مع تصاعد وتيرة العمليات العسكرية في أوكرانيا، وانشغال روسيا في غزو الأراضي الأوكرانية، يبدو أن إيران بدأت تستغل هذا الانشغال، للتحرك وتوسيع نفوذها في سوريا، لا سيما بعد الخسارات الكبيرة التي تعرضت لها نتيجة الهجمات الإسرائيلية، والتي كانت بالتنسيق مع الجانب الروسي.

زيارات متبادلة بين طهران ودمشق

وكثفت إيران زياراتها إلى العاصمة دمشق خلال الأيام الأخيرة، كما استقبلت مسؤولين سوريين، في زيارات متبادلة، أكد محللون أن طهران تسعى من خلالها إلى توسيع نفوذها في مواقع سورية عدة خلال الفترة القريبة المقبلة.

والتقى الرئيس السوري الثلاثاء، وفدا إيرانيا يترأسه كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني، علي أصغر خاجي، في الوقت الذي يجري رئيس “الأمن الوطني” السوري، علي مملوك، زيارة إلى طهران.

قد يهمك: أوكرانيا.. المفاوضات إلى طريق مسدود وتحذيرات من كارثة نووية

وبحسب ما نقلت وكالة “سانا” المحلية فإن: ”الأسد تحدث مع أصغر خاجي عن سير العملية السياسية، وجولة المفاوضات لكل من محادثات “أستانة” و“جنيف“، حيث جرى “التأكيد على أهمية أن تسير هذه المفاوضات دون تدخلات خارجية،”

كما وصف الجانبين جهود الاتحاد الأوروبي في مسألة “الغزو الروسي” بـ “الممارسات اللا أخلاقية التي يمارسها الغرب لتأجيج هذه الأزمة“.

وتزامن استقبال الرئيس السوري للوفد الإيراني، مع إرساله مدير مكتب “الأمن الوطني“، علي مملوك، للقاء الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، في طهران، قبل يومين.

وأكد مملوك لرئيسي أن سوريا لن تنسى أبدا دعم إيران لها في مواجهة من وصفهم بـ“الإرهابيين“، مشددا على استمرار التعاون بين البلدين في هذا المجال، بحسب ما نقلت وكالة “سانا“.

زيارة علي مملوك إلى طهران ولقائه بأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني وكذلك الرئيس الإيراني، بالمقابل زار دمشق وفد إيراني التقى بالأسد. ما الذي تطمح له طهران هل يحصل ذلك في ظل غياب التنسيق مع الروس أم أن هناك تنسيق فعليا يمنح الإيرانيين نفوذا جديدا في ظل الانشغال الروسي بغزو أوكرانيا. هل تسعى دمشق لرفع مستوى علاقتها مع طهران في ظل حرب موسكو على كييف؟

ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي حسام نجار أن إيران تسعى لانشغال روسيا بالحرب على أوكرانيا، لتحقيق المزيد من المكاسب في سوريا، إلا أن روسيا لن تسمح بذلك بسبب أهمية الموقع السورية بالنسبة لموسكو لا سيما خلال الفترة الراهنة.

أهمية الأراضي السورية بالنسبة لموسكو

ويقول نجار في حديثه لـ“الحل نت“: “الكل يحاول الاستفادة من إنشغال باقي الأطراف ليحصل على مزيد من الفوائد، أو لتعزيز مكانته داخل المنطقة لذلك تتجه إيران لهذه الناحية، معتقدة أن روسيا سوف تترك لها المجال أكثر لممارسة نفوذها وسيطرتها على القطاعات في سوريا“.

ويضيف: “روسيا سوف يزداد تأثيرها داخل الأرض السورية، وستعتبر سوريا نقطة انطلاق لكل عملياتها و كذلك مسرحاً لتنفيذ تجارب عملية على الأسلحة، وأي زيارات متبادلة في هذا السياق بين إيران وسوريا هي زيارات روتينية ، تحاول إيران استغلالها لصالحها“.

ويرى المحلل السياسي أن روسيا ستعود لترتيب أوراقها في سوريا، ولن تسمح لإيران بالتمدد في المناطق السورية، ويقول: “ليس من مصلحة دمشق أيضا، الاتجاه صوب إيران على حساب روسيا لأن هذا يعني نهايته وفقدان الدعم الروسي“.

ويستبعد نجار أن يكون هناك تنسيق بين روسيا وإيران، لتوسيع نفوذ طهران في سوريا، مشيرا إلى أن روسيا “تعلم تماما، أن ترك ثغرة واحدة للإيرانيين لن تستطيع إقفالها لاحقا“.

وتتجه روسيا إلى مواصلة عملياتها العسكرية، وفتح جبهة على أكثر من صعيد مع الدول الأوروبية، والتي بدأت بخطوات عديدة لمعاقبة روسيا على غزوها الأراضي الأوكرانية.

وتزامنا مع فشل الجولة الأولى من المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا لوقف غزو القوات الروسية، بدأت تلوح في الأفق مخاوف من كارثة نووية، نتيجة وجود العديد من المفاعلات النووية في كل من روسيا وأوكرانيا.

ويؤكد محللون أن روسيا لا تبدي أي رغبة جدية في وقف الحرب، لا سيما وأن قواتها تواصل قصف الأراضي الأوكرانية تزامنا مع إجراء الجولة الأولى من المفاوضات، وذلك ما أكده الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

للقراءة أو الاستماع: من سوريا إلى أوكرانيا.. “فاغنر” لتنفيذ هذه المهمة من أجل بوتين

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة