قد يبدو التبرير الرسمي للجهات الحكومية فيما يخص  التفجير الذي حصل أمس  في حي القصور بمدينة ديرالزور شرق #سوريا،  مقبولًا لو جاء قبل أسبوع، ولكن توقيت التفجير وتزامنه مع مشروع المصالحة الذي ترعاه روسيا يفتح الباب للتساؤل عن من يقف وراءه، وكل أصابع الإتهام تتجه نحو تورط إيران فيه لعرقلة المصالحة والدور الروسي فيها.

حيث شهد الحي المذكور، انفجار سيارة عسكرية تابعة لقوات حكومة دمشق، بالقرب من تجمع المقرات الأمنية بوسطه.

تضارب الروايات

ووفق مصادر أهلية أفادت ل (الحل نت) أن “الانفجار نجم عنه سبعة قتلى من عناصر القوات الحكومية، وأكثر من تسعة جرحى مدنيين بعضهم بحالة حرجة، إذ يشهد الحي كثافة سكانية كبيرة”.

من جهتها نقلت (صحيفة الوطن) المقربة من الحكومة، بأن “سبب الانفجار هو قيام وحدات الهندسة ،بتفكيك مجموعة ألغام من مخلفات تنظيم #داعش في حي القصور”.

في الوقت الذي نقلت فيه شبكة تواصل التابعة للجهات الأمنية في المنطقة عن اللواء بلال محمد قائد شرطة المحافظة قوله إن وحدات الهندسة كانت تنقل مخلفات متفجرة من منطقة قريبة من المطار وأثناء وصولهم للمقربداخل حي القصور ونتيجة احتكاك المخلفات ببعضها حدث الإنفجار.

مصدر أمني خاص  (فضل عدم ذكر اسمه لسلامته الشخصية)  أكد ل (الحل نت) أن “مليشيا الحرس الثوري الإيراني لها يد في التفجير، وليس كما تروج له الجهات المسؤولة على أن التفجير مجرد حدث عرضي فقط، والهدف هو ضرب مخطط  المصالحات الروسي القائم على جذب أكبر قدر ممكن الشبان والرجال إلى صفوفهم من خلال إجراء تسويات لهم مؤخراً”.

وأكد المصدر أنه “لا يتواجد بداخل حي القصور أي مستودع لتخزين الألغام أو العبوات، لأن القوى الأمنية لا تعرض نفسها للخطر بوجود مثل هذه المستودعات على تماس من مقراتها ومنازل عوائلهم”.

وأضاف أن “تفكيك الألغام والمفخخات يتم خارج المناطق السكينة في منطقة البادية، ولا يتم تفكيكها بين السكان مطلقاً”.

وأثارت الحادثة موجة سخط كبيرة لدى سكان الأحياء المأهولة في المدينة، جراء انتشار المقرات العسكرية بين منازلهم،  وطالبوا بنقلها إلى خارج أحيائهم، لأن تواجدها على مقربة من منازلهم يعرض حياتهم وحياة أولادهم للخطر.

تقول والدة أحد المصابين بتفجير أمس، ل (الحل نت) إن: نقل ذخائر متفجرة وتخزينها بين منازل المدنيين هو استهتار كبير بأرواح البشر وسلامتهم، وأشارت إلى أن المبرر الذي تقدمه الجهات المسؤولة غير مقنع عن سبب الانفجار، وأضافت متسائلة، هل تركوا المستودعات في الجبل ليجلبوا التفجير إلى وسط الحي؟.

 إيران في دائرة الإتهام

بينما يقول مصدر مقرب من القوات الروسية في ديرالزور ل (الحل نت) ، إن: القوات الروسية تتهم “حج مهدي” بالتخطيط للتفجير، لضرب عمليات التسوية الحالية التي تشرف عليها روسيا، لأن إيران ترى تلك التحركات  بمثاية المحاولات لإزالتها وتقليص نفوذها شرق الفرات.

ووفقاً لمراسل (الحل نت) يعد “حاج مهدي” من أبزر قيادات “الحرس الثور”ي  في المحافظة، حيث يقطن بفيلا كبيرة بالقرب من مبنى أمن الدولة في حي القصور تحت حراسة مشددة.

 وحج مهدي من القياديين القدامى في سورية، شارك في معارك طرد تنظيم #داعش من الميادين والبوكمال إلى جانب “قاسم سليماني”.

وهو مسؤول التعيينات في دير الزور والرقة والبوكمال و منطقة البادية، ومسؤول التفاوض والاجتماعات مع الضباط الروس والقوات الحكومية.

سباق روسي إيراني

ويرى متابعون للوضع السوري، أن ماتقوم به روسيا مؤخراً من عمليات تسوية وافتتاح مكاتب انتساب لقواتها في ديرالزور، هو محاولة منها سحب البساط من تحت إيران لإزاحتها من المشهد السوري شمال شرق سوريا، الأمر الذي يستفز الأخيرة ومليشياتها العاملة في المنطقة والتي تستميت لتثبيت وجودها في المنطقة الشرقية وخاصة دير الزور والتي  تشكل واحدة من نقاط الطريق البري الذي يربط لبنان بإيران عبر سوريا.

وفي ظل استمرار التوتر الروسي الإيراني في ديرالزور،  يتوقع مراقبون أن الأيام القادمة ستشهد المزيد من الصراع حول المحافظة ذات الموقع الاستراتيجي لكلا القوتين، في سبيل رسم تحركات الجنود على الأرض، وتحديد الفائز بالقطعة الأكبر من الكعكة الدسمة.

اقرأ أيضاً: وسيم الأسد يستمتع بالأغاني قبل عقد صفقات تجارية بطهران (فيديو)

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.