مشكلة شبكات المياه والصرف الصحي آخذة في التوسع في جميع أنحاء سوريا، خاصة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية، وما يرافقها من تداعيات على السكان، سواء من خلال سوء الطرق ودرجة نظافتها، أو حدوث العديد من الأعطال في الشبكات، سواء عبر تسرب المياه الملوثة إلى الشوارع أو إلى مياه الشرب، وذلك في ظل فشل مؤسسات الدولة في الاستجابة لأعطال وشكاوى المواطنين.

الإمكانيات عاجزة عن الحل!

رئيس المجلس المحلي في مدينة جرمانا بريف محافظة دمشق، فايز عزام، أفاد لصحيفة “الوطن” المحلية، “صعوبة الوضع الحالي لواقع الصرف الصحي في المدينة، رادّا أسباب التردي إلى مشكلة المياه في المدينة حيث أدى عدم وجودها وانسيابها إلى تشكل ترسبات في تمديدات الصرف الصحي، ما سبب تشكل انسدادات أدت بالنتيجة لطوفان مياه الصرف الصحي من الريغارات إلى الشوارع والحارات.

وأضاف عزام، بأن المشكلة تكاد تعاني منها أغلب مناطق المدينة، وأشار إلى أن “أكثر المناطق تضررا وتكرارا لظهور المشكلة في الفترة الأخيرة هي مناطق القريات وكرم الصمادي في الحارات السادسة والسابعة والثامنة والتاسعة في جرمانا، حيث يوجد انسداد كامل في هذه الحارات”.

وبحسب الصحيفة المحلية، أصبح السير في بعض شوارع جرمانا صعبا، بل يبدو مستحيلا في بعض الحارات، حيث تتدفق مياه الصرف الصحي في عدد من هذه الشوارع والممرات، منذ أكثر من أسبوع، لتشكل مستنقعات وبحيرات تحمل معها كميات كبيرة القاذورات.حيث تؤدي هذه المشاكل إضافة إلى انقطاع المياه لأيام معدودة، وتهالك شبكات الصرف الصحي دون استجابة من قبل عمال البلدية، إلى أخطار صحية جسيمة بالسكان.

قد يهمك: انقطاع الكهرباء لمدة 12 يوما في أحد أحياء مدينة دمشق

مشكلة مياه الصرف الصحي تسبب بأمراض!

وأكد رئيس البلدية للصحيفة المحلية، “إنه يقف عاجزا أمام مناشدات الأهالي”، مشيرا إلى أنه “طلب من الخدمات الفنية في كفرسوسة المساعدة، وأنهم من المفترض أن يرسلوا الخميس الفائت صاروخا للمساعدة في فك الاختناقات في الصرف الصحي في جرمانا”، وأوضح عزام، “أنه تم التواصل معهم لأكثر من عشر مرات خلال الفترة إلا أنهم لم يستجيبوا”.

في حين، أن العديد من المتعهدين غير ملتزمين بالتنفيذ وفق المواصفات الفنية والعقدية لدراسات مشاريع الأبنية السكنية، ورغم الخلل الواضح والكبير في التنفيذ، فلا أحد يتحمل مسؤولية حياة المواطنين، نتيجة انتشار الفساد والمحسوبية في مؤسسات الحكومة.

هناك ستة ملايين طفل في سوريا بحاجة إلى مساعدات إنسانية، بما في ذلك توفير المياه النظيفة للحفاظ على صحتهم وحمايتهم من الأمراض، خاصة أن مناعة الأطفال ضعيفة مقارنة بالبالغين، حيث يتعرض الأطفال لخطر متزايد للإصابة بالأمراض بسبب إلى الأضرار الجسيمة التي لحقت بمرافق المياه وشبكات الصرف الصحي نتيجة الصراع المستمر في البلاد، بحسب تقييم أجرته “اليونيسف”.

حيث تراجعت القدرة على معالجة مياه الصرف الصحي على المستوى القومي من 70 بالمئة قبل الأزمة إلى 35 بالمئة حاليا.

وأبلغت نسبة كبيرة من الأسر عن حالات إصابة بالإسهال بين الأطفال والكبار وارتفاع حالات الاصابة بالجرب وقمل الرأس، نتيجة تلوث المياه وتسرب مياه الصرف الصحي إلى أنابيب مياه الصالحة للاستخدام.

كما توجد صعوبات في شراء المنظفات كالصابون ومسحوق الغسيل وورق التواليت وحفاضات الأطفال والفوط الصحية، نتيجة تدهور الوضع الاقتصادي وتدني رواتب الموظفين الذي لا يتعدى 180 ألفا أي ما يعادل 60 دولارا. فضلا عن تقارير لمنظمات دولية، تفيد بأن أكثر من 83 بالمئة من السوريين يعيشون تحت خط الفقر.

قد يهمك: بسبب الإهمال والتسيب.. خسائر مؤلمة من الحرائق في ريف دمشق

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.