في ظل الارتفاع الكبير في أسعار السكر وسائر السلع الغذائية في سوريا، وبعد أن أظهرت الرسوم البيانية، انخفاضا حادا في إنتاج وزراعة الشمندر السكري في سوريا، يطلق المدير العامة للمؤسسة العامة للسكر وعودا بانخفاض أسعار مادة السكر.

شركة لصناعة السكر بدون زراعة

وأعلن مدير عام المؤسسة العامة للسكر سعد الدين العلي، عن إقلاع شركة سكر “تل سلحب” بعد توقف استمر 7 سنوات عن الإنتاج.

وأكد العلي في تصريحات لصحيفة “الوطن” المحلية، أن عمليات صيانة الشركة، ستنتهي مع بداية موسم الشمندر السكري، مطلع شهر تموز/يوليو القادم، مشيرا إلى أن أعمال الصيانة تجاوزت نسبة 90 بالمئة.

وأضاف: “الشوندر السكري محصول استراتيجي مهم، إضافة لمحصولي القمح والقطن ويعيل الآلاف من الأسر من العاملين والفلاحين، معمل سكر تل سلحب سيعمل بطاقة إنتاجية تصل إلى حدود 3800 طن يوميا، وسينتج نحو 16 ألف طن سكر أبيض للاستهلاك من حوالي 160 ألف طن شوندر“.

قد يهمك: تصريحات رسمية تؤكد ارتفاع جديد للأسعار وتُحمّل السوريين المسؤولية

وبين أن الكميات المقدرة التي سيتم استجرارها من الفلاحين تتراوح بين 150 إلى 160 ألف طن من الشوندر السكري بسعر مناسب ومجز للفلاحين، وفق الأسعار الرائجة بحيث يعود بالفائدة لهم بتحقيق أرباح جيدة جدا حسب قوله.

وأوضح أنه تم تسعير طن الشوندر السكري في العام الماضي بسعر مبدئي 175 ألف ليرة سورية بناء على دراسة التكاليف، وبعد ارتفاع الأسعار تمت إعادة تسعير الطن الواحد ليصبح 250 ألف ليرة سورية.

وأكد العلي أن “إعادة إنتاج السكر في المعمل، سيساهم بخفض أسعار السكر لنحو 20 بالمئة، وتحقيق جدوى اقتصادية تصل إلى مليارات الليرات لخزينة الدولة“.

وتقول مصادر محلية إن توقف معامل السكر عن العمل، والاتجاه نحو الاستيراد تسبب برفع سعر السكر لأرقام قياسية ليصل اليوم سعر الكيلو الواحد منه لنحو 3800 ليرة.

إلا أن مزارعين أكدوا أيضا تراجع نسبة زراعة الشمندر السكري خلال السنوات الماضية إلى مستويات تاريخية، حيث أن الحكومة السورية تجاهلت إنتاج الشمندر السكري تماما، إذ تُظهر الرسوم البيانية لإنتاج المحصولين بين عامي 2000 و 2021، الأثر الكبير الذي حدث للمحصولين بسبب الصراع العسكري، والعوامل المناخية، ونقص الدعم الحكومي.

خسائر كبيرة

أفاد العديد من مزارعي الشمندر السكري في منطقة الغاب أن البذور التي حصلوا عليها من البنوك الزراعية لم تنبت حتى الآن، رغم توقيعهم عقودا مع شركة سكر تل سلحب لتسليم محصولهم إليه من أجل إنتاج السكر.

المزارعون ألقوا باللوم في ذلك على البذور رقم 4000 و4001، بدعوى أنها ذات جودة منخفضة ومعدل إنباتها أقل من 10 بالمئة، على الرغم من حقيقة أنها زُرعت في تموز/يوليو من العام الماضي.

محمد حسان قطنا وزير الزراعة السوري قال لـصحيفة “الوطن” المحلية، إن ما ورد عن البذرة ورداءتها غير صحيح، مؤكدا أن نتائج الفحوصات وحيويتها تستوفي المعايير الفنية، وأن نسبة الإنبات في النوعين المشار إليهما كانت غير صحيحة إنما هي فوق 90 بالمئة.

واتهم قطنا قبل أسابيع، المزارعين باعتمادهم على مياه الأمطار في الري، وهو ما لم يكن كافيا، بخاصة بعد عدم كفاية الأمطار.

اقرأ أيضا: بعد الغلاء الفاحش.. المواد الغذائية الأساسية تباع بالتقسيط في دمشق

وذكر قطنا أن المساحة المزروعة بالشمندر بلغت 2872 هكتارا من أصل الخطة 4322 هكتارا، فيما حذر الخبير التنموي أكرم عفيف، من أزمة نقص في مادة السكر في سوريا خلال العام الجاري، مؤكدا أن “زراعته تحتضر“.

وقال عفيف لذات الصحيفة في وقت سابق، إن “الأراضي الزراعية في سهل الغاب لم تعد صالحة للزراعة، والأعشاب المعمرة ظهرت في أكثر من نصف الأراضي، بسبب عدم قيام الفلاحين بالفلاحات العميقة“.

الشوندر أو الشمندر السكري، هو نبات عشبي ثنائي الفلقة ثنائي الحول من العائلة السرمقية، ووفقا للأخصائي الزراعي عبد المولى أبازيد، وهو ثاني محصول في العالم بعد قصب السكر لإنتاج السكر الأبيض، حيث تزرع 7.5 – 8 مليون هكتار سنويا في 42 دولة التي تقع خارج خطوط العرض 30 شمالا وجنوبا.

انقراض محصول الشمندر السكري في سوريا

تشير الإحصائيات إلى أنه في عام 2021، بلغ إنتاج الشمندر السكري في سوريا صفر طن. إذ تذبذب إنتاجه بشكل كبير في السنوات الأخيرة، حيث سجل أعلى فترة زيادة خلال الفترة 1971. ثم بدأت المؤشرات في الهبوط حتى عام 2021 منتهيا عند صفر طن.

قد يهمك: سوريا.. المطاعم الشعبية ترفع أسعار أصنافها بدون استئذان

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.