تحاول إيران مؤخرا استمالة روسيا للحصول على مكتسبات فيما يخص مفاوضات فيينا النووية، في وقت تتصاعد فيه تطورات الملف النووي الإيراني، إلا أن ملف أوكرانيا قد يدفع روسيا للتخلي عن طهران لإبعاد نظر الولايات المتحدة والدول الغربية عن تحركاتها العسكرية في أوكرانيا، بحسب تقديرات إيرانية.

روسيا تنقلب على إيران؟

وفي تلميح عن تهرب موسكو من دعم إيران في الملف النووي رغم شراكتهما في ملفات عدة، أبرزها ربما الملف السوري، أعرب وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، عن أمله في التوصل إلى اتفاق في فيينا، وفي أن “يكون الشركاء الإيرانيون أكثر واقعية في التعامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.

وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي، الجمعة، إن “هناك تقدما في المفاوضات الجارية في فيينا حول برنامج إيران النووي، على إيران أن تكون بناءة في المفاوضات، وعلى الغرب ألا يحاول خلق توتر نفسي”.

كما اعتبر أن “لدى إيران مشاكل أخرى يمكن أن تقلق دول المنطقة”، داعيا لـ”بحث القلق العربي من إيران”، مع دول الخليج.

الجميع يبحث عن مكاسب في فيينا

ويرى المختص بالشأن الإيراني، وجدان عبد الرحمن، أن روسيا تسعى للحصول على مكاسب، مستغلة قلق الولايات المتحدة الأميركية إلى جانب الدول الأوروبية من إيران نووية.

قد يهمك: النووي الإيراني إلى الواجهة.. هل تشن واشنطن ضربات ضد طهران في سوريا؟

ويقول عبد الرحمن في حديثه لـ“الحل نت“: “الدول جميعها تبحث عن مصالحها في المفاوضات الجارية في فيينا، الروس يبحثون عن مصالحهم المتعلقة بأوكرانيا والخط الغاز الروسي إلى الغرب”.

ويستبعد المختص بالشأن الإيراني، أن تستغني روسيا عن إيران بشكل كامل، وحول ذلك يضيف: “لا أعتقد أن الروس يتخلون عن إيران بمعنى تسليم إيران بشكل كامل للغرب، لأن إيران جارة للروس، روسيا لا تريد أن يكون هنالك وجود غربي على حدودها في الجانب الأوكراني، وبالتالي لا تريد أن يكون هنالك وجود غربي على الحدود الإيرانية”. 

وحول الصراع الإيراني الروسي فيما يتعلق بالملف السوري يوضح عبد الرحمن بأن: “هنالك توافق واختلاف بين الجانبين في سوريا، هنالك مصالح مشتركة لدعم النظام السوري، لكنهم يختلفون في موضوع إسرائيل، روسيا ملتزمة بحفظ وأمن إسرائيل”.

وترى صحف إيرانية أن موسكو ستضحي بالاتفاق النووي للحصول على امتيازات لها، فيما يتعلق بتحركاتها العسكرية على حدودها مع أوكرانيا.

ذلك ما دفع صحيفة “جمهوري إسلامي” لانتقاد الاتجاه السائد لدى النظام الإيراني في الآونة الأخيرة في الميل الزائد نحو روسيا والصين، مشيرة إلى الروس والصينيين ليسوا أصدقاء استراتيجيين لإيران.

وتقول واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون بأن روسيا تعمل على تهديد أوكرانيا، التي كانت ضمن أراضي الاتحاد السوفيتي السابق، بغزو جديد.

في حين تنفي روسيا، التي حشدت قواتها مؤخرا على الحدود مع أوكرانيا، التخطيط لغزو البلاد، وتقول إن قواتها موجودة هناك من أجل التدريبات، وأنه يحق لها تحريك قواتها بحرية على أراضيها.

بينما تواجه إيران العديد من المخاطر التي تهدد وجودها على الساحة الإقليمية والدولي، لا سيما مع الضغوط التي تتعلق بملفها النووي، فضلا عن تهديد وجودها في سوريا نتيجة التقارب الروسي الإسرائيلي ومحاولات إعادة دمشق بشكل محدود إلى الساحة العربية، يضاف إلى ذلك الأزمات الاقتصادية التي تعصف بالبلاد نتيجة السياسات الحكومية الداخلية.

اقرأ أيضا: ما قصة الدَين القديم لعائلة القذافي على بشار الأسد؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.