تسعى روسيا مؤخرا لاستغلال الأزمة الأوكرانية وصدامها مع الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية، من أجل تمرير مصالحها الاقتصادية والضغط على أوروبا لكسب بعض الدول ومحاولة إنجاح مخططاتها في أوكرانيا.

وتحاول موسكو الضغط على بعض الدول الأوروبي مستفيدة من الغاز التي تصدره إلى أوروبا من جهة، والخلافات الأوروبية الأميركية بسبب الانفتاح على روسيا من جهة أخرى، إلا أن الولايات المتحدة بدأت مؤخرا خطوات وصلت إلى لدعم العسكري لوقف الاعتداءات الروسية في أوكرانيا.

بدء الدعم العسكري لأوكرانيا

ووسط الأنباء التي تتحدث عن غزو روسي محتمل لأوكرانيا، أكدت السفارة الأميركية في أوكرانيا في بيان السبت أن كييف تلقّت أول دفعة من مساعدات أميركية للدعم الأمني بقيمة 200 مليون دولار.

قد يهمك: روسيا تتخلى عن إيران في المفاوضات النووية.. ماذا عن النفوذ الإيراني بسوريا؟

كما وعدت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي من الحزبين الديمقراطي والجمهوري بتقديم أسلحة إلى أوكرانيا قد تشمل صواريخ وأسلحة صغيرة وقوارب لمساعدتها في الدفاع عن نفسها في وجه أي غزو محتمل مع حشد روسيا قوات قرب الحدود الأوكرانية.

خطوات أميركية لردع روسيا

واشنطن اتخذت خطوات إضافية في إطار الاستعداد لتحركات محتملة لروسيا، فبدأ عملية إجلاء عائلات الموظفين في السفارة الأمريكية لدى أوكرانيا.

ونقلت قناة “فوكس نيوز” الأميركية، عن مسؤولين أمريكيين قولهم، إن وزارة الخارجية “أمرت عوائل موظفي السفارة في أوكرانيا ببدء الانسحاب من البلاد الإثنين المقبل”.

ويؤكد الكاتب والصحفي فراس علاوي أن روسيا تسعى لأن تكون قطب في العالم من البوابة الأوكرانية مستغلة بذلك أزمات عدة، وذلك في محاولة من أجل الضغط على المجتمع الدولي لقبول روسيا كقطب ثاني موازي للولايات المتحدة الأميركية.

أحلام روسية

ويقول علاوي في حديثه لـ”الحل نت”: “روسيا وفق الاستراتيجية أو الأحلام البوتينية الجديدة التي تريد إعادة روسيا بقوة إلى الساحة الدولية وبالتالي استخدام أي مكان من العام، من الممكن أن يحقق مصالح روسيا وإظهارها بالقوة التي يرغب بوتين بها ستستخدمها، لاحظنا دخوله في سوريا هو عبارة عن العودة إلى الساحة الدولية من الساحة السورية”.

قد يهمك: النووي الإيراني إلى الواجهة.. هل تشن واشنطن ضربات ضد طهران في سوريا؟

ويرى علاوي أن روسيا تضغط على أوروبا في الملفات الاقتصادية “لمنع  وصول أوروبا والناتومن الوصول إلى حديقتها الخلفية، مجرد قبول أوكرانيا بحلف الناتو يعني قبول دول أخرى، وبالتالي الدخول إلى الحزام الاستراتيجي الروسي”.

ويستبعد علاوي أن يحديث صدام عسكري مباشر بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا، وحول ذلك يضيف: “اذا حصل عمل عسكري أعتقد أنه لن يكون هناك اصطدام مع الولايات المتحدة أو أوروبا، سيكون هناك دعم لأوكرانيا، هذا الدعم سيكون سياسي واقتصادي من خلال عقوبات على روسيا، لكن لن يكون هناك صدام مباشر بين موسكو وواشنطن رغم الحديث الأوروبي والأميركي عن دعم أوكرانيا”.

وتستغل روسيا ملف تزويدها أوروبا بالنفط، للضغط على الدول الأوروبية من أجل السكوت عن مخططاتها في أوكرانيا، لا سيما وأنها أكبر شريك تجاري وأكبر مورد للطاقة للاتحاد الأوروبي ومن جهة أخرى، فإن الاتحاد الأوروبي هو أكبر مستهلك للطاقة الروسية.

بيد أن محللين ذهبوا للتأكيد على أن دور الولايات المتحدة سيكون بالدرجة خلال الفترة المقبلة بإبعاد خطر الضغط الروسي عن أوروبا، وذلك لإعادة التوازن، وجعل روسيا تفكر مليا قبل اتخاذ أي خطوة قد تشعل الحرب.

ذلك ما أكده علاوي عندما ختم حديثه قائلا: ” لا أعتقد أن الروس سيغامرون كثيرا بالذهاب في عمل عسكري باتجاه أوكرانيا ربما يكون تدخل محدود للحصول على بعض المكاسب من الأوربيين والأميركان”.

ووسط الحديث عن احتمال شن روسيا هجمة عسكرية على أوكرانيا، كشف تقرير لصحيفة “إكسبريس” الفرنسي أن القوة العسكرية لأوكرانيا تطورت بشكل كبير بعد أن خصصت السلطة اعتمادات كبرى لذلك.

فأوكرانيا التي خصصت في 2020 ما يساوي 4 % من ناتجها المحلي الإجمالي لإنفاقها العسكري، تحاول  تحديث معداتها العسكرية بسرعة فائقة، معتمدة أيضا على دعمها الغربي الذي تتلقاه، منذ 2014، 

ويقول التقرير إنه “ورغم أن كييف بعيدة في تصنيف القوة العسكرية عن موسكو في الواقع، لكن قدراتها العسكرية تحسنت بشكل كبير في أقل من 10 سنوات، ففي 2014 وقت الغزو الروسي لشبه جزيرة القرم، قال وزير الدفاع الأوكراني إن البلاد لديها 6 آلاف جندي جاهز للقتال، واليوم لدى الجيش الأوكراني حوالي 145 ألفا إلى 150 ألف جندي، وقد حسَّن بشكل كبير قدراته، وأفراده، وتحضيراته”.

اقرأ أيضا: نفوذ إيراني يصل إلى ميانمار.. ما الذي يخطط له “الحرس الثوري”؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة