لم يسلم القطاع الطبي في سوريا من وطأة الحرب وتداعياتها، وهشاشة الحكومة، فقد شهد القطاع الطبي مؤخرا تدهورا و ظروفا سيئة، من هجرة للكوادر الطبية إلى نقص وارتفاع حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية.

مشافي حكومية خالية من دواء “زراعة الكلية”

يعاني مرضى زراعة الكلية من فقدان الدواء المخصص لهم، وينجُم عن عدم تناوله رفض الجسم للكلية المزروعة مما يؤدي إلى مضاعفات خطيرة ، علما بأن الدواء الأساسي لهذه الحالة هو “مايفورتيك” ويستخدم كعلاج وقائي لمنع رفض الكلية المزروعة في الجسم، إلا أنه غير موجود في كافة المشافي السورية بينما متوفر في الصيدليات وبسعر وصل إلى حوالي المليون ليرة سورية، بحسب موقع “هاشتاغ” المحلي.

وعلق مدير عام مشفى “المواساة”، الدكتور عصام الأمين، الأمس، للموقع المحلي، “أن الدواء البديل متوفر في المستشفى، ويعطى مجانا للمرضى بينما الدواء الأساسي مفقود، وليس فقط عن مشفى المواساة وإنما في كل مشافي البلد.


وأردف في قوله، أنه لا يمكن أن يتوفر إلا استيرادا عن طريق شركة “فارمكس” التابعة لوزارة الاقتصاد وهي الشركة الحكومية الوحيدة المعنية باستيراد الأدوية. مشيرا إلى أن الدواء المقطوع متوفر في الصيدليات فقط!.

وهذه ليست المرة الأولى التي يشتكي فيها مرضى “الكلى”، حيث قبل نحو شهرين، عانى الكثير من المرضى من نقص الأدوية بسبب الأعطال العديدة في الأجهزة في المستشفى الحكومي، مما اضطرهم للذهاب إلى المستشفيات الخاصة، وهي باهظة الثمن مقارنة بالوضع المعيشي الصعب.

أدى احتكار الأدوية ونقصها في الصيدليات ومخازن الأدوية في مناطق حكومة دمشق إلى ظهور سوق سوداء للأدوية تباع فيها الأدوية بأسعار مرتفعة تفوق قدرة المرضى.

وأفادت مصادر محلية خاصة من دمشق، أن هناك تباينا في أسعار عموم الأدوية بين الصيدليات، وذلك لأسباب احتكار الدواء من قبل شركات ومستودعات الأدوية الخاصة، فضلا عن عدم التقيد بأسعار النشرة الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة السورية، في ظل غياب لجان المراقبة والتموين الحكومية.

وتابعت المصادر ذاتها، أن شركات الأدوية في الكثير من الأحيان تتقصد بفقد الأدوية في سبيل رفع سعرها وبيعها لبعض المستودعات فقط، وبذلك يضطر الناس إلى شراء الأدوية حتى ولو بلغت أرقاما كبيرة.

في حين، لم تقدم وزارة الصحة السورية جميع أنواع الأدوية، خاصة الغالية منها، فقط تلك التي أسعارها رخيصة ومتوفرة بكثرة. أما الأدوية الأخرى فهي متوفرة فقط في الصيدليات والمستودعات الخاصة.

قد يهمك: زيادة جديدة مرتقبة لأسعار الأدوية في سوريا

مناشدات دون جدوى!

وأفاد رئيس شعبة الكلية في مشفى “المواساة”، الدكتور قاسم باشا، لموقع “هاشتاغ” المحلي، حول الوضع المزري الذي يواجه مرضى زراعة الكلية، “أنهم كثيرا ما ناشدوا رئاسة مجلس الوزراء لأهمية دواء “مايفورتيك” لمرضى زرع الكلية مقارنة مع الدواء البديل الموجود في المشفى، ولكن دون جدوى، فالدواء المفقود مشترك بين جميع المرضى أما الموجود في المشفى فهو يعتبر ثانوي إلى حد ما حسب طبيعة جسم المريض”.

بينما رئيس شعبة الكلية في مشفى “الأسد الجامعي”، الدكتور قصي حسن، فقد أشار إلى أن الدواء المتوفر حاليا، هو الدواء الهندي ولكن بعض المرضى لا يحبذون تناوله ويضطرون لشرائه بالرغم من سعره المرتفع، موضحا أن الدواء الهندي غير منعدم الفاعلية، ولكن نسبة رفض الكلية له تتراوح ما بين 20- 25بالمئة، بينما نسبة رفض الجسم للدواء الأساسي المفقود في المشافي تتراوح ما بين 5-10بالمئة فقط.

وفي وقت سابق، كشف المدير التنفيذي لشركة “أوبري للصناعات الدوائية”، زياد أوبري، لوسائل إعلام محلية، “إن بيانات البنك المركزي بشأن دعم وتمويل مشتريات شركات المواد الخام غير دقيقة، مؤكدا عدم وجود أموال تغطي احتياجات المعامل، فإن الحقيقة أنه لا يوجد تمويل من المركزي، ولا حتى 5 بالمئة، مستبعدا إمكانية حدوث إطار زمني واضح لحل أزمة الدواء والتسعير.

وأكد أن المعامل الدوائية، يجب أن ترفع أسعار الأدوية بنسبة 40 بالمئة مرة أخرى. فطبقا لحديث أوبري، وبناء على بحث وبيانات من “المجلس العلمي للصناعات الدوائية”، كان معدل الارتفاع المناسب 70 بالمئة، بحسب قوله.

وبذلك يصبح المرضى لقمة سائغة لجشع المتحكمين في توفير الأدوية والتلاعب بأسعارها، في ظل عجز الحكومة عن توفير المستلزمات الصحية للمواطنين، وهذه بحد ذاتها معضلة كبيرة، حيث تدعي الحكومة أنها تبذل جهود كبيرة لتأمين حياة كريمة للناس، إلا أنها في الواقع غارقة في الفساد والأزمات، التي هي من تختلق هذه الأزمات ربما، وكل ذلك على حساب جيوب وحياة السوريين وليس غيرهم.

قد يهمك: مرضى السرطان يموتون.. مناشدات لتأمين أدوية السرطان بسوريا 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.