تراهن روسيا ومن خلفها الرئيس السوري، بشار الأسد، على عودة اللاجئين السوريين من الأردن والبلدان الأخرى، لا سيما بعد إعادة سيطرته على المناطق التي كانت لدى المعارضة في جنوبي البلاد.

ولكن التقارير والتصريحات الدولية، لا تنصح بالعودة إلى دمشق خصوصاً بعد التقرير الصادم الذي أصدرته منظمة العفو الدولية (أمنستي)، في سبتمبر/أيلول الفائت.

وقالت فيه إنّ عملية عودة اللاجئين السوريين التي تقودها الأمم المتحدة تعرضهم لخطر الانتهاكات في سوريا.

معبر نصيب مفخخ

دوى انفجاراً، أمس السبت، في معبر نصيب الحدودي بين سوريا والأردن، يعدّ الأول من نوعه منذ إعادة افتتاحه في عام 2018؛ لعودة اللاجئين السوريين.

انفجار نصيب، يأتي بعد أنّ أتمت الحكومة السورية عقد تسويات جديدة في معظم قرى وبلدات محافظة درعا.

وقالت فيها، إنّها سحبت كافة الأسلحة من معارضيها.

وقال شهود عيان، لـ(الحل نت)، إنّ الانفجار وقع في غرفة مسبقة الصنع، يتواجد فيها عناصر تابعين لفرع الأمن السياسي.

وأوضح الشهود، أنّ أضرار الانفجار اقتصر على المادية، في حين لم تسجل أية إصابات بشرية.

قائد شرطة درعا، ضرار دندل، اتهم مجهولين بزرع العبوة قرب إحدى النقاط الأمنية.

ووفق قوله، فإن غايتهم إحداث أكبر قدر من الوفيات والأضرار.

اقرأ أيضا: اتهامات لإيران وداعش بضرب التسوية.. تصاعد أرقام عمليات الاغتيال في درعا

شكوك تحوم حول الحادثة

وتعليقا على كلام دندل، شهود العيان، أكدوا لـ(الحل نت)، استحالة مرور متفجرات إلى داخل المعبر، دون أنّ يكون حاملها شخصية رفيعة المستوى لدى السلطات السورية.

وتعد النقطة التي انفجرت فيها العبوة، حديثة المنشأ، إذ كشفت مصادر (الحل نت)، أنّه في الـ4 من نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، تم وضعها بعد انسحاب عناصر المخابرات الجوية من المعبر الذي يعد البوابة الجنوبية لعودة اللاجئين السوريين من الأردن.

وحول التصعيد الأخير في محافظة درعا، صرح رئيس لجنة المصالحة في المحافظة، حسين الرفاعي، لوسائل إعلامية محلية، أنّهناك بعض الأشخاص يحاولون افتعال بعض العمليات التخريبية في المحافظة وإثارة الشغب.

لافتاً، إلى أنّ الجهات الأمنية المختصة تعمل على معالجة الموضوع وملاحقة هؤلاء الأشخاص، دون تحديد هويتهم أو تبعيتهم.

اقرأ المزيد: شرطي في درعا: “ضميري ما بيسمحلي أخدم بهاد البلد”

تحذيرات أميركية من عودة اللاجئين السوريين

في آخر إحصائية رسمية، قال وزير الداخلية الأردنية، مازن الفراية، إنّ 52 ألف لاجئ سوري من أصل مليون و300 ألف، عادوا إلى بلادهم.

ويأتي هذا الرقم منذ فتح باب العودة الطوعية من معبر جابر- نصيب الحدودي عام 2018.

وتعد النسبة ضئيلة جداً، ولا تتناسب ما تريده موسكو ودمشق بعد تحقيقهما للسيطرة على الجنوب وفرض تسويتين بأقل من عامين.

وفي السياق ذاته، وتأكيداً على عدم رغبة اللاجئين في العودة، أكدت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، أن البيئة الحالية في سوريا لا تزال غير مواتية لعودة اللاجئين.

ومشددة، على أن عودة أي لاجئ يجب أن تكون آمنة وطوعية وكريمة.

وخلال زيارة أجرتها إلى مخيم “الزعتري” للاجئين السوريين في الأردن، الجمعة الفائت، قالت ليندا، إنّ ما سمعته من اللاجئين هو أنهم لا يزالون خائفين من الأوضاع في سوريا وأنهم غير مستعدين للعودة.

ويقيم في الأردن نحو مليون و300 ألف لاجئ سوري، 670 ألف من بينهم مسجل لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

ويوجد 79% منهم يعيشون في المجتمعات المضيفة، بينما يعيش 21% منهم في المخيمات.

وكانت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة أكدت الشهر الماضي، أن سوريا تشهد تصعيدًا متواصلًا بعمليات القتال.

كما أكدت اللجنة، أن سوريا لا تزال غير آمنة لعودة اللاجئين.

قد يهمك: فشل ذريع للتسوية الروسية في درعا (أرقام وحقائق)

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة