قال المتحدث باسم “قوات سوريا الديمقراطية”، آرام حنا، إن سهولة تحرك خلايا تنظيم “داعش” في المناطق التي تسيطر عليها تركيا شمال سوريا، كما وضعف جهود ملاحقة عناصر التنظيم غرب الفرات، من العوامل التي ساعدت على تنفيذ الهجوم على سجن “الصناعة” بمدينة الحسكة، وفق تعبيره.

ويشهد محيط سجن الصناعة بمدينة الحسكة، لليوم الثالث على التوالي مواجهات بين مهاجمين من تنظيم “داعش” تحصنوا في حي الزهور المجاور وبين قوات “سوريا الديمقراطية” وقوى الأمن الداخلي “الآساييش” من جهة أخرى، ما أسفر عن مقتل العشرات بينهم مدنيون.

وأضاف المتحدث باسم “قسد” في تصريح كتابي لـ “الحل نت”، أن أسباب الهجوم الأخير على سجن الصناعة يعود إلى مجموعة من العوامل منها “تحرك خلايا داعش ضمن المناطق التي (تسيطر عليها) تركيا في شمال سوريا، والتي باتت مساحة واسعة للنشاط الإرهابي”.

واعتبر حنا أن “ضعف ملاحقة تحركات الإرهابيين في المناطق الغربية لنهر الفرات، الخاضعة لسيطرة حكومة دمشق، في ظل عدم اتخاذ خطوات جادة للتعامل معهم سهلت أيضا الهجوم على الحسكة”. 

 ولفت حنا إلى أن احتضان السجن لـ”نخبة من الإرهابيين الذين ألقي القبض عليهم خلال الحملات العسكرية، وعمليات وحدات مكافحة الإرهاب النوعية، ما يجعله هدفا رئيسيا للإرهاب، فضلا عن تلقيهم الدعم بقصد تنفيذ هجمات لخلق حالة من الفوضى و إحياء التنظيم مجددا من قبل أطراف معروفة الأهداف”، دون تسميتها.

“سيناريو مكرر”

وأشار حنا إلى وجود تطابق في سيناريو الهجوم الأخير للتنظيم على سجن “الصناعة”، وسيناريو العملية التي أجهضتها “قسد” قبل شهرين على ذات السجن، “هذا التطابق يعكس تلقي خلايا الإرهاب توجيهات من أجندات داعميهم للهجوم على السجن بقصد خلق الفوضى وإحياء داعش مجددا”.

وأعلنت “قسد” مطلع تشرين الثاني/نوفمبر الفائت، إلقاء القبض على 14 عنصرا من التنظيم والأمير المشرف على تنفيذ عملية للهجوم على سجن الصناعة، كانت مخططها يقتضي بتفجير سيارات ودراجات مفخخة أمام مداخل السجن، ومن ثم الهجوم عليه بواسطة انتحاريين لإطلاق السجناء، و تسليحهم بواسطة سيارة أسلحة وذخائر معدة لذلك.

أخر التطورات

 وأوضح المتحدث باسم “قسد”، أن قواتهم تسيطر على السجن بينما “تدور الاشتباكات حاليا في محيط حي الزهور الذي يتحصن فيه عناصر الخلايا الإرهابية من المهاجمين من خلال اتخاذهم المدنيين كدروع بشرية، مما يعيق تقدم وحدات مكافحة الإرهاب و قوى الأمن الداخلي”.

وأشار حنا إلى أن قواتهم “أوقعت خسائر كبيرة بصفوف الإرهابيين، وقعت جثث 29 منهم بحوزتهم، وأن “قسد” تمكنت من إفشال محاولة هروب جماعية من داخل السجن وألقي القبض على 89 إرهابيا ممن حاولوا الفرار لخارج أسوار السجن”.

وأضاف أن الهجوم أسفر في حصيلة أولية عن مقتل 11 شخصا على يد التنظيم بينهم 5 عناصر من “قسد” وعنصر من “الآساييش” ورجل أطفاء إضافة إلى أربعة مدنيين.

إلى ذلك فرضت قوى الأمن الداخلي، منذ الجمعة، حظرا كليا للتجول في مدينة الحسكة مع إغلاق مداخل ومخارج المدينة على خلفية التطورات الأمنية فيها.

وقال بيان لـ”الآساييش” إن الإغلاق سيستمر “حتى إشعار آخر، نتيجة الأحداث الأخيرة في مدينة الحسكة”.

وتأجلت عدد من رحلات السفر بواسطة شركات النقل بين القامشلي ودمشقK بعد إغلاق الطريق وفرض حظر كلي على مدينة الحسكة.

تفاصيل الهجوم

وفرضت “قسد”، مساء الخميس الفائت، طوقا أمنيا في محيط السجن، تزامنت مع ثلاث انفجارات في الجوار.

ودارت اشتباكات متقطعة في محيط السجن، وعلى أطراف حي الزهور جنوب الحسكة، بعد أن فر إليه عناصر من “داعش”.

وكان طيران “التحالف الدولي” قد شارك في قصف نقاط تمركز لعناصر التنظيم في مبنى كلية الاقتصاد ومعهد المراقبين الفنين التابعين لجامعة الفرات الحكومية.

وتسببت الاشتباكات المتواصلة بين “قسد” والخلايا النائمة لـ”داعش” بحركة نزوح كبيرة لسكان أحياء غويران والنشوة وحوش البعر والفيلات الحمر، إلى الأحياء الوسطى والشمالية من الحسكة.

و أعلنت “قسد” عن إلقاء القبض على نحو 110 من معتقلي تنظيم “داعش”، كانوا قد تمكنوا من الفرار من سجن “الصناعة” في حي غويران.

 ويضم سجن “الصناعة” نحو 5 آلاف عنصر من معتقلي تنظيم “داعش”، اعتقل غالبيتهم خلال حصار مخيم بلدة الباغوز بريف دير الزور في آذار/مارس 2019.

وذكر المركز الإعلامي لـ”قسد”، على موقعه الرسمي، إن “قوى الأمن الداخلي تمكنت بمساندة من “قسد” من السيطرة على استعصاء جديد نفذه ارهابيو “داعش” داخل سجن غويران في الحسكة”.

 وتحتجز “قسد” نحو 12 ألف معتقل بينهم نحو 4 آلاف أجنبي في سجون تفتقد للأمان، وفق ما تقوله قيادات “الإدارة الذاتية” التي تطالب المجتمع الدولي بمساعدتها على بناء سجون ذات مواصفات عالية الأمان، وإجراء محاكمة ذات طابع دولي للمحتجزين لديها.

اقرأ أيضا: سوريا.. مشروع توسعي لـ”الحرس الثوري” الإيراني في السيدة زينب

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.