شهدت مناطق سيطرة “الحرس الثوري” الإيراني في الريف الشرقي لمدينة ديرالزور شرق سوريا، خلال اليوميين الماضيين، موجة انشقاقات جديدة للعناصر المحليين في صفوفه، على خلفية زيادة رواتب، شملت القادة العسكريين ومدراء الفرق والعناصر الأجنبية فقط.

زيادة للعناصر الأكفاء

مصدر مقرب من “الحرس الثوري” صرح لـ “الحل نت” قائلا إن “الزيادة جاءت بأمر من “الحاج سلمان”، مسؤول الحرس في البوكمال ونواحيها، بعد يومين فقط من زيارة وفد عسكري إيراني عراقي للمنطقة، حيث زار الأخير، مقرات الحرس في كلا من مدينتي البوكمال والميادين والنواحي التابعة لهما”، مشيرا إلى أن “الزيادة الجديدة، منحت للأكفاء حسب وصفهم، ولم تشمل العناصر المحليين مطلقا، ما أثار موجة سخط لديهم، ودفع بأكثر من 20 عنصرا إلى الانشقاق والهرب باتجاه مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد” شمال شرق نهر الفرات، خشية الملاحقة الأمنية والاعتقال”.

وأوضح المصدر أن “نسبة الزيادة بلغت 40 بالمئة من نسبة الرواتب، حيث تتراوح رواتب العناصر الأجنبية بين 500-700 دولار أمريكي، بينما يقبض القادة العسكريين ومدراء الفرق رواتب تصل إلى 1500-1700 دولار، فيما يتم تسليم العناصر المحليين بالليرة السورية، ولا يتجاوز راتب العنصر 125 ألف ليرة سورية أي ما يعادل 34 دولار تقريبا”.

تهميش العناصر المحلية

وقال عنصر سابق من “الفوج 47” التابع لـ “الثوري” الإيراني، فضل عدم الإفصاح عن اسمه، لأسباب أمنية، إن “قيادة “الحرس الثوري” لا تولي أي اهتمام للعناصر المحليين، فلم يتوقف الأمر عند زيادة رواتب عناصرها الأجانب فحسب، بل تأخير تسليم رواتب العناصر المحليين أيضا”.

موضحا أن “رواتب نوفمبر وديسمبر من العام الفائت، تم تسليمها للعناصر المحليين في مطلع يناير الماضي، بينما يتم تسليم العناصر الأجنبية رواتبهم بشكل شهري دون أي تأخير، وعند سؤال المسؤولين عن سبب التأخير لا يعطون إجابات واضحة”.

وأشار المصدر إلى أن “عدد من العناصر المحلية انشقوا عن صفوف الحرس مؤخرا، والتزموا منازلهم، دون الهرب إلى مناطق سيطرة “قسد” أو “الجيش الوطني” المدعوم من أنقرة، شمال شرق حلب، لأن بعضهم يمتلك سجل حافل بالانتهاكات من سرقات وتجاوزات بحق المدنيين، وهم معروفين لدى الأهالي النازحين في تلك المناطق”.

كما أن قسما آخر من العناصر يتردد في قراره ترك الخدمة في صفوف “الحرس الثوري”، خوفا من الاعتقالات أو من تسليمهم للأجهزة الأمنية التابعة للحكومة السورية، لسوقهم للخدمة الإلزامية، وفقا للمصدر ذاته.

يشار إلى أن ميليشيا “الحرس الثوري الإيراني” تفرض نفوذها المطلق على كامل مدينة البوكمال ونواحيها وأجزاء كبيرة من مدينة الميادين أيضا، إلى جانب عدة مناطق أخرى في محافظة دير الزور، وتتبع لها عدة ميليشيات تضم عناصر من جنسيات مختلفة إيرانية وأفغانية وعراقية ولبنانية، حيث يحظون باهتمام بالغ على عكس ما يتم التعامل به مع العناصر المحليين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.