تشتهر محافظة السليمانية في إقليم كردستان شمالي العراق، بكثرة تماثيلها، ومن بينها تمثال الحُب، الذي يقع في وسط المدينة.

ما أدى إلى شهرة تمثال الحُب، هو ما رافقه من أحداث، فتغير شكله 3 مرات على امتداد 5 أعوام، منذ 2013 وحتى 2018.

قصة تمثال الحُب، ليست ككل القصص، فهي تعبر عن الثورة ضد التطرف وعن انتصار القُبلة على التشدّد.

للقراءة أو الاستماع: في ساحة التحرير.. الحُب أقوى من العُنف

كان التمثال يقع في حديقة “آزادي” في السليمانية، وفجأة قام مجهولون بحرقه في 18 تشرين الأول/ أكتوبر 2013.

شكل التمثال حينها، شاب وفتاة وهما يتعانقان، واعتبر سلفيو إقليم كردستان و”الجماعة الإسلامية” أن ذلك ينافي الدين.

“ثورة قبلات”

اتهمت “الجماعة الإسلامية” وهو حزب سياسي كردي بالوقوف وراء حرق التمثال، ولم ينته الأمر عند ذلك الحد.

تحول مكان التمثال إلى “ثورة قبلات” من قبل عشرات الشباب والشابات من أبناء وبنات السليمانية، وعبّروا عن رفضهم للتطرف.

وبدأث “ثورة القبلات”، عندما أقدم شاب يدعى كاميران على سحب يد حبيبته وصعد معها فوق قاعدة التمثال المحروق وقبّلها أمام الملأ.

https://twitter.com/mnzmi/status/392208874909872128?t=ahPQSR0nLPaKyLrdRnJqfQ&s=19

شجع ذلك المشهد، الشباب والشابات من الحاضرين في الحديقة أثناء الاحتجاج على حرق التمثال لتقبيل بعضهم، فأصبحث “ثورة قبلات”.

بعد 4 أعوام من تلك الحادثة، عاد تمثال الحب إلى السليمانية بشكل جديد ومن قبل نحات جديد، وكان شكل التمثال شاب وفتاة وهم يقبّلان بعضهما.

قصّة السكّين

رمز التمثال حينها، إلى “ثورة القبلات” التي قام بها شباب وشابات السليمانية في 2013، أثناء الاحتجاج على حرق التمثال القديم.

لم يدم التمثال الجديد سوى عدة أيام، حتى أقدم مجهولون أيضا على تفجيره واقتلاعه من مكانه وتخريبه، وهو ما أثار جدلا واسعا بين الشباب الكردي حينها.

للمشاهدة أو الاستماع: إذا بدك تشتري هدية عيد الحب بسوريا

ومثلما عبر متشدّدو الأحزاب الإسلامية عن رفضهم لثورة القبلات التي حدثت في 2013، رفضوا أن يتم نصب التمثال الجديد ثانية، لأنه “يخدش الحياء”، بحسبهم.

لم يستسلم النحات، وأعيد تأهيل تمثال الحُب بعد عام، ونصب وسط السليمانية في 2018، بذات الشكل الثاني، لكنهما يقفان أعلى “السكّين” هذه المرة.

https://twitter.com/Nahlanajjar1/status/1193258786754048001?t=ekkfhxDvuNSLU_I_40o5cg&s=19

وتمثل السكين، من اقتلعوا النصب قبل عام. فأعيد بتلك الشاكلة ردا على المتطرفين بما مفاده: “سكينكم شاهدة على عنفكم، لكن الحب يهزم تشدّدكم”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.