مع تسارع الانهيار في لبنان على عدة مستويات سواء السياسي أو الاقتصادي، تحاول الحكومة السورية البحث عن بديل آخر ليكون متنفسا لها في الأزمة الاقتصادية التي تعيشها، لا سيما مع التطورات الحديثة في العلاقات السورية الأردنية والتقارب الاقتصادي بين البلدين.

إذ دشنت العديد من المشاريع الكبيرة بين عمان ودمشق، منها عودة افتتاح معبر نصيب، وتقديم تسهيلات للسوريين في مواضيع السفر في مطار الملكة علياء.

اقرأ أيضا: تقارب متزايد بين سوريا والأردن.. من المستفيد الأكبر؟

الأردن بوابة السوريين

المحلل السياسي، عاصم الزعبي، قال لـ “الحل نت”، “إن الانفتاح على النظام السوري كان أمرا واقعا خاصة بعد سيطرته على جنوب سورية، لذلك كان لا بد من تطور العلاقات بالشكل الذي نراه حاليا”. 

وأشار الزعبي، إلى أن ما تم الاتفاق عليه مؤخرا حول مد خط الغاز من مصر إلى لبنان سيزيد هذا الانفتاح بشكل أكبر.

إضافة إلى أن الأردن يتمتع بقدر كبير جدا من الاستقرار والأمان ومستوى عالي من الخدمات في مجال السفر، والنقل لذلك صدر القرار الأردني بالسماح للسوريين بالعبور مرورا بالأردن للسفر عبر مطار الملكة علياء، وفق قول الزعبي

ورأى الزعبي، أنه من الممكن أن يكون الأردن البوابة الأكبر للسوريين عبورا او حتى زيادة في الاستثمارات خلال المرحلة المقبلة، و حتى إنه سيكون له دور بارز في عملية إعادة الإعمار متى بدأت، لأن الشركات تسعى دائما للعمل من خلال الدول المستقرة أمنيا بالدرجة الاول.

تقارب مصالح

مسؤول أردني كشف مؤخرا، أن نسبة البضائع التي وصلت إلى سوريا عن طريق ميناء العقبة خلال العام الماضي تجاوزت 900 بالمئة مقارنة مع أعوام سابقة.

إذ قال نقيب أصحاب شركات التخليص ونقل البضائع الأردني ضيف الله أبوعاقولة، في 5 كانون الثاني/ يناير، خلال مشاركته في مؤتمر صحفي على هامش مشاركته بفعاليات المعرض الأردني للتجارة والخدمات المقام حاليا في دمشق، إن “الحكومة الأردنية قدمت تسهيلات كبيرة بخصوص عمليات انسياب البضائع للسوق السورية، وفق وكالة “البترا” الأردنية.

ولفت، نقيب أصحاب شركات التخليص ونقل البضائع، أن الحكومة الأردنية قدمت تسهيلات كبيرة بخصوص عمليات انسياب البضائع للسوق السورية ومنحت امتيازات وحوافز لنقل وإيصال البضائع السورية التي تمر عبر أراضي المملكة سواء عن طريق المراكز البرية أو ميناء العقبة بأسرع وقت وأقل التكاليف.

الاقتصاد الأردني تأثر بالحرب السورية

الباحث الاقتصادي، يحيى السيد عمر، قال لـ “الحل نت” في وقت سابق، إن “التقارب بين الأردن وحكومة النظام ليس وليد الساعة، فهو يعود لأكثر من عام وإن بدء بشكل سري ولاحقاً انتقل للعلن”.

واعتبر السيد عمر، أن التقارب الأردني مع حكومة النظام لا يمكن تفسيره من منطلق ضيق، فهذه القضية لا يمكن فصلها عن القضايا الإقليمية في المنطقة، وهنا لا بد بالتذكير بأن التسوية السياسية في درعا قبل عدة أشهر لا يمكن فصلها عن هذه القضية.

وأضاف الباحث الاقتصادي، أن “تلويح النظام وروسيا بعملية عسكرية آنذاك كان في ظل صمت دولي. مما يدل على موافقة ضمنية على انفتاح الأردن على النظام. لا سيما أن درعا هي صلة الوصل بين البلدين”.

وعانى الأردن بشكل حاد من تبعات الحرب السورية خاصة، لاسيما أنه فقير بالموارد ويعتمد على السياحة وعلى تجارة الترانزيت. وأغلب هذه التجارة كانت تأتي عن طريق سوريا إلى دول الخليج. لذلك يحاول الأردن من خلال زيارات عدة سابقا للعواصم الكبرى الحصول على موافقة لتقاربه الاقتصادي مع حكومة دمشق. وفق ما قاله السيد عمر.

وأوضح الباحث الاقتصادي، أن الاقتصاد الأردني المنهك عموما يحتاج للاقتصاد السوري لذلك يسعى لدعمه. فالمستفيد من هذا التقارب الأردن وسوريا. لافتا، إلى أن هذا الأمر ما كان ليتم لولا موافقة ضمنية لكبار اللاعبين في الملف السوري.

اقرأ أيضا: السماح بنقل الركاب وإلغاء مبادلة البضائع بين الأردن وسوريا

أزمة حادة في لبنان

 تشهد لبنان تدهورا حادا في جميع المجالات والقطاعات، إذ حذرت وسائل إعلام لبنانية، من انهيار قطاع الاتصالات، وبوادر انقطاع شامل للكهرباء وتوقف التدريس، إضافة لمخاوف تطال استهداف المولدات المصدر الوحيد للكهرباء.

 لا سيما في ظل تهديدات بإضراب عام في كل القطاعات، وازدحام على الكازيات، توقف مصالح اصحاب السيارات العامة التكسي، وارتفاع أسعار خاصة الخدمات الأساسية.

أكثر من 80 بالمئة من سكان لبنان يعيشون الآن تحت خط الفقر، بسبب الأزمات المتراكمة التي عاشها خلال الفترة الماضية، ولا سيما انهيار الليرة اللبنانية منذ نهاية 2019.

ويرى متابعون للوضع في لبنان، أن المتوقع أن تهوي الليرة اللبنانية أكثر من السابق، وحدوث أزمة سياسية غير مسبوقة، لاسيما أن الأحزاب تتوعد بعضها، في سياق لا يشبه المنافسة بل العداء، وفق ما نقلته وسائل إعلام لبنانية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.