منذ يوم أمس، السبت، يتداول السوريين خبر “انتخاب” الشيخ أسامة الرفاعي مفتياً عاماً للجمهورية السورية، حيث انهالت الآلاف من التعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي السورية، بين مؤيد ومعارض لقرار المفتي العام الجديد.

وأعلن “المجلس الإسلامي السوري”، عبر بيان مصور أصدره يوم أمس السبت 20 تشرين الثاني/ نوفمبر، انتخاب الشيخ أسامة الرفاعي بـ “الإجماع”، مفتيًا عامًا لسوريا، وذلك رداً على خلفية إلغاء الرئيس السوري منصب المفتي العام في مناطق سيطرة حكومته، بموجب مرسوم تشريعي صدر في 15 من تشرين الثاني/نوفمبر الحالي.

رفض وسخرية

وكتب المفكر الإسلامي التنويري أحمد الرمح، معلقاً على خبر انتخاب أسامة الرفاعي مفتياً، أنه رد فعل عاطفي انفعالي طائفي. ومن النقاط المهمة التي تحدث عنها الرمح في تعليقه، أن منصب مفتي الجمهورية لم يستفتِ فيه سوري واحد طوال أكثر من ستين سنة، مؤكداً أن «مرجعية الثورة هي المواطنة والإنسانية والقانون وليست مرجعية طائفية».

وأنهى الرمح منشوره بـ ” لا أبارك انتخاب أسامة الرفاعي؛ وهو انتخاب مزيف، هذه وجهة نظري ولا ألزم بها أحداً”.

وعلق الروائي السوري إسلام أبو شكير ساخراً “أنو كيف عشنا هاليومين بلا مفتي ما بعرف..شعب الجبّارين إحنا”.

فيما علق المفكر حمزة رستناوي، أن الشيخ بدر الدين حسون والشيخ أسامة الرفاعي، يمثلان وجهان بائسان للإسلام السوري السائد اليوم، الأول مُنفتح فكريا ولكنه مُتملق وموالي لسلطة الاستبداد، والثاني رجل دين تقليدي مُغلق على فئويّته السنية وفقه القرون الوسطى.

وتساءل رستناوي في منشوره حول حاجة سوريا في الظروف الحالية إلى مُفتي ومؤسسة دينية، تمارس دوراً سياسياً ويتم استخدامها عند اللزوم؟ أم أن سوريا تحتاج لفصل الدين عن السياسة، وحضور العقل السياسي وثقافة المواطنة المتساوية  التي لا يعترف بها رجال الدين من غالب الأطراف.

هدى أبو نبوت، الناشطة في مجال حقوق المرأة وتمكينها، توقعت بلهجة ساخرة، أن مشاكل السوريين انتهت وبقي منصب مفتي الجمهورية في المنفى.

“الحمد الله ختمنا كل مشاكلنا وظل منصب مفتي جمهورية المنفى، بس أي منفى منهم للأمانة مابعرف، اذا بتعرفوا خبروني”.

النسوية السورية هبة عز الدين، كتبت “نحن ردينا الصاع صاعين للنظام، هو بيلغي المفتي، و نحن منحط أسامة الرفاعي مفتي، وانتخاباً كمان!”.

وأكملت منشورها ساخرة، “يا حسرتي المواطنين/ات بمناطق سيطرة النظام شقد رايح علين شغلات!

نحن كل يوم عنا مفتي يتهمنا بالعميلات؟ لكنكم تحبون الأجانب”. 

واتسمت معظم التعليقات المناهضة لهذا القرار، بالسخرية والفكاهة والصدمة، واعتبرها البعض انتصارات وهمية لا قيمة حقيقية لها ولا تمثل الثورة السورية.

احتفاء ومباركة

بارك العديد من السوريين بينهم سياسيين وصحفيين ورجال دين هذا القرار، واعتبروه عودة هذا المنصب لمن هو أهل له، بعد أن سرقته الحكومة السورية لأكثر من 50 عام.

وعلق رجل الدين السوري عمار العيسى، “انتخاب سماحة الشيخ العلامة أسامة الرّفاعي مفتياً عامّاً للجمهوريّة العربيّة السّورية، نسأل الله تعالى أن نراه في منصبه هذا ونحن في الشام الحبيبة وقد خلصنا الله من المجرم وزمرته”.

فيما بارك عضو الائتلاف السوري محمد أيمن الجمال، المعروف بتصريحاته المناهضة لحقوق المرأة، تسلم أسامة الرفاعي لهذا المنصب وكتب: “نبارك لشيخنا سماحة العلامة الشيخ أسامة عبد الكريم الرفاعي ولأمتنا هذا الاختيار المبارك”.

وبارك السوري أسامة رحمة هذا الانتصار وطالب بانتخاب رئيس جمهورية أسوة بمنصب المفتي.

وأسامة الرفاعي، هو الابن الأكبر للشيخ عبد الكريم الرفاعي، درس اللغة العربية وعلومها بجامعة دمشق وتخرج منها عام 1971، وبعد ذلك أصبح خطيباً في جامع عبد الكريم الرفاعي نسبةً لوالد

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.