“المحيبس”، أقدم الطقوس الرمصانية في العراق وأشهرها، وأشَد ما فيها عندما يطلق العنان لكلمة “بات”، فتعم الأهازيج في المكان الذي تمارس به اللعبة، فماذا تعرفون عنها؟

“المحيبس” تعني “الخاتم”، وهي لعبة متوارثة من جيل إلى جيل، وتعد من أبرز وأشهر الطقوس الرمضانية في العراق بكل مدنه، لكنها تسمى في إقليم كردستان بلعبة “الصينية”.

هذا العام، ثبّتتها وزارة الشباب والرياضة العراقية ضمن لائحتها، ومنحتها لجنة مركزية أسّست لبطولة انطلقت أمس في أول أيام رمضان على قاعة ملعب الشعب ببغداد، وتستمر حتى اليوم الأخير من شهر رمضان.

https://twitter.com/SalahALobaidy2/status/1508760317727289345?t=kT7HbaWUH6qSo2S3emUNCg&s=19

يتنافس فريقان في لعبة “المحيبس” التي هي تصغير لكلمة “محبس”، على الاحتفاظ بالمحبس أو الخاتم الذي هو أداة اللعب المستخدمة، واشتق اسم اللعبة منه، وغالبا يكون الخاتم من فضة أو ذهب.

تفاصيل اللعبة

تتمثل اللعبة بجلوس لاعبي الفريقين في صفين متقابلين، وقيام أحد اللاعبين بإخفاء المحبس بأيادي لاعبي فريقه، بعد وضعه غطاء على ظهره يحول دون إمكانية تحقق الفريق الآخر بيد من تم وضع المحبس.

بعد ذلك، يسعى لاعب واحد بمساعدة لاعبين آخرين من فريقه للتعرف على اليد التي دس فيها المحبس من بين الأكف المغلقة، وذلك للحصول على النقاط وعلى المحبس ليكون بيد فريقه، ثم تبدأ عملية البحث عنه من جديد.

نقاط لعبة “المحيبس”، تكون حسب حجم اللعبة والأشخاص المشاركين، ويمكن أن يتكون الفريق من شخصين أو من مئتي شخص، لكن في شهر رمضان لا تجد أي فريقين يضم أقل من 20 لاعبا على الأقل.

للقراءة أو الاستماع: «المحيبِس» التي كسَرَت تابو «الطائفية» في العراق رَمَضان 2008.. كيف اجتمعت الأعظمية والكاظمية؟

تبدأ اللعبة بشراء فريق ما المحبس مقابل إعطاء عدة نقاط سلفا للخصم، ثم يحاول الفريق الخصم اكتشاف في يد أي من لاعبي الفريق المنافس تم وضع المحبس، وبمجرد أن يكتشفه يصرخ بكلمة “بات”، أي تم العثور عليه.

عندما يحاول الفريق المنافس اكتشاف في أي يد وُضع المحبس، يقوم زملاؤه في الفريق بزيادة حماسه بكلمات وأهازيج مشجّعة تزيد من إثارة اللعبة.

سعي حكومي لإدراج “المحيبس” بلائحة “اليونسكو”

ترافق اللعبة هتافات وأغاني تراثية من الفلكلور العراقي، ويحصل الفريق الفائز دائما على أطباق كبيرة من الحلويات الشعبية مثل “الزلابية وزنود الست والداطلي والبقلاوة”، يتكفل بها الفريق الخاسر.

عادة ما تبدأ اللعبة بعد وقت الفطور وتستمر حتى وقت السحور، وتلعب أيضا بين جميع المحافظات العراقية، إذ يمثل كل محافظة فريق ويتجمعون في العاصمة بغداد للمنافسة على لقب البطولة الذي يحسم في نهاية شهر رمضان بالعادة.

من أشهر لاعبي “المحيبس”، جاسم الأسود الذي يسكن بمنطقة الكاظمية شمالي بغداد، ويناهز عمره الـ 70 عاما، إذ يعد أخطر لاعب يمكنه استخراج المحبس من بين 200 شخص، حتى أصبح مضربا للمثل باللعبة في العراق.

يرأس الأسود فريق الكاظمية البغدادي بلعبة “المحيبس” منذ 41 عاما، وحقق فيها إنجازات كبيرة، إذ يقول لاعبون كثر: “لو كانت هذه اللعبة عالمية، لكان جاسم الأسود اللاعب الأشهر فيها”.

للقراءة أو الاستماع: في قَلبِ بغداد.. شهرُ رمضان بِرائحةِ «الثّورة» رُغم كورونا

أخيرا، تسعى وزارة الثقافة العراقية منذ عام 2015، لإدراج لعبة “المحيبس” في قائمة ترفعها كل عامين لمنظمة التربية والعلوم والثقافة “اليونسكو”، لوضعها ضمن الموروث العالمي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة