تفاجأ العديد من اللاجئين السوريين بإيقاف قيود وثائق “الكيملك” التي يحملونها ليجدوا أنفسهم أمام مباني مديريات الهجرة التركية بهدف إعادة تفعيل القيود.

ويبدو أن الهجرة التركية بدأت في إيقاف وثائق “الكيملك” للاجئين الذين لم يثبتوا عناوين إقاماتهم بعد، في الوقت الذي يعاني لاجئون سوريون من عدة عقبات تمنعهم من تثبيت عناوينهم.

وتتعدد الأسباب والحالات التي تسببت في إيقاف قيود وثائق الكيملك، فيما قاربت المهلة التي منحتها مديرية الهجرة للعديد من السوريين على الانتهاء ما قد يتسبب في زيادة أعداد اللاجئين الذين تم إيقاف قيود وثائقهم.

ومنذ أيام، كان قد شارك لاجئون سوريون مقطعا مصورا يظهر فيه مئات اللاجئين السوريين يتجمعون أمام مديرية الهجرة بعد أن توقفت قيود الوثائق التي يحملونها.

المشكلة تتفاقم

بين من وصلتهم رسائل من مديرية الهجرة تعطيهم مهلة لم تتجاوز 60 يوم عمل حتى يثبتوا عناوين الإقامة وأولئك الذين أزيلت عناوينهم وآخرين لا يسمح لهم وضع المنازل التي يستأجرونها بتثبيت العنوان، تتعدد العقبات التي تواجه اللاجئين السوريين بشأن ذلك.

من بين الحالات، حالة الشاب وليد الذي يقطن مع عائلته في غازي عنتاب ويستأجر منزلا غير مسجل في دائرة النفوس “مخالف” ما يجعله غير قادر على تثبيت عنوان إقامته.

يقول خلال اتصال هاتفي لـ “الحل نت”: “أمامي طريقين إما الانتقال لمنزل آخر ولن أجد منزلا بإيجار 800 ليرة تركية مثل الذي أسكنه الآن بسبب غلاء الإيجارات، أو أثبت قيد العنوان في منزل آخر من منازل أقاربي”.

ويضيف، تواصلت مع سماسرة من أجل حل الموضوع وتثبيت العنوان، هناك من يطلب حتى 3000 ليرة تركية لقاء تثبيت العنوان.

ووفق متابعات مراسل الحل نت في تركيا، وقع العديد من اللاجئين السوريين في مشاكل مختلفة بسبب تثبيت العناوين من أبرزها، وجود أشخاص مسجلين مسبقا في المنازل التي يستأجرونها أو عدم إمكانية إضافة أشخاص آخرين بسبب اختلاف في معلومات وثائق “الكيملك” أو إدراج الأحياء التي يقطنها سوريون في الأحياء المحظور عليهم تثبيت عناوينهم فيها أو غير ذلك.

وشكل موضوع “تثبيت العناوين” قلقا كبيرا لدى اللاجئين السوريين، فيما يقول لاجئون، إنه فرض بشكل مفاجئ ولم يكن هناك وقت كاف لتدارك ذلك.

ما آثار إيقاف قيد الكيملك؟

مع ارتباط تثبيت عناوين اللاجئين السوريين بإيقاف قيد وثائق الكيملك، يبدو أن السوريين في تركيا أمام مشكلة كبيرة قد تؤثر عليهم في عدة أمور مثل مراجعة المشافي أو صرف الأدوية بسعر مخفض أو التسجيل في المستوصفات والمدارس ودوائر الدولة بشكل عام.

وأثرت دعوات السلطات التركية السوريين لتثبيت عناوينهم خلال وقت قصير على السوريين بشكل كبير، حيث شهدت مباني مديريات الهجرة خلال الأيام الماضية ازدحاما ملحوظا في الوقت الذي يتخوف اللاجئون مما قد ينتج عن عدم تثبيت عناوينهم والتي قد تنتهي بالترحيل.

ويبدو أن مسألة تثبيت العناوين بمثابة إجراء جديد زاد من العقبات أمام اللاجئين السوريين في تركيا في ظل تصاعد خطاب الكراهية بحقهم في البلاد.

وفي توضيح صدر عن مديرية الهجرة في غازي عنتاب، اليوم الأربعاء، فقد تم إلغاء تفعيل وثائق “الكيملك” للعديد من الأشخاص الذين لم يقوموا بتحدث عناوينهم، داعية إياهم للتسجيل من جديد وأخذ موعد وإعادة تثبيت عناوينهم.

ومنذ بدء وزارة الداخلية التركية في التحقق من عناوين الإقامة للسوريين في تركيا، وصلت نسبة الذين تم إيجادهم بالفعل في العناوين التي حددوها إلى 80%، بينما تتوقع الوزارة أن ترتفع هذه النسبة إلى 90%، حسب ما جاء على الموقع الرسمي للوزارة منذ يومين.

الجدير بالذكر أن ما يقارب ثلاثة ملايين و750 ألف لاجئ سوري مسجلين في تركيا حسب توضيحات وزارة الداخلية التركية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.