قلق حكومي ومجتمعي في إقليم كردستان بعد مقتل ماريا

قلق حكومي ومجتمعي في إقليم كردستان بعد مقتل ماريا

فتح مقتل ماريا الباب على مصراعيه، حول تفاقم حالات “العنف الأسري” في إقليم كردستان المعروف ببيئته الآمنة أسريا ومجتمعيا، إلا أن مقتل الشابة أظهر ازدياد تلك الحالات مؤخرا في الإقليم.

صدم الشارع العراقي والكردي بخبر مقتل الناشطة النسوية إيمان سامي في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، ليل الاثنين، عشية اليوم العالمي للمرأة على يد شقيقها وعمها.

https://twitter.com/Ali_abdulkaree/status/1500932348279468041?t=Ogy6BuRrkYi7FOI_Tw24BQ&s=19

وعثرت القوات الأمنية في شارع “100 متري” في أربيل على جثة مغطاة بكيس نايلون أبيض، تبين أنها الناشطة إيمان سامي المعروفة بـ ماريا.

وقال الناطق باسم شرطة أربيل، المقدم هوگر عزيز، في تصريح صحفي، إن القاتل هو شقيق الضحية بمشاركة عمّها، الذي اعترف بدوره في الجريمة بسبب “خلافات عائلية”.

معاناة ماريا مع أسرتها

وأردف عزيز، أنه “تمّ إصدار مذكرة قبض بحق شقيق المجني عليها. وتحتجز الشرطة الآن عم الفتاة والسيارة التي استخدمها الجناة”.

وفور انتشار خبر مقتلها، عزا البعض سبب الجريمة إلى تغيير ماريا دينها، وأشاعوا أنّها ابنة رجل دين، لكن تبين أنها لم تغير دينها من الإسلام للمسيحية وأن والدها تاجر خضروات.

وبين صديق الضحية، الناشط السياسي نبز رشيد بتصريح صحفي، أنه التقى ماريا قبل أسبوع، وشكت له عن معاناتها وتعرضها لأكثر من مرة من مضايقات شقيقها وعائلة والدها التي تعد من العوائل المتشددة دينيا؛ “بسبب طبيعة عملها وملابسها التي تعتبرها عائلتها منافية للتقاليد المتوارثة وأعراف الدين الإسلامي”.

وأضاف رشيد، أن القضية كلها تتعلق بالتقاليد والعادات الاجتماعية.

أما والد الفتاة فقال في تصريحات لوسائل إعلام محلية، إنّ ابنته “لم تكن لديها مشكلة، لكنها لم تكن تستقر في منزلي ولا منزل والدتها. وحتى عندما زوّجناها لم تستقر في زواجها وانفصلت”.

وأضاف أنّ “شقيقها لم يكن مرتاحا لنشاطها على مواقع التواصل الاجتماعي وذهب ليعيدها إلى المنزل لكنها رفضت المجيء معه فقتلها”، مشيراً إلى أنّه يحاول إقناع ابنه بتسليم نفسه للسلطات.

مشروع جديد لم يكتمل

وعانت إيمان التي اختارت لنفسها اسم ماريا من تداعيات نفسية كثيرة بسبب تزويجها وهي بعمر 12 عاما، لكن الزواج لم يدم طويلا وانتهى بالطلاق، بحسب نبز رشيد.

وأشار رشيد الذي كان على دراية بحياة الضحية، إلى أنها “كانت تعاني أيضا من طلاق والدتها من والدها”.

وتابع أنّها، “عبّرت دائما عن استغرابها من إهمال المجتمع لمعاناة النساء وضياع حقوقهن، مقابل التركيز والاهتمام على حجاب رأسها وثيابها”.

وبحسب موقع “الحرة” الأميركي، فإن ماريا اختبرت حياة صعبة، بعد أن تركت منزل والدها، وكانت محجبة وتقدم برامج دينية على إحدى القنوات المحلية، قبل أن تتغير ظروفها إثر انفصالها عن زوجها، الذي اقترن بها وهي يافعة، لتخلع بعدها الحجاب وتطلق أفكارها التحررية عن المرأة وعن المجتمع.

وأكد نبز رشيد، أن “الضحية كان لديها في الإنسانية والأفكار الإيجابية الكثير، فنجدها تنشط حقوقياً في الدفاع عن حقوق مختلف شرائح المجتمع من المرأة والطفل و”مجتمع الميم” وغيرهم من الذين فقدوا حقوقهم ولم ينصفهم أحد”.

للقراءة أو الاستماع: في يومها العالمي: المرأة العراقية تناضل ولا تحتفل

وبيّن رشيد أن ماريا كانت قد بدأت بمشروع جديد لتبدأ بالغناء، حيث أنهت تسجيل أغنية كاملة في استوديو وجهّزتها وصوّرتها، ولكنها قُتلت قبل الإعلان عنها.

بارزاني يعبر عن قلقه

وأعربت ناشطات كرديات عن خشيتهن من تدهور أوضاع النساء أكثر في إقليم كردستان بعد مقتل ماريا.

وفي صبيحة يوم المرأة العالمي، أقامت المنظمات المعنية بشؤون المرأة، وقفة احتجاجية في مركز مدينة أربيل احتجاجا على مقتل ماريا.

وجاءت جريمة مقتل ماريا بعد مقتل نحو 14 امرأة أخرى في إقليم كردستان العراق في آخر شهرين.

وكان رئيس إقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني، أعرب عن قلقه إزاء الإحصاءات المسجلة عن عنف وقتل وتعذيب وانتهاك لحقوق النساء في الإقليم.

للقراءة أو الاستماع: العنف ضد المرأة العراقية: القانون يشرعنه ولا ينهيه!

وشدد في بيان أمس الثلاثاء، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، على أن هذا الأمر مرفوض بأشكاله كافة، ودعا المؤسسات الرسمية في الإقليم إلى التعاون والتنسيق فيما بينها للقضاء على جرائم العنف ضد المرأة.

وكان برلمان إقليم كردستان العراق، شرّع قانون مناهضة “العنف الأسري” في عام 2011، إلا أن ذلك لم يمنع من ارتكاب جرائم “العنف الأسري” بحق المرأة، وفق ناشطات حقوقيات كرديات.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.