أصدر نظام معلومات السوق الزراعية، وهو منصة مشتركة بين الوكالات لتعزيز شفافية سوق الأغذية والاستجابة السياسية للأمن الغذائي التي تم إطلاقها بواسطة مجموعة العشرين، رسالة قوية هذا الأسبوع حول الأمن الغذائي العالمي.

وبعبارات لا لبس فيها، قالت المنظمة الزراعية إن “التصعيد المفاجئ” للصراع بين روسيا وأوكرانيا يمثل تهديدا كبيرا للأمن الغذائي العالمي، حتى إن آثاره بدأت تظهر على السوق المحلية السورية.

سوق اللحوم السورية ترتفع بسبب الأعلاف

على الصعيد المحلي؛ توقع عدد من اللحامين في السوق المحلية السورية، ارتفاع أسعار اللحوم في المستقبل القريب، مشيرين إلى تأثير الصراع الأوكراني وما تبعه من ارتفاع في أسعار الأعلاف، التي أصبحت أسعارها تختلف بين يوم وآخر ارتفاعا.

الأسعار بين وزارة التموين وبين السوق اختلفت تماما، إذ إن النشرة التي أصدرتها التموين أواخر الشهر الماضي فقد حددت أسعارها على أساس أن سعر كيلوغرام الخروف الحي هو 11500 ليرة. وأن سعره بعد الذبح كاملا بعظمه مع لية هو 21 ألفا للكيلوغرام محددة سعر كيلوغرام الهبرة مع دهن 25 بالمئة بـ 28 ألفا. وسعر المسوفة مع 50 بالمئة دهن هو 21 ألفا. وأن سعر اللية هو 16800 ليرة.

كما حددت النشرة سعر كيلوغرام العجل الحي بـ11 ألفا. والهبرة بحوالي 27 ألفا، والمسوفة بسعر نحو 18 ألفا. في حين بلغ سعر هبرة البقر 22500 والشرحات أو الموزات 24 ألفا، والمسوفة 15300 ليرة. وارتفع سعر هبرة الجمل ليصل إلى 27 ألفا في سوق اللحوم السورية.

أما على أرض الواقع، فقد تراوح سعر كيلوغرام هبرة الغنم الخالية من الدهن بين 35 و40 ألفا. وذلك حسب النوعية ووصل سعر كيلوغرام العصاعيص إلى 20 ألفا. وسعر كيلو سودة الغنم الذي بلغ 25 ألفا، وماثلها في السعر بيضات الغنم وبيعت القلوب والكلاوي بسعر 16 ألفا للكيلوغرام. ووصل سعر النخاع الواحد إلى 3500 ليرة والمقادم 1200 ليرة للقطعة، وبلغ كيلوغرام الدرن 12 ألفا. وراوح سعر رأس الخروف بين 14 و20 ألفا.

وبيع كيلوغرام لحم العجل الشقف في صالة السورية للتجارة بسعر 26 ألفا، وهو أقل بثمانمئة ليرة عن سعره في النشرة الجديدة للتموين الخاصة باللحامين. في حين بلغ سعر كيلوغرام اللحم الناعم أو المفروم 22 ألفا والمسوفة 15 ألفا.

للقراءة أو الاستماع: وزير سوري يتهم التُجّار بالمسؤولية عن فوضى الأسعار

نقطة تحول في أسعار الغذاء عالميا

على الصعيد العالمي حذرت وزيرة البيئة البريطاني، فيكتوريا برنتيس، من أن أسعار المواد الغذائية بما في ذلك اللحوم، من المرجح أن ترتفع بشكل كبير نتيجة الغزو الروسي لأوكرانيا. كما نوهت إلى أنه يجب على الشعوب أن يصبحوا أكثر استعدادا لدفع أسعار عالية مقابل جودة الطعام المنتجة محليا.

https://twitter.com/yamenhm11/status/1495112794324275204?s=20&t=en6kYpRSvja0MVH-hbYbCg

ومن جهتها قالت أدريانا هيريرا، رئيسة بعثة الاتحاد الإفريقي في السودان، إنه بصرف النظر عن التسبب في مصاعب إنسانية في المنطقة نفسها، فإن الأزمة تخاطر بتعريض الأمن الغذائي لملايين الأشخاص حول العالم الذين يعتمدون على الغذاء بأسعار معقولة من الأسواق الدولية في معيشتهم اليومية للخطر.

وأكدت هيريرا، أن روسيا وأوكرانيا لاعبان أساسيان في حماية الأمن الغذائي العالمي، باعتبارهما منتجين ومصدرين رائدين للحبوب. إذ تشكل روسيا وأوكرانيا معا ما يقرب من ثلث صادرات القمح العالمية. و 19 بالمئة من صادرات الذرة. و80 بالمئة من صادرات زيت عباد الشمس – ثالث أكثر الزيوت النباتية تداولا على المستوى الدولي.

ومع تطبيق الكثير من دول العالم – من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إلى اليابان وكوريا الجنوبية – عقوبات تهدف إلى الضغط على الاقتصاد الروسي ردا على العمل العسكري للبلاد في أوكرانيا، حثت بعثة الاتحاد الأفريقي في السودان على ضبط النفس من جميع الأطراف في أي خطوة من شأنها أن تعرض أسواق الغذاء والزراعة العالمية لعواقب أوسع.

للقراءة أو الاستماع: دمشق.. فساد جديد بسبب “البطاقة الذكية” وتوزيع المحروقات

المجتمعات الأكثر عرضة للخطر

تأتي الأزمة الأوكرانية، في وقت تكافح فيه أسواق الغذاء الدولية بالفعل مع ارتفاع الأسعار والتداعيات المستمرة لوباء “كورونا” الذي أوقف سلاسل التوريد على مدى عامين.

وكشفت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “الفاو”، إن أسعار الغذاء العالمية وصلت أواخر العام الماضي إلى أعلى مستوى لها منذ عشر سنوات بعد ارتفاعها بأكثر من 30 بالمئة في عام 2021. كما استمر هذا الاتجاه التصاعدي في عام 2022.

وأظهرت بيانات من المفوضية الأوروبية ارتفاع أسعار المواد الغذائية بنسبة 4.9 بالمئة على أساس سنوي في كانون الثاني/يناير الفائت. وفي غضون ذلك، أشار مؤشر أسعار المستهلك الأوروبي إلى أن تكلفة الطعام والشراب ارتفعت بنسبة 4.4 بالمئة على أساس سنوي في نفس الشهر.

وبالنسبة لما تبقى من عام 2022، يبدو من المرجح أن أسعار المواد الغذائية تتحرك في اتجاه واحد فقط وهو الارتفاع. إذ رفعت مؤسسة “شور كابيتال” توقعاتها لتضخم الغذاء لعام 2022 من 3.5 بالمئة إلى 4.5 بالمئة. مع توقع ذروة تبلغ حوالي 5 بالمئة في نيسان/أبريل، وأيار/مايو القادمين.

الجدير ذكره، أن نقص الغذاء أصبح أيضا مشكلة عالمية، على الرغم من الشعور بها في بعض الأسواق أكثر من غيرها. وتضرب هذه الاتجاهات بالفعل أفقر الفئات، حيث تشعر البلدان ذات الدخل المنخفض بالعبء الأكبر للارتفاع الحاد في تكاليف السلع الأساسية.

كما صرح البنك الدولي في تقريره الأخير حول الآفاق الاقتصادية العالمية، أن وصول القوات الروسية إلى أوكرانيا لم يعكس المكاسب التي تحققت في الحد من الفقر العالمي لأول مرة منذ جيل فحسب، بل أدت أيضا إلى تعميق التحديات انعدام الأمن الغذائي وارتفاع أسعار المواد الغذائية للعديد من الملايين من الناس.

للقراءة أو الاستماع: ارتفاع جديد لأسعار مستلزمات الأطفال في سوريا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة