حول أزمة الكهرباء في العراق، علقت وزارة الكهرباء العراقية، الثلاثاء، على أسباب تراجع ساعات توليد الطاقة الكهربائية في العاصمة بغداد وبقية محافظات العراق في هذا الشتاء، وألقت بجزء من السبب على إيران.

وبحسب تصريح للناطق باسم وزارة الكهرباء، أحمد العبادي، لصحيفة “الصباح” الرسمية، فإن هناك سببين وراء تراجع ياعات تجهيز الكهرباء للمواطنين.

السبب الأول، هو «انحسار الغاز المجهّز من إيران إلى العراق والذي يصل منه 8.5 مليون متر مكعب قياسي يومياً، من أصل الكمية المتفق عليها البالغة 50 مليون قدم مكعب قياسي يوميا».

إذ أثّر ذلك الانحسار بشكل كبير في معدلات تجهيز الطاقة الكهربائية في العاصمة العراقية بغداد على وجه الخصوص، وفق الناطق باسم وزارة الكهرباء، أحمد العبادي.

https://twitter.com/nohajalal92/status/1475587923995250696?t=GJcFdnh5xtNCql7MDSLduQ&s=19

وأشار العبادي، إلى تأثر عدة محطات نتيجة انحسار الغاز، ومنها محطات “القدس والمنصورية والصدر الغازية وبسماية”. الأمر الذي تسبب بضياع نحو 4500 ميغاواط من الطاقة المتاحة.

لا أموال كافية!

أما السبب الثاني في تراجع ساعات تجهيز الكهرباء، فهو يتمثل «بمحدودية التخصيصات المالية التي أثرت بشكل كبير في إدامة زخم العمل في قطاعات الإنتاج والنقل والتوزيع».

كما أثرت بشكل كبير «في إجراء أعمال الصيانة الدورية لعدد كبير من الوحدات التوليدية العاملة والتي كان من المقرّر لها أن تدخل إلى العمل وترفد المنظومة بطاقات إضافية»، على حد قول العبادي.

ويأتي التراجع في ساعات تجهيز الكهرباء في فصل الشتاء على غير عادته. لأن الكهرباء غالبا ما تكون جيدة في فصول الشتاء فقط في البلاد.

للقراءة أو الاستماع: بين داعش والغاز الإيراني: من يتسبب بفشل منظومة الكهرباء في العراق؟

ويتم حاليا تجهيز الكهرباء ساعة واحدة مقابل 5 ساعات إطفاء، في ظل درجات حرارة منخفضة جدا، وبرودة غير معهودة في العراق منذ عدة سنوات.

صيف ملتهب على الأبواب؟

وينذر التراجع الحاد في ساعات تجهيز الكهرباء في هذا الشتاء، بأزمة كبيرة في الصيف المقبل، على حد قول الصحيفة الرسمية للعراق.

يذكر أن صيف 2021، شهد عشرات الهجمات على أبراج الطاقة الكهربائية في العراق بعبوات ناسفة، أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي عن العديد من مناطق البلاد بشكل كبير.

وتبنى تنظيم “داعش” بعض تلك الهجمات، فيما أطلقت الحكومة العراقية على مستهدفي أبراج الكهرباء بـ «الإرهابيين»، دون أن تسمي الجهات المنفذة للهجمات.

للقراءة أو الاستماع: حرب الكهرباء في صيفٍ لاهب: هل يؤدي استهداف أبراج الطاقة إلى إسقاط الحكومة العراقية؟

وشهدت إحدى ليالي آب/ أغسطس المنصرم، انقطاع التيار الكهربائي عن عموم محافظات العراق. ونام العراقيون حينها بلا كهرباء لأول مرة منذ ربع قرن، قبل أن يتم إصلاح التيار الكهربائي.

بداية المعاناة مع أزمة الكهرباء في العراق

ويعاني العراق من تردي المنظومة الكهربائية منذ التسعينيات، بعد اجتياح رئيس النظام السابق، صدام حسين للكويت. ما أدى لقصف البلاد، ليتضرر القطاع الكهربائي بعد أن ناله القصف آنذاك.

ولم بنجح صدّام منذ 1991 وحتى سقوطه في 2003، بإصلاح المنظومة الكهربائية. ولم تنجح الحكومات العراقية المتعاقبة بعده في إصلاحها أيضا، رغم مرور 18 سنة على التغيير.

وتشهد المحافظات العراقية منذ سنوات عديدة، احتجاجات واسعة تخرج في كل صيف ضد أزمة انقطاع الكهرباء في العراق، في ظل درجات حرارة عالية يشهدها العراق في الصيف تصل لنصف درجة الغليان، وتتعدّاها قليلا في أحايين كثيرة.

للقراءة أو الاستماع: “محمد علاوي” يكشف كواليس الفساد السياسي وأزمة الكهرباء بالعراق.. التفاصيل الكاملة

ومنذ عراق ما بعد 2003، أنفقت الحكومات العراقية المتعاقبة ما مقداره 62 مليار دولار. تعادل ميزانيات الأردن لـ 4 سنوات، وتكفي لبناء أحدث الشبكات الكهربائية. والنتيجة كهرباء رديئة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة