تشهد الحرب الروسية على أوكرانيا تصعيدا لافتا، خاصة مع توسع عمليات القصف والأهداف التي تطالها، ومنها منشآت نووية، ما يعطي مؤشرا أن لا نهاية قريبة لهذه الأزمة، وفي مقابل ذلك لا تزال ردود الأفعال الغربية تتوالى وبشكل متصاعد، من ناحية العقوبات التي تزداد يوما فيوما، وحتى الدعم المقدم للأوكرانيين لمقاومة الغزو الروسي.

عقوبات أميريكية جديدة

قال والي أديمو نائب وزير الخزانة الأمريكية، يوم أمس الخميس، إن تحالف الدول التي تفرض عقوبات على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا، يضم أيضا دولا في الشرق، وإن الولايات المتحدة ستواصل فرض قيود على الاقتصاد الروسي، حسب تقارير صحفية.

كما أعلن البيت الأبيض، يوم أمس الخميس، فرض عقوبات جديدة تستهدف النخبة الحاكمة وشركاتهم وكذلك المتحدث باسم الرئيس فلاديمير بوتين، كما أن الولايات المتحدة ستفرض أيضا قيودا على تأشيرات دخول 19 من النخبة الحاكمة الروسية وأُسرهم وشركائهم، فيما قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن حملة العقوبات ضد روسيا “هي الأضخم في التاريخ”، وأضاف أن روسيا تطلق النار دون تمييز في أوكرانيا.

وشملت العقوبات الأميريكية الجديدة كلا من، أليشير إبراهيموفيتش أوسمانوف، وهو واحد من أثرى الأفراد في روسيا وحليف مقرب لبوتين، حيث سيتم حظر استخدام ممتلكات أوسمانوف في الولايات المتحدة، وضمن ذلك يخته العملاق، وهو أحد أكبر اليخوت في العالم، والذي استولت عليه ألمانيا، وطائرته الخاصة، التي تعد إحدى أكبر الطائرات المملوكة للقطاع الخاص في روسيا.

كما شملت العقوبات، المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، الذي يعتبر من أفضل المروجين لبروباغندا بوتين، وأيضا ستفرض الولايات المتحدة قيوداً على منح تأشيرات دخول لـ19 فرداً من الأوليغارش، و47 فردا من عائلاتهم وشركائهم المقربين، وفق بيان البيت الأبيض.

وأعلن البيت الأبيض أن وزارة الخزانة الأمريكية ستصدر قرارا بتصنيف سبعة كيانات روسية ضمن قائمة العقوبات، إضافة إلى فرض عقوبات على 26 فردا يعيشون في أوكرانيا وروسيا ويلعبون دورا مهما في تلك المنظمات، التي تدعم جهود الفيدرالية الروسية في نشر المعلومات الخاطئة والتأثير على الرأي العام كجزء من غزوهم لأوكرانيا.

وكانت صحيفة “واشنطن بوست”، قالت الأربعاء 2آذار/مارس الحالي، نقلا عن ثلاثة مصادر مطلعة، إن الولايات المتحدة تعد لتوسيع العقوبات المفروضة على كبار رجال الأعمال الروس وشركاتهم وأفراد أسرهم، بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.

إقرأ:تحولات دولية بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.. تعرفوا إلى تفاصيلها

أوربا تحت الخطر النووي

قال وزير الخارجية الأوكراني، ديمتري كوليبا، أن الجيش الروسي يطلق النار من جميع الجهات على محطة “زابوريجيا” للطاقة النووية، وهي المحطة الأكبر في أوربا، مشيرا إلى أن النيران اشتعلت بها فعلا، وفي حال انفجرت فسيكون انفجارها أكبر بعشر مرات من انفجار تشرنوبل، مطالبا الروس بوقف إطلاق النار بشكل فوري، والسماح لفرق الإطفاء بالوصول للمحطة وإقامة منطقة أمنية، حسب تقارير صحفية.

من جهتها، قالت هيئةالطوارىء الأوكرانية اليوم الجمعة، إن حريقا اندلع في مبنى تدريب خارج أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا خلال معارك ضارية بين القوات الروسية والأوكرانية، فيما أعلنت الهيئة في وقت لاحق من الجمعة تمكنها من إخماد الحريق، كما وجه الرئيس الأوكراني تحذيرا من استهداف المحطة النووية، قائلا إن انفجارها سيؤدي إلى “نهاية أوروبا”.

كما أكد المكتب الإعلامي لمحطة زابوريجيا النووية صحة اندلاع حريق بالمحطة، دون التطرق إلى موقع الحريق بالضبط، وفيما إذا أدى الحريق إلى أضرار بالمحطة وفي بيان، أكد أندريه توز المسؤول في المكتب الإعلامي لمحطة زابوريجيا، أن إدارة المحطة اتخذت التدابير لحماية سلامة الطاقم في المحطة.

ومن ناحية ثانية، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في تغريدة لها، أنها على علم بتقارير القصف عند محطة الطاقة النووية وإنها على اتصال بالسلطات الأوكرانية.

أما وزيرة الطاقة الأميريكية، جينيفر جرانهولم، فقالت إنه لا يوجد ما يشير إلى ارتفاع مستويات الإشعاع في محطة زابوريجيا، التي توفر أكثر من خمس الكهرباء المولدة في أوكرانيا، محذرة من استمرار العملية العسكرية الروسية قرب المحطة، قائلة”عمليات متهورة يجب أن تتوقف”.

وتعتبر محطة “زابوريجيا” للطاقة النووية أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا وواحدة من أكبر 10 محطات للطاقة النووية في العالم.

قد يهمك:جولة جديدة للمفاوضات الروسية الأوكرانية مرهونة بالتطورات الميدانية

مخاوف أوكرانية رسمية، وأخرى أوربية، من تكرار مأساة تشرنوبل التي وقعت في نيسان/أبريل 1986، في مدينة بريبيات في شمال أوكرانيا، والتي اعتبرت حينها أكبر كارثة نووية إشعاعية في العالم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.