تحاول “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقا)، فصل مواقع سيطرتها بمحافظة إدلب وريف حلب الغربي، عن مواقع سيطرة “الجيش الوطني” المدعوم من تركيا، في مناطق ريف حلب الشمالي والشرقي، عبر معابر وخطوط تماس، إلا أنها لم تكتف بذلك وبدأت بحفر خندق على طول حدودها مع “الوطني”.

وبحسب ناشطين محليين، فإن محافظة إدلب، أصبحت محاصرة من جهاتها الأربعة، فمن الجهة الجنوبية والشرقية والغربية مغلقة بشكل كامل من قبل القوات الحكومية، فيما تبسط تركيا قبضتها على الجهة الشمالية.

خندق يفصل “تحرير الشام” عن “الجيش الوطني”

قالت مصادر محلية لموقع “الحل نت”، إن “هيئة تحرير الشام بدأت منذ أيام، بحفر خندق ترابي بعمق خمسة أمتار وعرض سبعة أمتار، في منطقة دير بلوط قرب بلدة إطمة شمال إدلب”.

وبحسب المصادر ذاتها، فإن هدف “الهيئة من الخندق، فصل مناطق سيطرتها في محافظة إدلب وريف حلب الغربي، عن مناطق سيطرت الجيش الوطني، في مناطق عفرين والغزاوية في ريف حلب الشمالي”.

في حين أكدت مصادر عسكرية من “الجيش الوطني”، أن “الخندق الذي بدأت تحرير الشام بحفره، سوف يمتد من معبر” الغزاوية “بريف حلب الغربي، حتى معبر” دير بلوط “في الريف الشمالي لمحافظة إدلب، ويبلغ طوله أكثر من 30 كم مربع، فيما ستعمل على وضع أسلاك شائكة في المناطق الصخرية التي يصعب الحفر بها”.

وفي حديث خاص لموقع “الحل نت ” مع عنصر يتبع ل “تحرير الشام”، قال إن “هدف الهيئة من الخندق، منع تهريب المحروقات والمواد الغذائية، إضافة للمخدرات، من مناطق سيطرة الجيش الوطني إلى إدلب”.

سكان إدلب محاصرون ضمن بقعة جغرافية صغيرة

ناشطون محليون اتهموا “تحرير الشام” في تصريح خاص لموقع “الحل نت “، بفرض حصار بري واقتصادي على محافظة إدلب بشكل كامل، عبر الخندق والمعابر الفاصلة بين مناطق سيطرة المعارضة شمال غرب سوريا.

وقال الناشطون، إن “هدف الجولاني من الخندق هو إحكام قبضته الأمنية على محافظة إدلب بشكل كامل، وتعزيز تجارته الاقتصادية في مواقع سيطرته، عبر إغلاق جميع الطرق الواصلة بين إدلب وريف حلب، ومجبرا جميع التجار بالمرور عبر معابره في دير بلوط والغزاوية، وفرض إتاوات مالية على البضائع الصادرة والداخلة”.

ومن جانب آخر، اعتبر الناشطون، أن “إدلب أصبحت سجنا كبيرا يحكمه الجولاني، ولا يستطيع أحد الدخول والخروج إليها إلا بعد أن يمر عبر قواته الأمنية المنتشرة على جميع المعابر المسيطر عليها من قبل” الهيئة “، إن كان في معبر باب الهوى، أو الغزاوية ودير بلوط، وصولا إلى معبر الترمبة المغلق من قبله، والذي يفصل مناطق سيطرته عن مواقع سيطرة القوات الحكومية شرق إدلب”.

وتسيطر القوات الحكومية السورية، على المواقع الجنوبية من محافظة إدلب الممتدة من قرية العنكاوي مرورا بمدينة كفر نبل وحتى معرة النعمان، إضافة لسيطرتها على شرق المحافظة من بلدة خان السبل حتى مدينة سراقب على طول الطريق الدولي M5 وصولا إلى ريف حلب الغربي.

فيما يمتد الجدار لإسمنتي التي وضعته تركيا مع بدايات الحراك الشعبي في سوريا، من بلدة إطمة حتى منطقة ليمضيه بريف اللاذقية، والتي سيطرت “تحرير الشام” بدورها على الطرق الخاصة بتهريب البشر من سوريا إلى الجانب التركي.

وتسيطر “هيئة تحرير الشام” على كامل محافظة إدلب وريف حلب الغربي الممتد من معارة النعسان مرورا بمدينة الأتارب وصولا إلى الغزاوية، فيما تحكم سيطرتها على ريف اللاذقية الشمالي، إضافة لما تبقى من مناطق سهل الغاب غرب حماة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.