لم يعد ارتفاع الأسعار في سوريا المشكلة الرئيسية الوحيدة التي يعاني منها المواطن السوري، فقد كشف الوضع الاقتصادي المنهار الحالة الاقتصادية الهشة للمواطن غير القادر على الشراء حتى لو تمت هناك بعض التخفيضات في أسعار المواد الغذائية والأساسية.

محافظة السويداء، التي تعج بحقول التفاح وتعتبر أحد أعمدة تصدير هذه الفاكهة، يعجز عدد كبير من أهلها عن شراء التفاح نتيجة لقلة الدخل وضعف القوة الشرائية، بالإضافة إلى مواد أخرى، على الرغم من بيعها عن طريق السورية للتجارة وبأسعار تعتبر أقل من السوق.

مزاد علني للتفاح

نتيجة لضعف القوة الشرائية لدى المواطنين، قال ربيع غانم، مدير فرع السورية للتجارة في السويداء، اليوم، أنه تم عرض الكمية المتبقية من التفاح المخزن لدى المؤسسة للبيع بالمزاد العلني حرصا على عدم كساد وتلف المادة وتتم حاليا إجراءات العقد بشكل أصولي، مضيفا أنه يتم العمل يوميا على تأمين جميع المواد من ألبان وأجبان وبيض ولحوم وخضر وغيرها لجهات القطاع العام في مديرية الصحة وقيادة الشرطة وغيرها من باقي جهات القطاع العام حسب طلباتها، إضافة إلى العمل على توزيع المواد المقننة عن طريق البطاقة الإلكترونية، فضلا عن قيام الفرع بتقسيط المواد الغذائية بقيمة 500 ألف لجميع العاملين من دون فوائد والذي يستمر خلال شهر رمضان فقط، بحسب صحيفة “الوطن” المحلية.

وأشار غانم، إلى أن الكميات المطروحة من اللحوم ضمن صالة المدينة للخضر والفواكه تشمل لحم الفروج الكامل إضافة إلى قطع الدجاج وكذلك لحوم الغنم والعجل المسوفة والهبرة ولية الغنم، مبينا أن طرحها يأتي في إطار التدخل الإيجابي للمؤسسة، موضحاً أن إجمالي الكميات المطروحة من اللحوم البيضاء بلغ 2 طن ونصف “من الفروج وقطع الفروج” إضافة إلى نحو 2 طن من اللحوم الحمراء، حيث وصل مبيعها للكيلوغرام الواحد للفروج إلى 9500 ليرة، وللشرحات 15 ألف ليرة، وللوردة 11 ألف ليرة، وللجوانح 8300 ليرة، ولهبرة الغنم 23 ألف ليرة، وللمسوفة الغنم 18 ألف ليرة، وللية الغنم الناعمة 15 ألف ليرة ولهبرة العجل الشقف 22 ألف ليرة، وللناعمة عجل 20 ألف ليرة، ولمسوفة العجل 16 ألف ليرة.

وأيضا قام فرع السورية في السويداء، بطرح كميات من البيض إنتاج منشأة الدواجن بالسويداء بسعر 12 ألف ليرة للصحن الواحد، مع تأمين مادة الخبز وبيعها ضمن الصالات بسعر 225 ليرة للربطة، مع مواصلة طرح مادة البطاطا المستوردة بسعر 2000 ليرة للكيلوغرام الواحد، حيث وصلت كميات البطاطا الموردة إلى الفرع 48 طنا وتم وضعها في وحدات التبريد وتوزيعها تباعاً على الصالات والسيارات الجوالة والقرى التي لا توجد ضمنها منافذ البيع، كما قام الفرع باستجرار أكثر من 120 طنا من الحمضيات من فرعي اللاذقية وطرطوس.

إلا أن الإقبال على شراء هذه المواد بشكل عام أقل من المتوقع والذي عزاه الأهالي إلى ضعف القدرة الشرائية لدى الجميع وعجزهم عن شراء أقل الكميات رغم انخفاض أسعارها مقارنة بالأسواق، حسب “الوطن”.

قد يهمك:انخفاض أسعار الخضار قريبا في سوريا.. ما حقيقة ذلك؟

البطالة محور ضعف القوة الشرائية

ليس هناك إحصائيات دقيقة حول معدل البطالة في سوريا، لكن معظمها يتقاطع حول فكرة ارتفاعها بشكل ملحوظ خلال السنوات الماضية نتيجة الحرب التي ألقت بظلالها على مختلف جوانب الحياة، لا سيما الجانب الاقتصادي، حيث وصلت أوضاع البلاد إلى مستويات متدنية، لدرجة أن أكثر من 83 بالمئة من السوريين يعيشون تحت خط الفقر وفق تقارير أممية.

وقد ارتفعت نسب البطالة في سنوات الحرب الأولى إلى مستويات قياسية وصلت 48.5 بالمئة عام 2015 لتنخفض بعدها، لكن مع بقاءها عالية تزيد على 31 عام 2019، وبالرغم من عدم وجود إحصائيات رسمية لنسب البطالة خلال السنتين الأخيرتين لكنها بكل تأكيد تفوق الـ 60 بالمئة بحسب آراء عدد من المختصين خصوصا بين الخريجين في الجامعات والمعاهد التقانية، مؤكدين أن العاطلين عن العمل هم من خيرة الكفاءات والخبرات، بحسب متابعة “الحل نت”.

وبحسب مراقبين اقتصاديين، يعتبر القطاع الزراعي في سوريا الأكثر تضررا. بينما كان يوظف القطاع الزراعي أكثر من 50 بالمئة من القوى العاملة في سوريا، انخفضت النسبة إلى حوالي 10 بالمئة. ومنذ أن شهدت البلاد موجة جفاف شديدة دفعت عددا كبيرا من العمال الزراعيين في المنطقة الشمالية الشرقية من سوريا إلى الهجرة تحديدا نحو مراكز المدن بحثا عن فرص عمل جديدة.

إقرأ:زيادة معدلات البطالة في سوريا واستمرار ركود الأسواق

ويرى مختصون أن البطالة وعدم وجود فرص عمل لعدد كبير من المواطنين، إضافة لتدني أجور العاملين بما لا يتناسب مع الأسعار ويجاريها، هي أبرز أسباب ضعف الدخل وبالتالي ضعف القوة الشرائية، وعدم قدر ة المواطنين على شراء المواد حتى لو تم تخفيضها، بحسب متابعة “الحل نت”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.