في الفترة القريبة وتحديداً بعد اندلاع الاحتجاجات عام 2011، استشعر أهالي دمشق القديمة بقرب اندثار بقايا اليهود في سوريا.

ومع الانفتاح العربي على الحكومة السورية بشكلٍ جزئي، وصل وفدٌ من اليهود الذين ينحدرون من أصول سورية، إلى دمشق لأسباب عدة.

يهود سوريا في دمشق

ذكرت قناة “كان” الإسرائيلية الرسمية، أنّ 12 يهوديا أميركيا زاروا العاصمة السورية دمشق، بموافقة الحكومة وحمايتها، في محاولة منها للخروج من عزلتها وتحسين صورتها.

ونقلت القناة عن أحد اليهود من منطقة بروكلين الأميركية، إن الهدف من زيارتهم في الأساس هو إجراء فحوصات وعلاج لأسنانهم.

وتأتي زيارة اليهود السوريين، بعد عقود من ترحيلهم، اتهم فيها الرئيس السوري الأسبق، حافظ الأسد، باستغلالهم سياسياً.

ووفقاً للمعلومات التي ذكرتها القناة، فإنّهم تلقوا طلبا للقاء مسؤولين حكوميين كبار في دمشق، لكنهم رفضوا ذلك.

وجاء رفض الزوار، لأنهم لم يرغبوا في أن تتحول زيارتهم إلى زيارة سياسية.

تمهيد سوري لعودة اليهود

في يونيو/حزيران، تلقت عائلة الحاخام الأكبر سابقا للجالية اليهودية في سوريا، إبراهيم (افراهام) حمرا، التعازي برحيله من عائلة الأسد.

ووصفت عائلة الأسد، الحاخام في رسالة التعزية، بأنه «رجل فريد ومميز وبطل»، على حد زعمهم.

وكان الرئيس السوري، بشار الأسد، قد أطلق وعودا خلال الفترة الماضية بإعادة ترميم المعبد اليهودي في حي جوبر شرق دمشق.

وقبل نحو شهر زار وفد آخر من يهود الولايات المتحدة حلب شمالي سوريا، وتفقدوا المعبد الذي أعادت المعارضة ترميمه بعد الحرب، وتمت الزيارة آنذاك بفضل تصريحات أصدرها الروس.

تغيير جذري في محور المقاومة

تلقي اليهود دعوة رسمية من المخابرات السورية للعودة إلى دمشق، تظهر تغيرا جذريا في المعتقدات التي تبنتها دمشق حول المقاومة.

فسابقاً وبالرغم من حياة اليهود في دمشق لقرون طويلة، لكن رفع الحماية عنها من قبل الحكومة السورية تسبب بهجرتهم.

كما شكل قيام الميلشيات الإيرانية بعمليات نهب لآثار المنطقة مؤخراً، ما عجّل برحيل من تبقى من أبناء الطائفة، وخاصة الشباب، إلى خارج البلاد.

بلغ تعداد اليهود في سوريا، في أوائل القرن العشرين، نحو 25 ألف شخص، توزعوا بين مدينتي حلب ودمشق.

ونشأ يهود دمشق في حارة سُمّيت “حارة اليهود”، في حي “الأمين” بالمدينة القديمة، وكذلك في حي “جوبر” الدمشقي.

الباحثة “ألين صواف” أكدت في وقت سابق، لـ«الحل نت» وجود «ما يقارب عشرين عائلة يهودية في دمشق، من آل “قمعو”، و”سمنطوب”، و”حلواني”، و”ملاخ”، و”شطاح”، و”بقاعي”، و”صفينا».

ويترأس هذه العائلات في الوقت الحالي، زعيم الطائفة “ألبير قمعو”.

وأكدت “صواف”، أن «اليهود عانوا من الحكومة السورية في عهدي حافظ وبشار الأسد مثل غيرهم من السوريين».

فتم منعهم من العمل في وظائف الدولة، وتحويل الأموال، واستخراج شهادات القيادة.

كما تم تجميد أرصدتهم المالية، ومنعهم من السفر، وفرض مبالغ مالية عالية بصفة ودائع، على من  أراد مغادرة البلاد، لإجباره على العودة.

وفي أعقاب مؤتمر “مدريد” للسلام تم رفع الحظر عن هجرة اليهود، ما ساهم بإفراغ البلاد منهم بشكل كبير.

اقرأ المزيد: آثار بعهدة الميلشيات الإيرانية و”فيلق الرحمن”: كيف اندثر ما تبقى من الوجود اليهودي في دمشق القديمة وجوبر؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة