تواصل ميليشيات إيران انتهاكاتها ضمن مناطق سيطرتها في محافظة دير الزر شرق سوريا، بوتيرة مرتفعة خلال الآونة الأخيرة، دون وجود أي رادع لها، حيث اعتقلت دوريات من “الفوج 147” التابع لـ “الحرس الثوري” الإيراني، 18 مدنيا في ريف مدينة البوكمال، بحجة تحديد مواقع لهم وإرسالها لجهات معادية، وفق وصفهم.

إهانات وشتائم متقصدة

مصادر محلية أفادت لـ “الحل نت” إن “حملة الاعتقالات كانت بقيادة “أبو عيسى” الحمدان متزعم “الفوج147” وهو من أبناء المنطقة، وكان من بين المعتقلين أربعة أطفال لم تتجاوز أعمارهم 16 عاما، بحجة تحديد مواقع مقرات الميليشيات وإرسالها لـ “التحالف الدولي”، دون وجود إي دليل يثبت ذلك”، مشيرا إلى أن “عناصر الدورية، عمدوا على إهانة بعض الشبان خلال اعتقالهم، أمام عوائلهم”.

شقيق أحد المعتقلين، فضل عدم الكشف عن اسمه، صرح لـ “الحل نت” قائلا إن “عناصر الدورية قاموا، بمداهمة منزلهم في ساعات مبكرة من صباح السبت، وقاموا بالتهجم على شقيقه أثناء نومه وجره، مع توجيه ضربات له وشتائم أمام والده ووالدته”.

موضحا أن “الغاية من وراء حملة الاعتقال هذه، تحصيل مبالغ مالية من عوائل المعتقلين، وخاصة أن بعض السماسرة التابعين لهم، بدأوا الترويج لذلك بعد ساعات قليلة من الاعتقال، من خلال بث رسائل بين أهالي البلدة، مفادها ادفعوا الآن قبل أن يتم تحويل أبنائكم إلى الأفرع الأمنية التابعة لحكومة دمشق، ساعتها لن يفيدكم الدفع”.

ابتزاز مالي

والد أحد المعتقلين، فضل عدم الإفصاح عن هويته، قال لـ “الحل نت” إن “أحد السماسرة طلب منهم، مبلغ ثلاثة ملايين ليرة سورية، مقابل الإفراج عن ابنهم”، مضيفا أنهم “يقومون بالتواصل مع أقرباء لهم في خارج القطر، لتأمين المبلغ، لأنه ليس باستطاعتهم دفعه”.

أسلوب الابتزاز المالي ليس جديدا على ميليشيات إيران في عموم المنطقة، فهو روتين متكرر، حيث أقدمت ميليشيا “حزب الله” اللبناني، في ديسمبر/كانون أول، من العام الفائت، على اعتقال أربعة مدنيين، في مدينة الميادين، لذات السبب السابق، حيث قام ذويهم بدفع مبالغ مالية كبيرة لقاء إطلاق سراحهم.

وسبق الحادثة الأخيرة، بمدة ليست ببعيدة، جرت حملة اعتقال طالت 13 شابا من مدينة موحسن، من قبل ميليشيا “فاطميون” أيضا، بحجة تحديد المواقع وإرسالها لجهات خارجية معارضة لهم، وكل ذلك يحدث بدون أي دليل يثبت على الأشخاص التهم المنسبة لهم.

سجون خاصة

الصحفي عهد الصليبي، من دير الزور، يقول لـ “الحل نت” إن “معتقلي الميليشيات الإيرانية من المدنيين، لا يخضعون لأي محاكم تابعة للحكومة السورية، وليس لديهم إي ملفات لدى الأخيرة، حيث يتم التعامل معهم في سجون مستقلة خاصة بالميليشيات”، مضيفا أن “كافة السجون، تعود مرجعيتها الأخيرة لـ “الحرس الثوري”.

وتتعرض مواقع الميليشيات الإيرانية بين حين وآخر لغارات جوية مجهولة المصدر، تستهدف مناطق سيطرتها على طول ضفة نهر الفرات الغربية (شامية) من ريف الرقة الغربي وصولا لمدينة البوكمال، على الحدود السورية العراقية.

يذكر أن إسرائيل كثّفت خلال الأعوام الأخيرة وتيرة قصفها في سوريا، مستهدفة بشكل أساسي مواقع للجيش السوري وأهدافا إيرانية وأخرى لـ “حزب الله” اللبناني.

ونادرا ما تؤكد الحكومة الإسرائيلية تنفيذ تلك الضربات، إلا أنها تكرّر مواصلة تصدّيها لما تصفه بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا وإرسال أسلحة متطورة إلى “حزب الله” اللبناني.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.