لا يزال ملف اللاجئين السوريين ورقة بارزة ومؤثرة في صراع الأطراف السياسية في تركيا قبل الانتخابات العامة هناك التي باتت على الأبواب.

زعيم حزب “الشعب الجمهوري” المعارض، كمال كليجدار أوغلو، قال إن تركيا سترسل ملايين اللاجئين السوريين الذين تستضيفهم إلى بلادهم، كما ستعيد العلاقات الدبلوماسية مع الرئيس السوري الحالي، بشار الأسد، في حال وصوله إلى الرئاسة التركية في الانتخابات المقبلة.

ذلك في الوقت الذي كشفت فيه منظمة حقوقية سورية عن ترحيل أكثر من 155 ألف سوري مقيم في تركيا، بشكل قسري إلى داخل الأراضي السورية خلال الأعوام الثلاث الماضية.

عودة ملايين اللاجئين السوريين من تركيا!

زعيم حزب المعارضة التركي الأكبر، كليجدار أوغلو، جدد في مقابلة مع وكالة “رويترز”، وعوده بإعادة ملايين اللاجئين السوريين الذين تستضيفهم تركيا إلى بلادهم. في حال فوز تحالف المعارضة في الانتخابات المقبلة.

وأوضح كليجدار أوغلو: “إذا تطلب الأمر، فإن على الأمم المتحدة أن تتدخل، ويجب الحصول على ضمان بنسبة 100 بالمئة من حكومة دمشق، إضافة إلى وجوب ربط هذا الضمان بالاتفاقيات الدولية، وأنه لن يتعرض للاجئين العائدين، وأنه سيحفظ أمنهم المادي وحياتهم”.هذه ليست المرة الأولى الذي يدعو فيها كليجدار أوغلو، إلى عودة السوريين إلى بلادهم، حيث توعد عدة مرات بأنه سيحل المشكلة السورية ومشكلة السوريين في غضون عامين وأنه مصمم على ذلك وسيفعلها.

وشدد في تصاريح سابقة لوسائل الإعلام، على أن “المواطنين الأتراك لم يعد بإمكانهم تغطية نفقاتهم، وأصبحوا عاطلين عن العمل بسبب السوريين اللاجئين في تركيا منذ سنوات”.

وأثارت تصريحاته حالة استياء وغضب بين السوريين، خاصة المقيمين في تركيا، فالعودة إلى سوريا، وخاصة المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، تهدد حياتهم وأمنهم، لا سيما وأن الآلاف منهم مطلوبون لدى الأجهزة الأمنية السورية، والآلاف منهم قد دمرت منازلهم بشكل شبه كامل.

بالمقابل يواجه سوريون مخاطر وتحديات كبيرة حتى يجتازوا الحدود السورية التركية، حيث تشدد السلطات التركية رقابتها على حدودها الجنوبية ما يضع العديد من السوريين الذين يصلون حديثا للأراضي التركية ضمن دائرة خطر إعادتهم للبلاد.

استمرار عمليات “الإعادة القسرية”

في ظل الوعود التي يطلقها زعيم أكبر أحزاب المعارضة التركية، كليجدار أوغلو، بشأن إعادة ملايين السوريين إلى بلدانهم، إلا أنه وخلال السنوات الأخيرة، قامت السلطات التركية الحالية بإعادة آلاف السوريين قسرا بعدة تهم تعسفية.

ووفقا لتقرير حقوقي لمنظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” صدر منتصف شهر شباط/فبراير الجاري، فإنه تم ترحيل أكثر من 155 ألف سوري/ة بشكل قسري إلى داخل الأراضي السورية خلال أعوام 2021 و2020 و2019 تحت مسمى “العودة الطوعية”.

وأشار التقرير الحقوقي إلى أنه، “خلال مقارنة دقيقة للأرقام بحسب التصريحات التركية الرسمية، أظهرت وجود فجوة متعلقة بأعداد اللاجئين السوريين الحقيقيين في تركيا”.

قامت السلطات التركية ومنذ النصف الثاني من عام 2018، بإجراءات تعسفية تجاه طالبي اللجوء ولاجئين تمتعوا “بالحماية المؤقتة” لديها ومنحوا البطاقة الخاصة بذلك، ثم قامت باحتجازهم في معسكرات/مراكز ترحيل بالقرب من الحدود التركية/السورية، قبل ترحيلهم قسريا إلى سوريا لاحقا.

قد يهمك: من جديد.. ترحيل سوريين من تركيا فما التفاصيل؟

أعداد الحاصلين على الجنسية التركية

بحسب تقارير إعلامية، فإن أعداد السوريين الحاصلين على الجنسية التركية زاد مؤخرا بنحو 20 ألفا منذ تشرين الثاني/نوفمبر عام 2021، ليصل عددهم بالمجمل إلى 193 ألفا و293، من بينهم 84 ألف طفل، بحسب تصريح وزير الداخلية التركي سليمان صويلو.

وأوضح صويلو، أن دراسة استقصائية شملت المهاجرين السوريين أظهرت أن 3.1 بالمئة منهم لا ينوون العودة إلى بلادهم.

في حين قال بأن 13.7 بالمئة إنهم سوف يعودون إذا انتهت الحرب وبغض النظر عن السلطة الحاكمة، بينما دعم 28.2 بالمئة العودة إذا انتهت الحرب لكن في حال كان الحكم الذي يدعمونه في السلطة. إلى جانب هؤلاء، فإن 4.1 بالمئة أعلنوا أنهم سوف يعودون إلى سوريا حتى لو بقيت الحرب مستمرة، بحسب صويلو.

ويبقى السؤال الأهم، ما إذا فاز زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كليجدار أوغلو في الانتخابات التركية المقبلة، فهل سيتاح له تنفيذ وعوده دون مواجهة دولية لمسألة الإعادة الإجبارية للسوريين.

 الجدير ذكره أن العديد من السوريين، بحسب تقارير حقوقية دولية، تعرضوا للاعتقال حين عودتهم من لبنان إلى سوريا بعد تسوية أوضاعهم مع حكومة دمشق، فيما تحذر منظمات حقوقية العديد من الدول من العودة غير الآمنة للسوريين إلى بلدهم.

قد يهمك: أسعار الفحم الحجري يرهق جيوب السوريين بتركيا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.