شهدت 2021 عدد من الكوارث الطبيعية الناتجة عن التغير المناخي، منها الحرائق والفيضانات والزلازل والأعاصير التي وقعت في العديد من الدول حول العالم.

وفي دراسة أجرتها مؤسسة “كريستيان آيد” الخيرية ونشرت  اليوم الاثنين 27 كانون الأول/ ديسمبر، حددت من خلالها 10 حالات لطقس سيء تسببت كل منها بخسائر تزيد عن  1.5 مليار دولار.

اقرأ أيضا: دراسة: 20% من سكان الأرض سيتحولون إلى لاجئين في نهاية القرن بسبب التغير المناخي

الإنسان سبب التغير المناخي

وقال الدكتور فريدريك أوتو، أحد الباحثين في مجال المناخ “إن كل موجة حر تحدث في العالم الآن أصبحت أكثر احتمالية وأكثر حدة بسبب تغير المناخ الذي يسببه الإنسان. 

وفي أغسطس/ آب، نشرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الجزء الأول من تقرير التقييم السادس، وقال الباحثون “إن لديهم ثقة كبيرة في تكاثر الأدلة على دور البشر في ذلك”. 

وأشارت الدراسة إلى أن “نسبة الأعاصير المدارية الشديدة، ومتوسط ذروة سرعات رياح المصاحبة لتلك الأعاصير ستزداد على النطاق العالمي مع زيادة الاحتباس الحراري”.

ولفتت الدراسة أن معظم الكوارث وأحداث الطقس وقعت  في البلدان المتقدمة.

الخسائر المالية

وسجلت أكبر الآثار المالية للإعصار الذي ضرب الولايات المتحدة في آب/ أغسطس “إيدا” ، والفيضانات التي اجتاحت أوروبا في تموز/ يوليو.

وفقًا لتقرير منظمة “كريستيان آيد”، كانت تلك كارثة الطقس الأكثر تدميراً من الناحية المالية في العام المنصرم، حيث تسببت العاصفة بهطول أمطار غزيرة في العديد من المناطق، وقُتل حوالي 95 شخصًا، وقُدرت الخسائر الاقتصادية بنحو 65 مليار دولار.

وكانت الفيضانات التي حدثت في ألمانيا وفرنسا ودول أوروبية أخرى في يوليو/ حزيران، الكارثة الثانية من حيث الخسائر المالية، وقدرت الأضرار نحو 43 مليار دولار، وقتل 240 شخصا.

وذكر تقرير نشرته “بي بي سي” حول الخسائر المالية الناتجة عن الكوارث الطبيعية، أن شركة التأمين “Aon”، قالت أنه من المرجح أن يكون عام 2021 هو المرة الرابعة خلال خمس سنوات التي تكلف فيها الكوارث الطبيعية العالمية أكثر من 100 مليار دولار.

كما وثقت الدراسة التي أعدتها منظمة “كريستيان آيد” العديد من الأحداث الأخرى التي يصعب التحقق من تأثيرها المالي، لكن التأثير على الناس يكون كبيرًا، مثل الفيضانات التي وقعت في السودان والتي تسببت بتهجير أكثر من 800 ألف شخص، و 200 ألف شخص آخرين نزحوا هربا من إعصار تاوكتاي، الذي ضرب الهند وسريلانكا وجزر المالديف في أيار/ مايو.

وتسلط الدراسة الضوء على ضرورة زيادة الجهود للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، لتقليل الآثار المستقبلية المرتبطة بالطقس.

الأعاصير المدارية

وتعتبر الأعاصير المدارية من أكبر الأخطار التي تهدد الأرواح والممتلكات حتى في مراحل تكوينها الأولى. 

ولها العديد من الأخطار المختلفة مثل عرام العواصف والفيضانات والرياح المتطرفة وأعاصير الطرناد والبرق؛ وكل واحدة من هذه الأخطار كفيلة وحدها بإلحاق أضرار جسيمة بالأرواح والممتلكات.

وهو عبارة عن عاصفة سريعة الدوران تنشأ فوق المحيطات المدارية وتستمد منها طاقة تكونها

إعصار إيدا

وكان البيت الأبيض الأمريكي قد أعلن وقوع كارثة كبرى في ولاية لويزيانا بعد أن ضربها إعصار إيدا الذي اجتاح الولاية قادما من خليج المكسيك.

وقال المركز الوطني للأعاصير في مدينة ميامي، إن الإعصار وصل إلى اليابسة في ولاية لويزيانا الأمريكية، كعاصفة قوية من الدرجة الرابعة يوم الأحد 29 أغسطس/ آب 2021، وقد صاحبته رياح بلغت سرعتها القصوى نحو 240 كيلومترا في الساعة لدى وصوله الساحل قادما من خليج المكسيك.

اقرأ أيضا: باستخدام الطائرات.. دراسة بيئية تتوصل لآلية من شأنها الحد من التغير المناخي الذي يهدد العالم

التغيرات المناخية

وفي تقرير نشرته المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (World Meteorlogical Organization) في وقت سابق من 2021، تقول فيها أن السنوات الأخيرة هي الأسخن على الإطلاق، مشيرا إلى أن بيانات الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي تؤكد أنه سيكون بين الخامس والسابع في ترتيب الأكثر حرارة على الإطلاق.

ويقدّم تقرير المنظمة المؤقت عن حالة المناخ العالمي لعام 2021، لمحة عن أهم مؤشرات المناخ الرئيسية في العام الحالي.

وبحسب التقرير، فإن تركيزات غازات الاحتباس الحراري وصلت في عام 2020 إلى مستويات قياسية جديدة، وبلغ مستوى تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو 413.2 جزءا في المليون، وتضاعف مستوى غاز الميثان في الجو مرتين ونصف منذ تلك الفترة، إضافة إلى احترار المحيطات وارتفاع مستوى البحار، وظواهر متطرفة أخرى.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.