منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”، أعلنت أمس الأربعا 15 كانون الأول/ ديسمبر، إدراج القدود الحلبية في سوريا والخط العربي على قائمة التراث الثقافي غير المادي.

وجاء هذا الإعلان خلال اجتماع اللجنة الدولية لحماية التراث الثقافي غير المادي، الـ16 و المنعقد عبر الإنترنت من 13 إلى 18 كانون الأول الجاري.

وكتبت على صفحتها الرسمية أن “الخط العربي هو الممارسة الفنية للكتابة العربية اليدوية بطريقة سلسة للتعبير عن التناسق والنغمة والجمال”.

وأشارت إلى أن “هذه الممارسة، التي يمكن نقلها من خلال التعليم الرسمي وغير الرسمي، تستخدم الأحرف الثمانية والعشرين من الأبجدية العربية  المكتوبة بخط متصل، من اليمين إلى اليسار”.

التراث غير المادي كما عرفته اليونسيكو

وهو التقاليد والمعارف والممارسات والمهارات وما يتربط بها من آلاق وقطع وأماكن ثقافية والتي تعتبرها الجماعات والمجموعات، وأحياناً الأفراد، جزءاً من تراثهم الثقافي.

وتبدعه الأجيال المتوارثة بصورة مستمرة، بما يتفق مع بيئتها وتفاعلاتها مع الطبيعة وتاريخها، وهو ينمي لديها الإحساس بهويتها والشعور باستمراريتها، ويعزز احترام التنوع الثقافي والقدرة الإبداعية البشرية.

وتعتبر التقاليد الشفوية وفنون الأداء والممارسات الاجتماعية والطقوس والمناسبات الاحتفالية، من أبرز أنواع التراث غير المادي.

للمشاهدة أو الاستماع: كان يغسل أرجل أساتذته: المجهول في حياة صباح فخري

القدود الحلبية

وهي فنون موسيقية سورية اشتهرت بها مدينة حلب من القدم، وتعرف بأنها منظومات غنائية، تم أدائها على ألحان موجودة بالأصل، وكان للزوايا والتكايا الصوفية والتي تعرف بحلقات الذكر والأناشيد الدينية دوراً كبيراً في تطورالفن الحلبي.

وقال الباحث عبد الفتاح قلعجي في موقع يعنى بالفنون، أن “كلمة قد تعني المقاس، فالألحان الدينية كانت تخرج من الزوايا الصوفية لتبحث عن كلمات فيها الغزل وفيها القضايا الاجتماعية، فيبقى اللحن الذي كان أساساً أنشودة دينية وتصوغ وفقه كلمات تدخل في الحياة اليومية فهذه على قد تلك ومن هنا نشأ القد”.

وأضاف قلعجي، أنه الناحية الموسيقية فالقد ليس قالباً موسيقياً بحد ذاته. لكنه يأخذ شكل القالب الأساسي الذي نشأ منه، فإن كان بالأصل موشحاً بقي كذلك. وإن كان طقطوقة أو أغنية بقي كذلك أيضاً.

لذلك اشتهرت القدود باسماء المؤلفين وليس بأسماء الملحنين.

وأصبحت للقدود الحلبية صورتها الفنية المستقلة بالإيقاع والضرب والأداء والكلمة. وتجاوزت ضروب الموشح الحلبي بفروعها وتفاصيلها المائة. ولها قواعدها وأسسها وتقاليدها وبلغ هذا التطور ذروته في القرن الماضي نصا ولحنا وغناء.

مشاهير القدود الحلبية

وفي تاريخ أو أصل القدود الحديث برعت العديد من الأصوات الحلبية في غناء القدود. وأصبحت أيقونة في عالم الفن، منهم الفنان صبري مدلل الذي توفي عام 2006 بعد أن ترك تراثاً زاخماً بالابتهالات والقدود.

والفنان صباح فخري الذي رحل مؤخراً في 2021، ويسمونه بملك القدود الحلبية،واكتسب لقبه الفني من الزعيم السوري فخري البارودي الذي دعاه للبقاء في سوريا وعدم السفر منها.

درس صباح في أكاديمية الموسيقا العربية في حلب وانتقل إلى فرع الأكاديمية في دمشق. وتخرج من المعهد الموسيقي الشرقي عام 1948، ليكون قد أتمّ دراسة الموشحات والإيقاعات والعزف على العود. كان فخري في صغره مؤذنًا في جامع الروضة في حلب.

وكانت أول عروضه في القصر الرئاسي السوري في عهد الرئيس شكري القوتلي.

اشتهر الفنان الراحل صباح فخري في العالم العربي، وغنى من أغاني حلب التقليدية، والمأخوذة كلماتها من قصائد  لشعراء قدماء.

للقراءة أو الاستماع: كان يغسل أرجل أساتذته: المجهول في حياة صباح فخري

بالإضافة إلى المنشد حسن حفار وأديب الدايخ.

ومن أشهر من غنى القدود الحلبية القدماء، الشيخ عبدالغني النابلسي الدمشقي، والشيخ عمر اليافي، والشيخ يوسف القرلقلي، والشيخ امين الجندي، والشيخ أبو الهدى الصيادي المتوفي سنة 1327 هجري، ومحمد النشار المتوفي، وأم محمد التلاوية، ومحمد الدرويش، وشاكر الحمصي، والشيخ عيسى البيانوني.

وأيضا، أبو احمد اسكيف، جمال الدين ملص، وحسن حساني، وبكري رجب، رضا الأيوبي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.