يمر السوريون بظروف صعبة، نتيجة سنوات الحرب الطويلة والتغيرات المناخية لما يقرب من ثلاث سنوات، جراء موجة الجفاف التي ضربت البلاد وشحّ الأمطار، إضافة إلى عوامل أخرى تسببت في فقدان جزء كبير من إنتاجية القطاع الزراعي.

تراجع في المساحات المزروعة بالقمح

كشف مدير الإنتاج النباتي في وزارة الزراعة السورية، أحمد حيدر، تراجع المساحة المزروعة بالقمح في سوريا.
وقال مدير الإنتاج النباتي، خلال حديثه لإذاعة “ميلودي إف إم” المحلية، الأمس، إنه لا يمكن إحصاء تقديرات إنتاج القمح لهذا الموسم لعدم الوصول إلى مرحلة “التسنبل” بعد، لكن المساحة المزروعة بلغت 1.2 مليون هكتار، وهي أقل من العام الفائت إذ بلغت 1.5 مليون هكتار.

وعزا حيدر، ذلك إلى تراجع المساحات في مناطق الزراعة البعلية بسبب تأخر هطول الأمطار والإحجام عن الزراعة البعلية في بداية الموسم.

وأردف حيدر للإذاعة المحلية، أن الاعتماد الأساسي في محصول القمح على المساحات المروية ولا يوجد في مساحاتها المزروعة فارق كبير عن العام الماضي، أما البعلية فيوجد انخفاض.وأشار حيدر إلى أن تقديرات الإنتاج العام الماضي بلغت 1.9 مليون طن على مستوى كامل سوريا بينما الحاجة تبلغ مليوني طن، لكن ما تم تسليمه كان بحدود 435 ألف طن، 366 ألف للمؤسسة العامة للحبوب أما الباقي فكان من نصيب المؤسسة العامة لإكثار البذار.

وبعد انخفاض هطول الأمطار، أظهرت التقديرات الأولية أن محصول القمح في سوريا في خطر، وبحسب تقارير سابقة، فإن الحكومة تستورد من القمح شهريا بالعملة الصعبة أكثر من 180 ألف طن، بينما يكلف استيراد النفط سنويا أكثر من مليارين ونصف المليار يورو، بحسب وسائل إعلام محلية.

حلول أم تفاقم أكثر!

وقال مدير الإنتاج النباتي في وزارة الزراعة السورية، إن هناك تخطيط مستمر حسب الموارد المائية، والمتاح مائيا تقريبا لهذه السنة كان أقل من السنة الماضية نتيجة انخفاض القدرة الإروائية، ونحن كإنتاج نعتمد على الزراعة المروية.

وأضاف، “لدينا مشاكل بالمحاصيل العلفية، وشكلنا لجنة حتى نزيد المساحات المزروعة وخاصة الذرة الصفراء العلفية، للحث على الزراعة بغية تعويض النقص وتأمين الأعلاف بشكل أساسي.

وفي ظل الواقع المرير الذي يمر به جميع السوريين، كذلك، تسببت الحرب التي تشنها روسيا في أوكرانيا بتقلبات اقتصادية في مختلف الأسواق العالمية، والتي طالت كل شيء، حيث سجلت أسعار القمح ارتفاعا حادا في الأسواق العالمية، خاصة أن روسيا وأوكرانيا تعتبران من أهم منتجي القمح حول العالم.

بالإضافة إلى الفجوة الآخذة في الاتساع بين الإنتاج المحلي والاحتياجات الغذائية الداخلية في سوريا، الأمر الذي ينذر بارتفاع في أسعار المواد الغذائية وغيرها من الأمور المعيشية قريبا، واضطراب الأسواق والحركة التجارية، فضلا عن انتشار البطالة وزيادة الفقر.وبحسب وكالة “بلومبيرج” الإخبارية، أن نسبة ارتفاع أسعار القمح وصلت إلى 27 بالمئة منذ بداية العام الحالي، وذلك بالتزامن مع تعطيل شحنات حبوب سلة الخبز في منطقة البحر الأسود، وارتفاع حدة التوترات الجيوسياسية بين روسيا وأوكرانيا.

وكل المعطيات تشير إلى أن تداعيات الحرب في أوكرانيا لن تقتصر على الحرب نفسها وما خلفته من دمار وسقوط ضحايا. هناك تأثيرات اقتصادية على المستوى العالمي، ولا تستطيع دول كثيرة، بما في ذلك سوريا المنهكة اقتصاديا أساسا، أن تتحمل تداعياتها، خاصة وأن سوريا لا تملك بدائل لتفادي هذه الأزمة، فإنتاج القمح والحبوب إنتاج موسمي، ومعظم أراضي إنتاج القمح في الجزيرة السورية خارجة عن سيطرة الحكومة، إضافة إلى أزمة المياه وشحها في نهر الفرات، بحسب مراقبين أفادوا لموقع “الحل نت” في تصريح سابق.

قد يهمك: اتهامات لوزير سوري بتهريب القمح.. ما حقيقة ذلك؟

معدلات نقص القمح في سوريا

وقالت منظمة “الفاو”، في تقرير نشر في 16 كانون الأول/ديسمبر الماضي، أن سوريا تمثل جزءا من مشكلة أكبر ألا وهي مشكلة انعدام الأمن الغذائي في الشرق الأوسط، حيث أكد التقرير بأن نحو ثلث السكان في منطقة الشرق الأوسط يعيشون حالة انعدام أمن غذائي، وذلك مع ارتفاع في نسبة الجوع التي وصلت إلى 91.1 بالمئة خلال العقدين الأخيرين.

حيث شهدت سوريا في عام 2021 أخفض نسبة لإنتاج القمح منذ خمسين سنة وذلك بسبب الجفاف وارتفاع أسعار المواد والظروف الاقتصادية السيئة، وذلك بحسب ما ورد في تقرير نشرته منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة “الفاو”، نهاية العام الماضي.

كذلك، انخفض إنتاج القمح والشعير بشكل كبير خلال العام 2021، حيث نقص إنتاج القمح بنسبة 63 بالمئة عن إنتاج العام 2020 ليصل إلى 1.05 مليون طن انخفاضا من 2.8 مليون في عام 2020، أما إنتاج الشعير فقد توقف عند حد 10 بالمئة من معدلات الإنتاج خلال عام 2020.

قد يهمك: ارتفاع أسعار القمح عالميا.. ماذا عن رغيف الخبز بسوريا؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.