انسحبت بعض نقاط التفتيش والحواجز العسكرية والأجهزة الأمنية من عدة مواقع في مدن وبلدات درعا، في خطوة لتنفيذ اتفاق روسيا بعد انتهاء التسويات داخل محافظة درعا.

وكشف مصدر في لجنة التفاوض بمدينة درعا، لـ(الحل نت)، أنّ خطوة الانسحاب جاءت تنفيذاً للتسوية التي رعتها روسيا، وهي إحدى شروط الدول الإقليمية المحيطة بسوريا آنذاك.

أبرز حواجز الأجهزة الأمنية المنسحبة من درعا

قالت مصادر محلية، لـ(الحل نت)، إنّ الأمن المخابرات الجوية المتمركزة في مجلس مدينة تسيل غربي درعا انسحبت من موقعها، يوم الجمعة، ثم حلّ محلها مباشرةً قوات عسكرية تابعة لجهاز الأمن العسكري.

وكذلك انسحاب الحاجز العسكري التابع للمخابرات الجوية على الطريق الواصل بين مدينة نوى وبلدة تسيل.

ولم استبدال الحاجز بأي جهات أخرى حتى اللحظة، فيما انسحاب حاجز آخر يتمركز بين قرية الشيخ سعد ومدينة نوى.

وبالانتقال إلى بلدة كفر شمس شمالي درعا ومحيطها، انسحبت أيضاً الحواجز العسكرية فيها واتجهت إلى مواقعها في الصنمين ومدينة درعا، وكانت تتبع هذه القوات المُنسحبة لفرع الأمن السياسي.

وقرب بلدة النعيمة، استبدل عناصر حاجز الرادار العسكري، إذّ كانوا يتبعون لجهاز الأمن العسكري، وتم استبدالهم بعناصر آخرين من مرتبات جهاز المخابرات الجوية.

وأفاد موقع “درعا 24″، بإخلاء كافة الحواجز والنقاط العسكرية والأجهزة الأمنية في درعا المُتمركزة في محيط مدينة داعل في الريف الأوسط من محافظة درعا.

وحسب الموقع، فإنه يقدّر عدد الأجهزة الأمنية في درعا والحواجز بسبعة حواجز ونقاط عسكرية وأمنية.

وبذلك لا يتبقى في مدينة داعل ولا في محيطها أي مقرّ أمني أو عسكري سوى مخفر الشرطة داخل المدينة.

اقرأ أيضا: فشل ذريع للتسوية الروسية في درعا (أرقام وحقائق)

المعابر الحدودية خالية من المخابرات الجوية

عضو لجنة المفاوضات، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، قال لـ(الحل نت)، إنّ الطلب الدولي من روسيا حثهم على استبدال عناصر المخابرات الجوية، كونّ أنّ عناصر هذا الفرع غير مرغوب بهم.

واستكمالاً لذلك، انسحاب قوات أمنية تابعة لجهاز المخابرات الجوية، أمس الخميس، من معبر نصيب الحدودي بين سوريا والأردن.

وتم استبدال القوات الأمنية بأخرى تابعة لفرع الأمن السياسي، الجمعة.

وفي السويداء، عادت القوات العسكرية التابعة للفرقة 15 قادمة من محافظة درعا إلى مواقعها في محافظة السويداء.

وحصل ذلك بعد انتهاء مهامها في محافظة درعا، كما توجهت بعض القوات نحو الفوج 404 في ريف السويداء.

ونقلت القوات المنسحبة معها أبرز معداتها، على آليات عسكرية وسيارات “زيل” محملة بالعناصر، إضافة إلى سيارات دفع رباعي يحمل بعضها رشاشات أرضية من عياري 14.5 مم، 23 مم.

اقرأ المزيد: قرار بتنحية أحمد العودة وبدء تنفيذ الخطة الروسية في درعا

ما علاقة “لؤي العلي” بخريطة إعادة توزيع القوى؟

وخلال الفترة السابقة، شهدت المحافظة هدوءًا نسبيًا في الفترة التي أعقبت العملية العسكرية على درعا البلد، إلا أن الاغتيالات عادت على أشدها لتستهدف عناصر النظام وبعض عناصر التسويات.

وحول التغيير الملحوظ بدرعا وريفها عقب الانتهاء من التسويات الأخيرة، بات مناطق شرق درعا تحت قبضة المخابرات الجوية.

ويقابل ذلك تبعية حواجز الريف الغربي من المحافظة لشعبة المخابرات العسكرية والتي يديرها العميد “لؤي العلي“.

وانخرط لؤي العلي في السلك الأمني، وتدرج في المناصب حيث عمل في قسم الأمن العسكري بنوى برتبة ملازم.

وكان يتبع لفرع المخابرات العسكرية في السويداء، ثم نقل إلى قسم الأمن العسكري في إرزع برتبة نقيب.

وخدم بعد ذلك في قسم الأمن العسكري بالصنمين ودرعا برتبة مقدم.

وفي عام 2011، رفع إلى رتبة عقيد، وتم تعيينه رئيساً لقسم الأمن العسكري بدرعا بعد خضوعه لدورة عسكرية في السودان. 

ويشغل حاليا “العلي”، رئيس فرع الأمن العسكري في السويداء – الفرع 217 منذ عام 2018، بعد أنّ كان رئيس قسم الأمن العسكري بدرعا 245 التابع لفرع الأمن العسكري بالسويداء منذ عام 2011.

وورد اسم لؤي العلي في تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش عام 2012 تحدث عن الأجهزة الأمنية في درعا وتوثيق الانتهاكات.

وجاء ضمن تقرير حمل عنوان “أقبية التعذيب: الاعتقال التعسفي والتعذيب والاختفاء القسري في مراكز الاعتقال السورية منذ مارس/آذار 2011“، في الصفحتين 38 و39 من التقرير.

كما نشر تقرير صادر عن الشبكة الأوربية المتوسطية لحقوق الإنسان بعنوان: “احتجاز النساء في سورية سلاح حرب ورعب”.

وتحدث التقرير، عن تعرض النساء في مختلف فروع الأمن من تعذيب واغتصاب وغيرها.

ووثق عدداً من الشهادات المتعلقة بقسم المخابرات العسكرية في درعا الذي كان يرأسه العقيد لؤي العلي.

قد يهمك: مع انتهاء التسويات في درعا: ما مستقبل جنوب سوريا؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.