تنامت ظاهرة العنف الأسري في محافظة إدلب على مدى السنوات العشرة الأخيرة، حتى باتت تصل إلى مرحلة قتل الأب لأولاده، والرجل لزوجته، والأخ لأخوته؛ في المحافظة التي باتت تعيش نتائج الحروب المستمرة منذ عام 2011 على الصعيد الاجتماعي والعسكري والسياسي والإقتصادي. 

رجل يبلغ من العمر 35 عاماً أقدم على إطلاق الرصاص بشكل مباشر على أطفاله الثلاثة ليلة الأحد مما تسبب بمقتلهم على الفور حيث لاذ القاتل بالفرار لتلقي الشرطة التابعة لـ “حكومة الإنقاذ” القبض عليه صباح الاثنين.

عن أسباب الحادثة قالت مصادر محلية لمراسل “الحل نت”، إن السبب المباشر يعود لخلاف عائلي بين الرجل وزوجته حيث تبين أن القاتل يعمل في تهريب البشر بين تركيا وسوريا ويتعاطى أنواع من الحبوب المخدرة.

حوادث متكررة للتعنيف الأسري في إدلب

لم تكن حادثة مقتل الأطفال الثلاثة في حارم الأولى من نوعها، فقد سبقها عمليات قتل للطفلة نهلة العثمان في السادس من أيار/مايو الماضي والتي أشعلت غضب الوعلى مواقع التواصل الاجتماعي في محافظة إدلب. 

حيث عمل والدها على حبسها في قفص حديدي لمدة عشرة أيام وكبل يداها وقدميها بسلاسل من حديد، في مخيم للنازحين قرب بلدة “كللي” شمال المحافظة.

وأقدم شخص على «حرق شعر ابنته وشلع أظافرها بعد التعذيب» في أحد المخيمات بمحافظة إدلب، التاسع عشر من شهر مايو المنصرم ، ما تسبب بوضعها تحت العناية المُشدّدة.

وفي الرابع والعشرين من الشهر نفسه عثر مدنيون على طفل مقتول بظروف غامضة داخل منزله في قرية سرجة بجبل الزاوية، تبين بعدها بأن الطفل أقدم على الإنتحار شنقاً دون التوصل لأسباب انتحاره حتى اليوم.

أسباب تنامي الظاهرة

محمد المصطفى العامل في مجال الصحة النفسية، قال لـ “الحل نت”: إن أسباب ازدياد حالات التعنيف الأسري في الأونة الأخيرة تعود لغياب الرادع القانون الذي يحد من عمليات الجرائم وخاصة الشرف والتي تدور داخل المنازل.

فيما أوضح أن زيادة نسبة تعاطي الحبوب المخدرة والتي دائما ما تفقد التحكم بالنفس لمتعاطيها والمشاكل المتكررة داخل العائلة الواحدة.

أسباب أضافية ذكرها العامل في مجال الصحة النفسية تعود لحالات الفقر الشديد وعدم الإتزان في تصرفات الأفراد الذين يعانون من مشاكل نفسية واضطرابات عقلية.

وكانت منظمة “اليونيسيف”، حذّرت في آذار/ مارس الماضي، أنه لا يزال وضع العديد من الأطفال والعائلات في سوريا، محفوفًا بالمخاطر، بعد مرور 10 سنوات من الحرب الدائرة في البلاد.

ولفتت المنظمة إلى أن الوضع مقلق بشكل خاص، حيث سجلت أكثر من 75 بالمئة من الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال في شمال غربي البلاد.

وصُنّفت سوريا من أكثر الدول خطورة على الأطفال خلال الأعوام الماضيّة، إلى جانب كل من أفغانستان والعراق والكونغو ونيجيريا ومالي.

وأفاد تقرير أصدرته منظمة “أنقذوا الأطفال”في وقتٍ سابق، أنّ نحو واحد من بين كل خمسة أطفال يعيش في مناطق نزاعات أو مناطق مجاورة لها داخل سوريا.

اقرأ أيضاً: من أجل 90 دولار.. شاب سوري يقتل والده وهو نائم

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.