبين، فتح شهية الأخير للسعي وراء منصب رئاسة العراق.

للقراءة أو الاستماع: منصب رئاسة الجمهورية العراقية: من ينافس “الاتحاد الوطني الكردستاني” على رئاسة البلاد؟

هل سيتغير الثابت بعد 4 حكومات عراقية، كان منصب الرئاسة فيه من نصيب عائلة طالباني ويصير من نصيب عائلة بارزاني؟ أم أن من حفر اسمه في قصر السلام سيثبت نفسه لولاية خامسة؟

انهيار اليكتي يؤهل البارتي؟

«لا ثابت في لعبة السياسة مهما طال الوقت»، حسب الباحثة السياسية ريم الجاف، التي تقول إن: «المعطيات تشير لإزاحة كرسي الرئاسة من اليكتي هذه المرة بنسبة تفوق 90 %».

ما هي تلك المعطيات؟ «كثيرة هي النعطيات»، تجيب الجاف بحديثها مع “الحل نت”، ومن أهمها إفرازات الانتخابات الأخيرة، «إذ لن يفرط البارتي بكرسي الرئاسة بعد فوزه في اقتراع أكتوبر».

ليست الانتخابات وحدها من ترجح كفة البارتي على اليكتي، بل شبه الانهيار الذي يعيشه حزب عائلة طالباني، يجعل فرصة حفاظه على المنصب «شبه منعدمة»، على حد قول الجاف.

ما مشاكل اليكتي؟

عاش اليكتي في آخر عام الكثير من المشاكل التي عصفت به، أهمها الصراع على رئاسة الحزب التي كانت مشتركة بين بافل طالباني، نجل جلال طالباني، وابن عمه لاهور جنكي.

وصل الصراع بين الطرفين إلى الاستنفار العسكري لكل شخص لفرض إرادته على الآخر، وأمام ذلك، كان البارتي يجهز نفسه بشكل جيد للانتخابات، بلا مشاكل تذكر.

في النهاية، انتهت القصة بإقصاء جنكي من الحزب نهائيا، وأضحت الرئاسة بيد بافل وحده، بدعم أغلبية أعضاء اليكتي، لكن ذلك حدث في الوقت شبه الضائع.

فالمشاكل لم تحل إلا قبيل الانتخابات بأسابيع قليلة، ما أدى لخسارة الحزب في انتخابات تشرين، لتأتي بعدها محاولة اغتيال القيادي في الحزب ملا بختيار بوساطة السم، غير أنه نجا من الموت.

للقراءة أو الاستماع: العراق: ما حقيقة توجّهَ الكُرد لمنصب رئاسة البرلمان بدلاً من رئاسة الجمهورية؟

اليكتي لن يتفق على مرشحه بعد!

تقول الجاف إن تلك المشاكل التي لم تنته حتى الآن، لم تترك أي فرصة للحزب لمجرد التفكير بمستقبله، «فالبحث لا زال جاريا عن من حاول التخلص من بختيار»، بحسبها.

وحتى لو حل اليكتي مشاكله، «فإنه من المؤكد سيختلف على اسم الشخصية التي سيرشحها لمنصب رئاسة جمهورية العراق، ويتضح ذلك من محاولة قتل بختيار الذي كانت تقول المعطيات أنه من أبرز المرشحين لرئاسة الجمهورية»، وفق الجاف.

هل هذا كل شيء؟ لا، «فالأحزاب الشيعية التي كانت دائما ما تتفق مع اليكتي وتمنحه منصب رئاسة الجمهورية عند التصويت على مرشحها في البرلمان، كلها تغازل البارتي اليوم»، كما تقول الجاف.

مغازلة شيعية لـ البارتي

ما سبب تلك المغازلة؟ تبين الجاف أن: «انقسام الأحزاب الشيعية لطرفين، كل طرف منها يسعى لتشكيل الحكومة المقبلة، يدفعها لمغازلة البارتي، عطفا على عدد مقاعده، وتقديم إغراءات له، وأبرزها التصويت لمرشحه لمنصب الرئاسة على حساب مرشح اليكتي».

علما أن الأحزاب الشيعية التي من نصيبها رئاسة الحكومة انقسمت لنصفين، عكس كل انتخابات سابقة، عندما كانت تخرج متفقة وتتقدم بمرشح واحد لرئاسة الحكومة بلا اختلاف.

فالتيار الصدري الفائز أولا بالانتخابات، يسعى لحكومة “صدرية قح” دون أي مشاركة معه من الأحزاب الشيعية الأخرى الخاسرة، وهي المقربة من إيران، والأخيرة تسعى لتكوين تحالفات مع المكونات الأخرى، تمكنها من تشكيل الحكومة بلا التيار أو تجبر التيار الصدري على المضي نحو الحكومة المقبلة معها، لا بعيدا عنها.

بالتالي، «فإن اليكتي أمسى بعيدا هذه المرة عن منصب رئاسة الجمهورية، فمقاعده التي حصل عليها في الانتخابات، لا تؤهله لمنافسة البارتي، ولن تفيد الأحزاب الشيعية المتضادة، كما مقاعد البارتي»، توضح الجاف مختتمة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.