دخلت الحرب الروسية-الأوكرانية أسبوعها الثاني؛ مع استمرار الأحداث وتسارع وتيرة التصعيد يوما بعد يوم، مع تمسك طرفي الصراع بموقفهما وسط تزايد عدد القتلى من الجانبين، ونزوح أعداد كبيرة من الأوكرانيين إلى الدول المجاورة لأوكرانيا.

سندافع عن كل شبر من أراضي “الناتو”

أعرب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، اليوم، الجمعة، إن حلف شمال الأطلسي “الناتو” سيدافع عن كل حلفائه وأراضيها في وجه أي هجوم روسي، وذلك لدى وصوله لحضور اجتماع لوزراء خارجية الحلف في بروكسل، وفقا لوكالة “رويترز”.

وتابع، بلينكن: حلفنا “حلف دفاعي”. لا نسعى لصراع، لكن إذا فُرض علينا الصراع فنحن مستعدون له وسندافع عن كل شبر من أراضي الحلف، وسط إدانة لما وصفها بالهجمات الروسية على المدنيين في أوكرانيا.

وأضاف “الليلة الماضية، تابعنا أيضا تقارير عن الهجوم على محطة للطاقة النووية. وهو يظهر مدى تهور هذه الحرب”، وأشار بلينكن إلى “ضرورة إنهاءها، وضرورة سحب روسيا جميع قواتها والانخراط في الجهود الدبلوماسية بحسن نية”.

بدوره، أكد المستشار الألماني أولاف شولتس، على تصريحات الوزير الأمريكي؛ حيث قال إن “حلف الناتو لن ينخرط عسكريا في الصراع بأوكرانيا”.

قد يهمك: تحولات دولية بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.. تعرفوا إلى تفاصيلها

الصين لم تعد العدو الأول لأمريكا!

قالت مجلة “بوليتيكو” الأمريكية، اليوم، الجمعة، إن ” وزارة الدفاع الأمريكية أقدمت على إعادة صياغة خططها الدفاعية طويلة المدى، التي كانت على وشك أن تنشر أمام الجمهور لولا الهجوم الروسي على أوكرانيا، مما دفع واشنطن إلى تغيير استراتيجياتها المعتمدة على اعتبار الصين العدو الأول للولايات المتحدة في السنين الأخيرة”.

وأضافت المجلة الأمريكية، “الهجوم الروسي والتهديد الذي تشكله موسكو على دول أوروبا الشرقية أدى إلى تأجيل نشر استراتيجية إدارة بايدن للدفاع الوطني، والتي صدرت آخر نسخة منها في عام 2018.

وخلال أول خطاب لحالة الاتحاد يلقيه الرئيس بايدن، حين أشار إلى الصين مرتين فقط، وفي سياق المنافسة الاقتصادية، دون أي ذكر للتهديدات العسكرية التي تشكلها بكين، في حين ركز الخطاب على الأزمة الأوكرانية وتهديد موسكو.كما أن مجموعة الأعضاء في الكونغرس كانوا يضغطون على البنتاغون لإعطاء الأولوية للعديد من بنود الاستراتيجية، وقلقين للاطلاع على رؤية وزارة الدفاع طويلة المدى، لكن كبار المشرعين يقرون بأنهم سينتظرون لفترة أطول.

حيث قال آدم سميث، رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب: “كان من المفترض أن تصدر الاستراتيجية في الأسبوع أو الأسبوعين المقبلين. لكنني سمعت أنها ستتأخر أكثر. إن التأخير ناجم إلى حد كبير عن أزمة أوكرانيا. وقد تكون هناك أسباب أخرى، لكن هذا السبب كافٍ”، وفقا لوسائل الإعلام الغربية.

وأشار إلى أن الهجوم الروسي على أوكرانيا والتهديد الذي يلوح في الأفق على الجبهة الشرقية لحلف شمال الأطلسي يعني ذلك أن حسابات صانعي السياسة “قد تغيرت”، وفق تعبيره.أما بالنسبة لبعض المراقبين، لمجلة “بوليتيكو”، تدفع الأزمة إلى تركيز البنتاغون على “منافسة القوى العظمى” التي تركز على مطابقة التقدم العسكري الذي حققته بكين وموسكو.

وقالت النائبة إليسا سلوتكين (ديموقراطية عن ولاية ميتشكلية): “أعتقد شخصيا أن هذا نوعا ما يدعم ما قلناه منذ فترة طويلة، وهو أن مركز الثقل يتحول من محاربة الإرهابيين إلى منافسة القوى العظمى”.

وأضافت “كان الجميع يركزون بشدة على الصين، ومن المستحيل تجاهل حقيقة أنه لا يمكننا وضع روسيا جانبا.أعربت سلوتكين ، التي كانت مسؤولا كبيرا في متجر السياسات في البنتاغون خلال إدارة باراك أوباما الرئيس الأمريكي الأسبق، عن ثقتها في أن صانعي السياسة يمكنهم تكييف الاستراتيجية مع الأزمة التي تتكشف حاليا.

كما ونشرت الولايات المتحدة آلاف الجنود الإضافيين من القوات في ألمانيا وبولندا في الأسابيع الأخيرة، وهي دفعة كبيرة تهدف إلى ردع روسيا وطمأنة الناتو.

قد يهمك: بعد عقوبات جديدة على روسيا.. انفجار ضخم في أوكرانيا يُهدد أوروبا

بوتين يحذر بعدم فرض أي قيود على موسكو

في ظل تصاعد الحرب الروسية في أوكرانيا، بشكل متسارع ومفتوح على كل الخيارات، حيث يرفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حتى الآن إيقاف العملية العسكرية، فيما جاءت ردود أفعال الدول الغربية صارمة من ناحية العقوبات التي فرضت على روسيا، ودعم الدول الأوربية للجيش الأوكراني بالسلاح وأنواع أخرى من الدعم.

من جانبه، حث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جيران روسيا، اليوم الجمعة، على عدم تصعيد التوتر وإساءة العلاقات مع موسكو، تزامنا مع تصعيد كبير يشهده اليوم التاسع من الهجوم على أوكرانيا.

وتابع في تصريحات نقلها التلفزيون: “لا نضمر نوايا سيئة لجيراننا. وأنصحهم أيضا بعدم تصعيد الموقف وعدم فرض أي قيود. نفي بجميع التزاماتنا وسنواصل الوفاء بها”.

وفيما يتعلق بخروج عدد من الشركات الأجنبية من روسيا، أكد بوتين أن رفض الشركاء الأجانب للمشاريع المشتركة مع روسيا يسبب بعض الضرر، لكن الأهداف التي تم وضعها سيتم بلوغها.

كما أعلن البيت الأبيض، يوم أمس الخميس، فرض عقوبات جديدة تستهدف النخبة الحاكمة وشركاتهم وكذلك المتحدث باسم الرئيس فلاديمير بوتين، كما أن الولايات المتحدة ستفرض أيضا قيودا على تأشيرات دخول 19 من النخبة الحاكمة الروسية وأُسرهم وشركائهم، فيما قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن حملة العقوبات ضد روسيا “هي الأضخم في التاريخ”، وأضاف أن روسيا تطلق النار دون تمييز في أوكرانيا.

وكان قد قال بوتين، أمس الخميس، إن “العمليات العسكرية التي أمر بشنها ضد أوكرانيا، تجري حسب الخطة الموضوعة لها، متهما من وصفهم بـ “القوميين الأوكرانيين” بسد الممرات الإنسانية، التي قال إن القوات الروسية تحرص على فتحها لإجلاء المدنيين، وفق زعمه. لكن لم يقدم بوتين أدلة على التصريحات التي أطلقها بحق القوات الأوكرانية، ولم تعلق كييف عليها حتى الآن.

قد يهمك: جولة ثانية “غير مُقنعة” من المفاوضات الأوكرانية الروسية

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.