كشف وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، عن اقتراح لخطة إسرائيلية لضربة ضد إيران. قوبلت الخطة بردود متباينة حول ما إذا كانت سوريا ضمن الخطة الإسرائيلية، وفي الوقت ذاته الخطة أثارت تساؤلات حول مستقبل الحرب والسلام في الشرق الأوسط.

عند تقييم اقتراح غانتس بضرب إيران، من المهم النظر في صراعات إسرائيل السابقة مع إيران. أدت الثورة الإيرانية عام 1979 إلى ظهور مشاعر معادية لإسرائيل. أدى ذلك إلى عدة حروب بين إسرائيل وجيرانها الإقليميين على مدى العقود التالية بما في ذلك عملية الأوبرا في عام 1981، وعملية عناقيد الغضب في حرب لبنان 1996 و 2006. دفعت هذه الأحداث الكثير من الناس إلى التكهن بأن الصراع العسكري مع إيران يمكن أن يؤدي إلى حالات مختلفة.

ما هي خطة غانتس؟

أبلغ وزير الدفاع الإسرائيلي خلال اجتماعاته هذا الأسبوع في واشنطن مع نظيره الأميركي، لويد أوستن، ووزير الخارجية، أنتوني بلينكين، بأنه أصدر تعليماته للجيش بالتحضير وتجهيز الخطة لضرب إيران، وأنه عرض جدولاً زمنياً لذلك.

وفي وقت يسعى اللوبي الإسرائيلي في واشنطن إلى إقناع الإدارة الأميركية بضرورة وقف التفاوض مع إيران بشأن برنامجها النووي. أوضح غانتس أن الرأي العام الأميركي لا يدعم فكرة المزيد من التدخل العسكري في الشرق الأوسط، لكنه قال إنه مع اقتراب إيران من امتلاك سلاح نووي، سيقبلون بالفكرة.

المعلومات الأولية من داخل الإدارة الأميركية تشير إلى أنّه في حال وصول المحادثات النووية إلى طريق مسدود، فإن سيناريو تدمير المنشآت النووية الإيرانية قد يكون من بين الخيارات التي تدرسها الولايات المتحدة بالشراكة مع إسرائيل.

اقرأ أيضا: بسبب سوريا.. سباق إيراني وإسرائيلي لتوطيد العلاقات مع دول عربية؟

هل تدرج سوريا من ضمن خطط “غانتس”؟

قال الباحث والسياسي بسام القوتلي، المختص بـ “قانون الهجرة وإدارة النزاعات”، لـ”الحل نت”، إنّه التهديد الإسرائيلي بضرب إيران بشكل عام هو آلية من آليات الضغط وإبداء الاستقلالية. كمان يعني الضغط على إيران من جهة والضغط على أميركا بإبداء استقلالية مع الولايات المتحدة. 

واستبعد القوتلي، قيام إسرائيل بضرب إيران لعدة أسباب. أولا لأن حملة من هذا النوع بحاجة لقدرة ليس فقط الوصول للأراضي الإيرانية لكن كمية طيران ضخمة للتأثير فعليا. 

وثانيا وبرأي القوتلي، فإن إسرائيل ليست جاهزة لردات الفعل الإيرانية إن كان من جهة لبنان أو غزة أو حتى سوريا. وهذا جزء من الاستراتيجية الإيرانية لمحاصرة إسرائيل من ثلاث جهات لضمان عدم وجود رد إسرائيلي على البرنامج النووي الإيراني. 

وأضاف القوتلي، أنّ المشكلة الأكبر هي عدم استعداد أميركا لتأمين غطاء لإسرائيل؛ كونها هي غير مستعدة لمواجهات في المنطقة. مواجهة لن تؤخر فعليا برنامج النووي الإيراني كثيرا. 

وحول أنّ تكون سوريا جزءا من العملية، قال الباحث والسياسي السوري، إن سوريا هي نفسها معادلة فعليا. وإسرائيل مستمرة بقصف الداخل السوري بتنسيق مع روسيا. وهذا سيستمر بنفس الوتيرة دون تغيير. 

اقرأ المزيد: إسرائيل تقصف أهدافًا في سوريا تثير توترات دولية

التداعيات السياسية لخطة “غانتس” لضرب إيران

لطالما كان الإسرائيليون والإيرانيون خصمين شرسين، وكان خطر الحرب يلوح في أفق البلدين منذ فترة طويلة. ومع ذلك، يمكن تجنب مثل هذه التهديدات المتبادلة؛ لأن خطة غانتس لضرب إيران ستكون أكثر فاعلية من الخطط السابقة.

ويرى مراقبون أنّ خطة غانتس ستمنع إيران من مهاجمة إسرائيل لأنها ستجعلها تخشى الانتقام. إذا كانت القيادة الإيرانية تعلم أن هناك احتمالا قويا بأن يتم مهاجمتها مرة أخرى، فمن غير المرجح أن تقوم بالهجوم. إذ تُظهر الخطة أيضا أن إسرائيل مستعدة لفعل ما يلزم لحماية سيادتها، مما قد يردع إيران عن هجوم مباغت.

قد يهمك: “سكاي ديو” أداة الحرب الجديدة لإسرائيل في سوريا ولبنان

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة